التحية واجبة بالطبع لكل الثوار والشباب المصرييين الذين وجهوا الدعوة للزحف المليونى لنصرة الشعب الفلسطينى الشقيق، وتحرير القدس من المغتصب الإسرائيلى.
إلا أننى أرى أن توقيت هذه الدعوة كان غير مناسب الآن، نظراً للظروف الصعبة التى تمر بها مصر حاليا، كما أن الزحف بهذا العدد الهائل على الحدود المصرية لمحاربة العدو الصهيونى مغامرة غير محسوبة وغير مأمونة العواقب، وستؤدى إلى توريط مصر، وتحملها الكثير فى وقت نحتاج فيه أولا أن نبنى دولتنا، وأن نطهرها من كافة أشكال الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ومن سرطان الطائفية الذى ينتشر فى جسد الوطن ومن فلول النظام السابق وعناصر الثورة المضادة.
علينا أن نحكَم عقلنا ولا نندفع وراء المشاعر، علينا تقوية الجبهة الداخلية قبل التفكير فى تقوية الجبهة الخارجية، وإننى على يقين أنه عندما تصبح مصر قوية ومستقرة ستتحرر القدس، وسينتصر الشعب الفلسطينى فى النهاية.
الموضوع يحتاج لبعض الوقت وبعض الصبر، حتى تنهض مصر ويقوى ساعدها، ويمكن فى هذه الفترة مساعدة الشعب الفلسطينى بطرق شتى، بتنظيم قوافل الإغاثة مثلا، وفضح الممارسات الإسرائيلية للمجتمع الدولى.. وحسنا ما فعلت مصر حينما نجحت فى عقد المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ولم الشمل الفلسطينى بعد أربع سنوات من الفرقة، ولتكن هذه هى البداية لنهاية سعيدة وهى تحرير فلسطين.
