"هذيان طاغية"..قصيدة لشعبان يوسف

الثلاثاء، 17 مايو 2011 07:55 ص
"هذيان طاغية"..قصيدة لشعبان يوسف شعبان يوسف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تبصون لى هكذا؟
لماذا تحطون تلك السلاسل فى معصمي؟
أنا لم أزل سيداً !
لم أزل استطيع
و أقدر أن أتبدل
أن أتحول
أن اتسامى و أصعد
أن اتفادى سهامكم الحاقدة !
و أقدر أن أتبوأ أعالى الجبال
و أعلى الجباه
و أهتف: لن تستطيع قواكم
كل قواكم
أن تهزم البطل الواحد المقتدر،
و لن يستطيع نعيق الغراب الكئيب
مناوشة العُمدِ الشاهقة !
***
سأبصر ما تبصرون
و أسمع ما تسمعون
و آكل ما تأكلون
و لكننى لن أطيع أوامركم و نداءاتكم
سوف أبقى هنا،
و سأفقأ كل عيون الذين يسبونني
سأقطع كل لسان يهدد أسياده !
سوف أبقى هنا : واقفاً
شامخاً
شاهقاً
سأعيش هنا
و أموت هنا
سوف أجمع كل الأحبة فى منزلى و قصوري
ليفضوا إلىَّ بكل الذى سوف يصدر عنكم
و لن استطيع الكلام البذئ الذى يتقاطر من حقدكم
ومن مقتكم
ومن كل سيدة فقدت ابنها
ثم قالت عنه شهيداً
فيا أيها العملاء الذين يريدون خلعي
و عزلي
و قتلى
و نسف جذوري
انا لم أكن –مثلكم- طائشاً
لم أكن –بينكم- خارجاً عن حدودي
و لم أتجاوز
هذى حقوقى التى شرعتها القوانين
يا أيها الجهلاء
يا أيها السابلة ...
أنا كنت –دوماً- أطيع القيادة فى كل شئ
و لم أتهاون –يوماً- فيما يخص البلاد
و فيما يخص العباد
و لكننى –صدقوني- أحب بلادي
و أهوى هواها
و أعشق صوت الرصاص
و صوت القناب حين تمزق كل الطيور
فلا تحلموا –يا رعاع- لثانية واحدة
أننى سوف أقلع عن وطن يتلألأ فى قبضتي
و لا تحلموا أننى سأغادر خلسة أو عناداً
سوف أبقى طويلاً .. طويلاً .. طويلاً ..
لأغرس فى أرضها بذرتي
كى تطاول تلك السماء،
و تخترق الأفق أشجار عائلتى المذهلة !!
***
تقولون :" عائلتى تستبدُّ
و تقتنص كل جديد
و تقفز فوق الذى لا يحدُّ
و تشعل كل الحرائق
ترمم كل الخرائط
تعرف كل الحدائق
حتى الهواء الذى نتنفسه كلنا
تقولون: عائلتى سممته !!
هذا هراء
و كذب
و محض خيال مريضْ !!
اسألوا وزرائي
و كل رجالي
الذين يجيئون كل صباح
للعق حذائي
و يتلون كل اناشيدهم فى حضوري
اسألوهم: أنا من أكون
و ما كنيتي
و ما سر فلسفتى و بقائي
لماذا – إذن- تجيئون من كل فج عميق
و تلقون أنفسكم –هكذا- فى طريقي
تهزون أمتي
و مملكتي
و قراري

تسبون كل رخيص و غالٍ
تقولون : إرحل !!
- أنا لن أغادر-
- أنا لن اغادر-
بكل اللغات .. بكل الوضوح
- أنا لن أغادر-
و لن تستطيع هتافاتكم ان تعكر صفو مزاجى ..
و لن أتنازل –يوماً- لكم
فحاشيتى كلها عندكم
و اوراق مملكتى كلها أحرقت
اسألوهم،
و قولوا لهم : إننى لن أسامحهم ..
سأحقق فى كل شاردة شردت فى البلاد
سأصنع فى كل بيت حريقاً،
و موقعة
و نزيفاً ..
لماذا تحطون -يا اخوتي- فوق رأسى ؟
لماذا تبصون لى هكذا؟
انا نسركم
أنا طائر سأحلق فوق ميادينكم..
لماذا تحطون قيداً ثقيلاً .. ثقيلاً
على شكل ... لأ ...
أنا رجل عركتنى الحياة
و قد علمتنى الحروب الصلابة ..
لن استمع لهدير الهتاف الذى يتصاعد
مثل دخانٍ كثيف .. سيخنقنى ..
و يغلق كل النوافذ حولي؟
تعرضت للموت –يا بلهاء-
لأمنحكم –يا بقايا شعب- حياة
و أمناً
و كل رخاء
و لكنكم
تطلقون خناجركم كمخالب ستنهش لحمى
و تقتحمون ميادين هادئة و فسيحة
و تنتظرون رحيلى .. الذى لن يكون
أعرفكم يا حثالة الشعب
و يا غرباء عن وطنى المرتجي
- أنا لن أغادر-
انا لن أحقق رغبة بعض الجياع إلى العرش دوماً ..
و سوف أظل أمارس كل شئون القيادة ..
دون ارتباك
و دون انصياع لإمرتكم
و لن اتنازل عن ذرة من مساحات حكمي
حتى لو خاننى ولداى
و كل جنودي
و زوجى ..... و أبناء شعبى
و لن تستطيع قواكم
أكرر: كل قواكم
زحزحتى من هنا
سوف أبقى على العرش
حتى لو علقونى على المشنقة
و أجروا لى محاكمة سافلة
أنا من سلالة هذا العناد المكين
الذى يتناسل –عن ثقة- قوة تقهر الأرض قاطبة
انا من سلالة هتلر
فل استجيب لجيش
يهددنى كل يوم
بأسلحة كنت أجلبها لحمايته،
و حماية الأرض!!
لماذا تلفون –يا اخوتي- كل تلك الحبال على عنقي؟
إننى رجل هرم و عجوز
و لكننى أنا الأمل القادم المنتظر
أنا الواحد القدر المقتدر
أفيقوا ..
أفيقوا ..
أفيقوا..
أنا البطل المنتصر!
أنا البطل المنتحر
لماذا تبصون لى هكذا ..
أنا الكل فى واحد .. يا غجر !





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة