سعد الدين إبراهيم: مبارك طلب منى روشتة للحد من التطبيع مع إسرائيل.. وسوزان كانت مجتهدة وحائط صد لى ضد مبارك ومستشارى السوء.. ومصر أفضل بكثير من أى وقت مضى

الخميس، 19 مايو 2011 01:04 م
سعد الدين إبراهيم: مبارك طلب منى روشتة للحد من التطبيع مع إسرائيل.. وسوزان كانت مجتهدة وحائط صد لى ضد مبارك ومستشارى السوء.. ومصر أفضل بكثير من أى وقت مضى سعد الدين إبراهيم
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ الاجتماع، ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الديمقراطية أن سوزان مبارك، حرم رئيس الجمهورية السابق، بدأت حياتها فى الجامعة الأمريكية كتلميذة بتواضع شديد، وباجتهاد واضح، ولم تستغل موقعها كزوجة لنائب رئيس الجمهورية، بل كانت فى منتهى التواضع، وبدأت الدراسة وهى فى الأربعينيات، وكانت معها عدد من الطالبات يقاربنها فى العمر، وكان يبدوا عليها أنها أكبر من زملائها سنا فى الدراسة.

وأوضح إبراهيم أنه علم أنها حرم نائب رئيس الجمهورية بمحض الصدفة نهاية العام الدراسى، مضيفا أن نجليها علاء وجمال كانا مهذبان ومجتهدان، وإن لم يكونا على مستوى الأم فى الاجتهاد العلمى، مؤكدا أنه لم يلمس فيهما أى محاولة لاستغلال مواقعهما، إلى أن انقطعت الصلة بينه وبين هذه الأسرة فى مايو 2000.

وكشف إبراهيم فى تصريحات صحفية أنه بمجرد أن كتب مقال "الجملوكية"، الذى تناول فيه الحديث عن ملف التوريث بمجلة المجلة السعودية، والتى تم جمعها من الأسواق نهارا، وقبض عليه مساء، دخل أحد سكرتارية مبارك عليه بالمجلة، وحسب الرواية التى نقلت عن سوزان مبارك إلى أحد المقربات منها، فقد قال لها مبارك بانزعاج شديد اختارى بين ابنك وبين أستاذك، مضيفا أنه لو ترك سيجده متواجدا تحت السرير فى غرفة نومهم يتناول كافة أفراد الأسرة فى مقالاته، ولم يخف رئيس مركز ابن خلدون أن سوزان مبارك كانت حائط صد له، وكثيرا ما وقفت عائقا أمام محاولات التنكيل به من جانب زوجها أو مقربين من مبارك.

وحول الملفات التى كان قد طلبها منه مبارك، يتذكر الدكتور سعد أن مبارك كان قد طلب منه أن يعد له روشتة للحد من التطبيع مع إسرائيل، وقام بصياغة تلك الروشتة، والتى كان أهم شرط فيها عدم زيارة إسرائيل، والاكتفاء بالعزاء فقط فى وفاة رابين، الأمر الآخر كانت زيارة طارئة من سكرتير الرئيس الدكتور أسامه الباز، كان قد حضر إليه يوما مبكرا بمنزل سعد، وأيقظه لأمر هام، جاء به الباز، فقال "فخرجت إليه بحديقة المنزل، وسألته خير يا أسامة، وكنا زملاء دراسة بالولايات المتحدة الأمريكية فى الستينات، فقال لى الرئيس"بيقولك أنت داوشنا" بالديمقراطية، وعايزك تعمل دراسة عن التحول الديمقراطى التدريجى دون حدوث هزات تؤثر على أمن البلاد والاستقرار"، وتقابلت مع الرئيس عام 1999، وسألنى الموضوع دا ياخد منك كام وقت، قلت له 3 أشهر فقال لى"انت ها تشتغل فى الفاعل"، فقلت له أنا ها أسافر عدة دول وأشوف تجاربها وما يناسبنا وأفضلها، فقال لى كفاية عليك 3 أسابيع، فاتممت مهمتى ووجدت أقرب التجارب لدينا المكسيك، حيث كان لديهم حزب واحد.

وأضاف إبراهيم أنه بدأ يعرض على الرئيس السابق الأمر، وكان مبارك مهتما بشدة حول الدراسة وما تحتويه، ثم فوجئ إبراهيم بأحد من وصفهم بمستشارى السوء، يقول له "ياريس هو ما قالكش إن أول انتخابات ديمقراطية فى المكسيك سقط فيها رئيس الجمهورية"، وذكر سعد أن الرئيس السادات كان قد دعاه وقاله "دى جزاتى أن رجعتك مصر، وبدل الجميل بتنتقد فيا، فطلبنى فى استراحته فى إسكندرية فى لقائى لمدة ساعات" غسلنى فيها ساعتين"، ثم فوجئت به يقول لى عايز تخدم البلد بجد، أن عايزك ترتب لنا لقاء مع المثقفين العرب".

وأوضح سعد أنه بعد هذا اللقاء بسنوات، وعقب تولى مبارك الحكم فوجئ به يستدعيه ويسأله عما جرى فى لقاء الإسكندرية مع السادات، وتيقن سعد أن السادات لم يكن يخبر نائبه بكافة خطواته وتحركاته.

وقال إن مبارك كان أكبر عميل لأمريكا، ورغبته فى احتكار العمالة للخارج، جعلته يهدد الناس بها وهو أكثر من كان يستقوى بالخارج، ووصفه بأنه هذا الجاهل الجهول قائلاً "ألا يعلم أننى عارضت عبدالناصر فى عز قوته كما عارضت السادات".

وحول السؤال، كيف ستخرج مصر من الفوضى التى تعيشها؟ قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن مصر فى حالة أفضل بكثير من أى وقت مضى وما يحدث يؤكد تحضر الشعب فنحن لسنا مثل ليبيا، ولسنا فى دمار سوريا، بل نحن شعب متمدن ولسنا فى ورطة لنخرج منها بل نحن فى حالة سيولة كاملة مع انتخابات مجلس الشعب، وإعادة تأهيل الشرطة المصرية والأمن الوطنى، وعودة الجيش لسكناته ستستكمل ملامح، ومعالم التغيير وسيستغرق ما بين 6 أشهر، أو عام كامل.

وأضاف أنه رأى أن تؤجل الانتخابات مابين 6 أشهر إلى عام حتى تقوى الأحزاب والقوى الجديدة، تستعد لمعركة الانتخابات التنافسية الشديدة، أما ما يتردد حول التخوف الأكبر من الإخوان، وما يطلق عليهم فلول الحزب الوطنى وكلاهما لايطمئن الأغلبية من الشعب المصرى، بالإضافة إلى كون الجيش مستعجلا، ويريد إثبات حسن النية، ولا يرغب فى التمسك بالسلطة، فهو يشكر على ذلك، لكن الآن الحالة النفسية هى عدم نزول على رغبة القوى المدنية، بالإضافة إلى مخاوف وصول الإخوان للسلطة متواجد لدى القوى المدنية والعلمانية والأقباط المصريين ولدى الخارج، لكننى لست متخوفا منهم.

وأوضح أنه خلال دراسة للشعب المصرى أن غالبية الشعب لا يريد حكما إسلاميا، أما لو جاء الأمر على خلاف الغالبية، فالأمر لن يكون مستقرا، مضيفا أن أهم ما يميز الديمقراطية أنها تعطيك بدائل لأكثر من صنف وطبق، وبمعنى أدق "البوفيه الديمقراطى"، لكن مشكلتنا فى مصر أننا تعودنا على صنف واحد.

وأكد سعد الدين ابراهيم إلى أنه لن يترشح على مقعد الرئاسة، متمنيا أن يكون رئيس مصر القادم من الشباب، مستشهدا بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان عمره 34 عاما، وقاد ثورة غيرت خريطة منطقة بأثرها وأثرت فى العالم.

وحول فكرة طرح مشروع قومى يلتف حوله الشباب، أوضح رئيس مركز ابن خلدون أن كلمة مشروع قومى تلتف الناس حوله، ويبدو جذابا وأخاذا، لكن من الصعب الاتفاق عليه، ولذلك أن أفضل الأجندات هى القومية، ليس مشروع واحد، بل عدة مشروعات، وتكون البداية فيها متزامنة، مثل إعادة عجلة الإنتاج إلى ما كانت عليه قبل الثورة، كأولوية أولى بالإضافة إلى مطالب ملحة، وهى تمثيل كافة قوى الشعب فى المجالس المنتخبة وعلى رأسها ما اقترحته أنا وهى ضرورة تخصيص كوتة فى المجالس المنتخبة للشباب دون الـ 40 عاما، لأنهم هم من قاموا بالثورة، وأصحاب الفضل فى التغيير، ثم يأتى المشروع الأهم وهو محو الأمية وإطلاق طاقات العمل التطوعى، وأوضح أنه فوجئ بأنه لا يوجد أحد يتحدث عن العمل التطوعى، وهو فيه الخير العظيم لمصر، ابتداء ممن قاموا بالثورة فهذا عمل تطوعيى، وصولا إلى موائد الرحمن فى رمضان وبنوك الطعام، وهنا انتهز الفرصة لأطلق مبادرة للعمل التطوعى وهذا يتطلب إلغاء كافة قوانين تحد من حرية التنظيم ما دام لا يخالف القانون العام.

وحول ما تردد من أن الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية، اعترض بشدة الدكتور سعد على هذه المقولة، قائلا "من قالها هو فاسد، ومستبد وراضع من فاسد"، مستشهدا بتاريخ مصر وأول مرة نادى فيها الشعب المصرى بالديمقراطية كان عام 1860، وأول مجلس نيابى كان عام 1860 وفى هذا التوقيت، لم تكن خريطة العالم تعرف دولة باسم إيطاليا، أو دولة باسم ألمانيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة