بعد أن تخلصت مصر من نظام حكمها البائد والمستبد والذى ظل جاثماً على أنفاسنا ثلاثين عاماً بفضل شباب ثورة 25 يناير، الذى وقف لها العالم إجلالا واحتراما وأعادت إلى مصر هيبتها وريادتها فى المنطقة العربية والعالم وأعادت للمصريين إحساسهم بالعزة والكرامة وشعورهم بانتمائهم الحقيقى لهذا الوطن والذى نتمنى وندعو من الله أن نجتاز هذه المرحلة بسلام لنضع مصرنا الحبيبة على طريق التقدم والرقى والرخاء وأملنا فى الله كبير وفى أنفسنا وأصالة الشعب المصرى وقواته المسلحة العظيمة التى احتضنت ثورة هذا الشعب وعملت على حمايتها واستمراريتها فأتمنى أن نستفيد من أخطاء الماضى ونضعه نصب أعيينا حتى نتفادى هذه الأخطاء فى الحاضر والمستقبل.. ولهذا أناشد جموع المثقفين والكتاب فى مصر ووسائل الإعلام المختلفة وخاصة التليفزيون بقنواته الرسمية والخاصة والإذاعات بتوجهاتها المختلفة ببعض الاقتراحات فيما يخص بالتعامل مع رئيس مصر القادم بصرف النظر عن من سيكون حتى لا نأتى بفرعون جديد أو ديكتاتور آخر.
أولاً: عدم المبالغة فى ذكر مكانة ومهابة منصب الرئيس والوصول به لدرجة القداسة كما كنا نسمع ونقرأ من قبل لمعظم الكتاب والمثقفين فى مختلف وسائل الإعلام المختلفة وأيضاً عدم المبالغة فى ذكر محاسن وخصائص ومآثر الرئيس وإعطائه إحساس بالعظمة المفرطة ونصور لها على انه فى مرتبة فوق مرتبة البشر بصفته ملهما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان كل كلامه حكم وتصويره على انه نصف إله كما كان يحدث من قبل وعلى الجميع أن يعمل على نشر ثقافة الرئيس ليس فوق النقد وأنه موظف عند الشعب، فإن أحسن التف حوله الشعب وآزره وأعانه على أداء عمله وإن أساء أنفض من حوله الشعب ويستطيع أن يقيله ليس عن طريق ميدان التحرير ولكن بالطرق القانونية التى سيتضمنها الدستور الجديد إنشاء الله وحتى يعلم الرئيس ذلك ويضعه نصب عينيه.
ثانياً: إن يتم تعيين مستشاريى الرئيس ومساعديه بناءً على أسس وضوابط محدده مبنية على الكفاءة العلمية والإدارية وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تظهر ذلك للرأى العام بمنتهى الوضوح والشفافية وأن يعمل الجميع تحت سمع وبصر الشعب وليس من خلف الغرف المغلقة والعمل على إلغاء أى حواجز أو فواصل وعوائق تحول بين الشعب والرئيس ومستشاريه ومساعديه وتأتى مسئولية الإعلام فى العمل على توصيل ما يحدث فى مؤسسة الرئاسة بصورة واضحة وجلية حتى يستطيع الشعب أن يكون على بينة من الأحداث ويشارك بالرأى والمشورة فى شئون الحكم من خلال القنوات الشرعية للدولة.
ثالثاً: عدم التركيز إعلامياً على إنجازات الرئيس بالصورة الفجة التى كنا نراها ونسمعها فى العهد البائد وكأنه أتى بما لم تستطعه الأوائل وأن يكون ذلك فى حدود المقبول على أرض الواقع وليس هناك مانع من أن نشجعه للعمل على المزيد من الإنجازات وفى نفس الوقت نذكره ونبين له مواطن الضعف والتقصير فى فى تنفيذ سياساته سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك قياسا على برنامجه الانتخابى وبكل صدق وحرية وديمقراطية حتى يشعر أن هناك متابعة ومراقبة شعبية له ولسياسته وأعماله وأنه سوف يسأل عن كل ذلك من قبل الشعب والبعد كل البعد عن أساليب المجاملة والتملق والنفاق التى أدت إلى سقوط النظام السابق وجلبت على مصر الكثير من الكوارث.
رابعاً: على وسائل الإعلام المختلفة والكتاب وغيرهم عدم إطلاق لفظ سيدة مصر الأولى على زوجة رئيس مصر القادم بعد أن عانى الشعب المصرى من ذلك فقد نكون الشعب الوحيد وغيره من مناطق العالم الذى نطلق هذا الاسم ويتم فرضه على وسائل الإعلام المختلفة بصورة أثارت علينا التندر والتهكم من بعض الشعوب خاصة عندما يطلق العنان للمديح وذكر المآثر والخصائص والمميزات التى تتأثر بها سيدة مصر الأولى عن باقى نساء الأرض مع ملاحظة انه يوجد فى مصر الكثير من السيدات اللائى قد يفوقوهن علما ومعرفة وثقافة ومكانة وغير ذلك ولابد من وضع حد فاصل بين عملها وعمل زوجها كرئيس للجمهورية مع عدم السماح لها بالعمل بالسياسة وأن ينحصر عملها فى الأعمال الخيرية والاجتماعية وعدم تسليط الضوء على عملها إلا فى أضيق الحدود والمناسبات.
هذه بعض الملاحظات وغيرها الكثير الذى أتمنى أن يضعاها الجميع نصب أعينهم حتى نستطيع أن نساعد رئيس مصر القادم على أداء عملة بموضوعية ويستطيع أن يضع مصر على الطريق الصحيح نحو التقدم العلمى والمعرفى كى تتبوأ مكانتها الإقليمية والدولية التى فقدتها فى العهد البائد وإننى على ثقة بأن مصر بسواعد بأبنائها وشعبها الأصيل ستتبوأ هذه المكانة فى ظل أجواء الحرية والديمقراطية رغم كثرة الجراح والعوائق التى يضعها فى طريقها فلول وفاسدو النظام البائد.. عاشت مصر حرة.
د.مجاهد راغب البسرة يكتب: حتى لا نأتى بفرعون جديد
الأربعاء، 18 مايو 2011 10:35 م