رفض الدكتور عمرو الشوبكى، عضو اللجنة الاستشارية لحزب العدل، التحالفات السياسية ضد التيار الإسلامى، محذراً من اختزال المجتمع فى ثنائيات سياسية تؤدى إلى فشلة، حيث يرى أن هناك فرصة أكبر لبناء تحالفات أكثر اتساعا وتجاوز حالة الاستقطاب والاحتكار السياسى، فى المقابل أكد أن ذلك لا يعنى التحالف مع من يحاولون اقتحام الكنائس.
وأضاف الشوبكى، خلال الصالون الثقافى لحزب العدل التى عقد مساء أمس الأربعاء بمقر الحزب، ليس من حق أحد أن يمنع حزب من تبنى مرجعية ما، وإن كانت إسلامية لكنة بالمقابل يجب أن يقدم ضمانات تلزمه بالدستور المدنى، موضحاً أن الخطر سيواجه مصر فى حال فشل القوى المدنية حيث سيكون بقاء الجيش حتمى بناء على طلب الجماهير.
وقال الشوبكى، إن مصر إمامها خيارين، إما أن تنجح كالنموذج التركى أو تفشل كالنموذج الباكستانى، داعياً إلى ضرورة بناء مؤسسات الدولة كضرورة لمرحلة البناء لحماية عملية التحول الديمقراطى سعيا للوصول، موضحا أن المكسيك رغم ما قامت به من تحول ديمقراطى، إلا أن فساد المؤسسات أدى لفشل ذلك التحول، مشيرا إلى أن السجال فى الخطابين "المسيحى" أو "السلفى" يفقد الثقة فى الدولة وذلك جراء ما صنعه نظام "مبارك" لذا وجب أخذ تلك الأمور بعين الاعتبار.
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، فيرى أن السجال معها مشروع ولكن استئصالها من الحياة السياسية أمر خاطئ، موضحا أن "الإخوان المسلمين" تمر حاليا بتحول تاريخى فالقواعد الحزبية ستدفعه للقبول بالمواطن على أساس البرنامج الحزبى، وليس قواعد الجماعة، كما كان فى السابق، قائلا: "لا نستبعد خروج تيارات إصلاحية من الإخوان"، متوقعا أن يحصل التيار الإسلامى على ثلث مقاعد البرلمان مقابل ثلث للثقافة القديمة ويقصد بها العصبيات وحزب الوفد والثلث الأخير للأحزاب الجديدة، موضحاً أنه ليس مع مد الفترة الانتقالية.
وحول خريطة الطريق التى وضعها الشوبكى للأحزاب الجديدة، شدد على ضرورة أن تعمل الأحزاب الجديدة على إصلاح مؤسسات الدولة مثل جهاز الأمن والقضاء، موضحاً أن الثورة المصرية أسقطت نظام لكنها لم تفتت المؤسسات نظرا لدور الجيش العظيم على حد وصفة فى حماية الثورة، لذلك يجب إعادة هيكلة مؤسسات الدولة التى لا تزال تعمل بالنظام القديم ضاربا مثلاً بنهج قوات الأمن فى تعاملها مع متظاهرى السفارة الإسرائيلية، قائلا: "كيفية إدارة المؤسسات العامة شرط لنجاح أى تحول ديمقراطية".
وأضاف الشوبكى، إنه على الأحزاب الجديدة ألا تدخل ما وصفة بـ"الجيم السياسى" إلا بضمان درجة من الشفافية وعدم إتباع أسلوب الأحزاب القديمة "اللى اكسب به ألعب به"، مع بناء الديمقراطية الداخلية لضمان تداول كل المواقع القيادية، موضحا أن هناك مرحلة انتقالية تسبق تأسيس أى حزب لتسير أعمالة ولا يجب أن تزيد عن سنة لبدء انتخابات ديمقراطية فمدة الـ 4 سنوات التى حددها حزب الإخوان طويلة.
وقال الشوبكى، إن أفضل ما يميز الأحزاب الجديدة تنوعها الجيلى، دون إقصاء للشباب عن المناصب القيادية، مشدداً ضرورة استخدام لغة تستطيع الوصول لطبقات المجتمع جميعا دون استعلاء لكسب قاعدة جماهيرية، كذلك دعاً الأحزاب الليبرالية أن تتصالح مع قيم المجتمع وأن تلتزم بالعدالة الإجتماعية والتصالح مع القيم الدينية مع الانفتاح على "العروبة".
ودعا الشوبكى، الاحزاب الجديدة البعد عن الاستقطاب الحزبى والأيدلوجى كتركيا التى نجحت فى تلك التجرية، مع تأسيس اتجاة سياسى جديد يضم كل فئات المجتمع تضم المتدينين "المسيحين والمسلمين"، والأقل تدينا ممن هم مؤمنين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
"الشوبكى" يرفض التحالف ضد التيار الإسلامى ويحذر من فشل القوى المدنية
الخميس، 19 مايو 2011 04:22 م
الدكتور عمرو الشوبكى عضو اللجنة الاستشارية لحزب العدل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة