بالتزامن مع مؤتمر تعارف الحضارات بالمكتبة ووقفات الأقباط احتجاجا على أحداث ماسبيرو، استأنف ائتلاف المثقفين والفنانين بالإسكندرية عصر اليوم الأربعاء، احتفالياته الاحتجاجية بساحة بلازا مكتبة الإسكندرية، وذلك احتجاجا على الدور الخاطئ الذى لعبته المكتبة فى السنوات الأخيرة، حيث أشار البيان الصادر عن الائتلاف إلى أن فكرة مكتبة الإسكندرية هى إحياء المكتبة القديمة، إلا أن مكتبة الإسكندرية الحديثة دأبت منذ بدايتها على إقامة علاقة انفصالية وانتقائية مع المدينة، فلم تكن مركزا علميا لها أو حتى تعكس نشاط المدينة أو روحها للعالم الحديث، لم تقدم مكتبة الإسكندرية كاتبا أو فنانا أو باحثا واحدا للعالم، بل تعمدت تجاهل أغلب المبدعين المصريين فى مختلف المجالات، وباستثناءات انتقائية محدودة.
أكد البيان على أن المكتبة قدمت بعض الكتاب إلى العالم، والتى لم يكن أحد يسمع عنهم شيئا قبلها، وهم على سبيل المثال يوسف زيدان وخالد عزب، وهم من موظفى المكتبة ومديرى مراكز هامة فيها، وتقريبا يصدرون عشرات الكتب سنويا منذ توليهما منصبيهما فى المكتبة.
و استنكر ما تحولت إليه أهداف المكتبة خلال عشر سنوات، وتحت سمع وبصر الجميع لتكون نافذة النظام على أموال العالم، والذى تمثل فى الحساب الشهير الذى تتحكم فيه السيدة سوزان وكذلك لتجميل النظام.
و افذة للعالم على موظفى المكتبة الذين يساهمون بإبداعاتهم المفاجئة التى وجدت بعد تعيين معظمهم فى منصبة، بالإضافة لافتتاح معظم المديرين لشركات أو مؤسسات تقوم بنفس العمل الذى يقومون به، فى المكتبة ويخدمون مصالحهم الشخصية، ففى مركز الفنون على سبيل المثال يؤسس مدير المركز المايسترو شريف محى الدين أوركسترا كاملة، ليقدم بها أعماله فى الأساس، تكلف المكتبة الملايين سنويا وتمنع تساوى الفرص لباقى الموسيقيين فى الإسكندرية ومصر، كما يمتلك محمود أبو دومة مدير برامج المسرح سابقا ومستشار مسرح مكتبة الإسكندرية حاليا شركة غير ربحية تقوم بعمل مهرجان سنوى مع وحدته لمدة عشرة أيام، ويتوقف بعدها برامج المسرح طوال العام إلا باستثناءات قليلة، وتكلف المكتبة أموالا من شانها إن تدعم الحركة المسرحية المستقلة فى مصر وتقدمها للعالم، كذلك تمتلك كوليت فريج مديرة مدرسة الفنون، والتى تختص بتدريب الهواة، وشركة تعمل فى نفس المجال ولها اسم أكبر من مركزها الذى تديره يسمى "تمارين سنتر"، وبالطبع أسست هذه الشركة بعد استلامها لوظيفتها فى المكتبة، فضلا عن إقامة مؤتمرات وندوات سياحية هى فى الأساس لمثقفين وأساتذة جامعة وصحفيين، كعادة النظام السابق من أجل شراء أصواتهم وأقلامهم، وبعضهم وقع فى الفخ وبعضهم تنبه مبكرا لذلك، ومركزا للتطبيع الحضارى مع إسرائيل بشكل مباشر ودون أن يكون ذلك خاضع لرغبة اجتماعية أو ثقافية.
ودعا أعضاء الائتلاف إلى إحداث تغيير حقيقى فى سياسات المكتبة، وبالتالى فى القائمين على السياسة الحالية أن يرحلوا، وأن يرحل مديرها أولا، حتى لا يتحول إلى الخديوى إسماعيل الذى يدير إقطاعية المكتبة، كما وأن على جميع مسئوليها تبرئة ذممهم المالية والسياسية التى لوثها نظام مبارك بما ليقبل الجدل.
كما طالبوا بأن تكون المكتبة ساحة لاختيار نخبة حقيقية فى جميع المجالات، وأن نقدم للعالم فنانينا وعلمائنا وكتابنا بشكل جاد، وندعمهم، وأن تكون ملتقى حقيقى بين الجمهور والنخبة ومكانا للابتكار والإبداع وحرية الرأى وساحة للمعارك الفلسفية والفكرية وملاذا آمنا للمعرفة وساحة للقاء حقيقى مع ثقافات الشعوب خاصة العربية والأفريقية، وألا تكون مزارا سياحيا أو رحلة مدرسية، مفروضة بالقوة على الطلبة من أجل زيادة أعداد الزوار أو ساحة للتسكع.
ائتلاف المثقفين والفنانين بالإسكندرية يستأنف وقفاته بساحة المكتبة
الأربعاء، 18 مايو 2011 06:29 م