عز الدين شكرى: الجامعة العربية ميتة وعبء على مصر

الأربعاء، 18 مايو 2011 06:53 م
عز الدين شكرى: الجامعة العربية ميتة وعبء على مصر د. عز الدين شكرى فشير أمين عام المجلس الأعلى للثقافة
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور عز الدين شكرى فشير أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، على أن جامعة الدول العربية، ميتة، وعبء على مصر، وليس لها أى دور، سوى إضفاء الشرعية على بعض الأنظمة .

وأضاف شكرى: أنا مشفق على السفير الدكتور نبيل العربى، من تولى منصب أمين عام هذه الجامعة، وللأسف الشيفونية فى المجتمع هى التى تسببت فى أن تتولى مصر مسئولية أمانة جامعة الدول العربية.
جاء ذلك خلال الجلسة الصباحية من مؤتمر رؤى نحو نهضة مصر والذى تنظمه جمعية المعماريين، بدار الأوبرا، فى يومه الرابع.

وأشار شكرى إلى أنه لم يعد هناك حجة للوفاء بدين الكلام، خصوصا بعد قيام الثورة، مؤكدا على أن مصر منذ عقود، تنكمش ، وتنحسر ، وتتضاءل، ليس لأن فيها نظام سياسى فاشل، لكن لأن ذلك كانت مسئولية المجتمع، وإذا أردنا أن ننهض بأنفسنا، وبمجتمعنا، فبداية الخيط، عندنا " احنا".

وقال شكرى: نحن بحاجة لرؤية لمرحلة إنتقالية، يقوم بها التجمعات التى لديها قدرة على حشد الناس، الميادين، فالرؤية لا يمكن أن تنبع إلا من المجتمع، الذى وضع قدمه فى الشارع، وأجبر النظام على التنازل تدريجيا عن كافة أسلحته، حتى تخلى وتنحى وسقط، مضيفا: القائمون على الأمر، لن يقوموا بتقديم هذه الرؤية، بل المجتمع هو الذى يقع عليه عبء هذه المهمة.

وأكد شكرى على أن النظام السياسى كان عاجز عن إمتصاص حالات التحول فى المجتمع، وكان لديه حالة من الإفلاس والفشل فى الرؤية، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك رؤية توصف " من نحن" وإلى أين نحن ذاهبون"، وكنا أشبه بمركب كبيرة فى المحيط، ليس لها وجهة، وليس لها نظرية، كما تعلمون، أنه لا يوجد معمار، بدون تصميم، أو نظرية.

ولفت شكرى النظر إلى أن غياب الرؤية، كان له أثره، فى تقوية حالة الإفلاس الفكرى، وضرب شكرى المثل، بكمبيوتر بطئ، وبه عطل، ومهما تم إضافة برامج إليه، فلا يعمل جيدا، فإصلاح الكمبيوتر، فى تغيير " العقلية الحاكمة" داخله، والحاكمة لتفكيرنا.
وأكد شكرى على أن التعامل بنفس العقلية، وبناء المجتمع بنفس التصور، رغم إزاحتنا للنظام السياسى البائد، سوف يسترجعه مرة أخرى.

وتحدث شكرى عن العقلانية، ووصفها بأنها ربط الاسباب بالنتائج، مدللا أن نسبة إنهيار التعليم، لحسنى مبارك وحده، لا يكفى، متساءلا: هل كان التعليم كويس قبل حسنى مبارك؟

ولفت شكرى النظر إلى الواقعية، وعرفها بأنها ليست القبول بالواقع، بل التعامل معه، ومحاولة التوفيق بين اختياراتنا، وزيادة البدائل المتاحة، وتجنب ما هو ليس متاح.

وأكد شكرى، على أهمية تحمل مسئولية الوضع الذى نحن فيه، مشيرا إلى ضرورة الإنتقال من حالة الشكوى، والنقد والعديد، إلى التصرف، والتفكير بإيجابية، فيما يجب أن نفعله فى هذا الوضع.
ودعا شكرى إلى الخروج من فكر المصطبة فى القرية، والعديد، إلى حالة الفعل، ومواجهة أمريكا وسياساتها الخارجية، أو الانتخابات المقبلة، وغيرها من المواقف المقبلة.

وأكد شكرى على أن مصر، منذ أيام محمد على، حتى حسنى مبارك، تعاملت مع الحداثة بمنطق إنتقائى، فهى تستورد ما يهمها من تطبيقات، وأدوات حديثة، وتبتعد عن عما يؤثر عن النشاط السياسى، أو فكر الإنسان.

وقال شكرى: الشباب النشط الذى كان فى التحرير، وفى ميادين مصر الرئيسية، تخطوا هذه المشكلة، والنخبة، لم تزل مستغرقة فى حوارات الأمس، وعندما سقط النظام، زادت فرصتهم فى الحديث عن حوارات الأمس، رغم أن مصر ولدت أكثر حداثة، مضيفا: بالنسبة لى أظن أن هذه النخبة، سوف تزيل هذا التفكير القديم، الذى قامت الثورة ضده.

ودعا شكرى إلى الإنصات جيدا للتفكير الجديد، ومحاولة فهمه، والابتعاد عن النظرة الأبوية للشباب، موضحا أن النخبة تتعامل مع الشباب بمنطق : شكرا أنتم عملتوا الثورة، خلونا أحنا نشوف شغلنا عشان إحنا اللى فاهمين، مضيفا: لكن هذا غير حقيقى، لأن النخبة فى مصر مش فاهمة، ولا علاقة لها بالثورة، وفرصتها الوحيدة للنجاة، أن تنصت، وتتعلم كيف تعمل، مضيفا: النخبة فى مصر يجب أن تتواضع، وتؤمن بالتعايش السلمى.

وقال شكرى: العالم يندمج فى داخله، ويجب أن نحافظ على هويتنا، ولا نقتتل مع العالم الخارجى، لأن مصر الجديدة يجب أن تشارك فى صياغة هذا العالم، لكن لا يصح أن نظل نتشاجر مع هذا العالم، ونستعيد مؤامرات تنتمى للماضى.

وقال شكرى: مصر التى أتمناها، هى مصر المتعددة، التى تتعامل بإيجابية وفعالية مع منطق الحداثة، وتصبح جزءا من العالم، فنحن لسنا مضطرين أن نختار إما أن نتشاجر مع العالم، أو ننسحق له، بل يجب أن نكون جزءا منه، وندع جانبا، ترهات التفكير القديم، ونفكر بشكل قائم على الفعل.

وتحدث الشاب محمد سيف من شباب جمعية المعماريين، عن الدولة التنموية فى مصر، مشيرا إلى أن أرقام التنمية التى طرحتها الحكومة المصرية عن النمو، كانت أرقام صحيحة، لكن المشكلة كانت فى عدم وجود عدالة للتوزيع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة