دعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لمساندة خطوة إعلان دولة فلسطينية مستقلة فى الجمعية العامة فى شهر سبتمبر القادم، مشيرًا إلى أن خطوة من هذا القبيل سوف تسمح للفلسطينيين بمتابعة مطالبهم ضد إسرائيل.
وقال عباس، فى مقال نشرته له صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية إن الاعتراف بدولة فلسطينية سوف يمهد الطريق لتدويل الصراع بوصفه قضية قانونية وليست فقط سياسية وسوف تمهد أيضا الطريق لمتابعة المطالب ضد إسرائيل فى الأمم المتحدة وهيئات معاهدات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية.
وأضاف قائلا: إن الفلسطينيين يذهبون إلى الأمم المتحدة لضمان حق العيش فى حرية فى نسبة الـ 22% المتبقية من وطننا التاريخى.. لأننا نتفاوض مع دولة إسرائيل على مدى 20 عامًا بدون أى قرب من تحقيق دولة خاصة بنا".
وتابع عباس فى مقاله "ليس بوسعنا الانتظار بصفة محددة، فى وقت تواصل فيه إسرائيل إرسال مزيد من المستوطنين للضفة الغربية المحتلة، وترفض وصول فلسطينيين إلى معظم أراضينا وأماكننا المقدسة وخاصة فى القدس".. وأضاف أن الضغط السياسى من الولايات المتحدة أو التعهدات بمكافآت لم يوقف ـ فى كل الأحوال ـ برنامج الاستيطان الإسرائيلى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، وصف وجهة نظره بأن الفلسطينيين حرموا من الاستقلال الوطنى نتيجة لخطأ تاريخى، الأمر الذى وصفه بأنه بقايا مهملة خلفها اتفاق التقسيم عام 1947.
وأضاف: أنه من المهم الإشارة فيما يتعلق بخطوة دولة فلسطينية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر القادم إلا أن آخر مرة تصدرت فيها قضية إقامة دولة فلسطينية مناقشات الجمعية العامة، كانت تحت سؤال طرح أمام المجتمع الدولى "ما إذا كان يتعين تقسيم وطننا إلى دولتين"؟
وتابع عباس موضحًا أنه فى شهر نوفمبر من عام 1947، قدمت الجمعية العامة توصيتها، وردت بالإيجاب بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وبعد ذلك بفترة وجيزة طردت القوات الصهيونية الفلسطينيين العرب لضمان أغلبية يهودية حاسمة فى دولة إسرائيل المستقبلية، وتدخلت الجيوش العربية وتبع ذلك حرب وعمليات طرد إضافية.
وقالت الصحيفة إنه مع ربط تلك الأحداث باحتجاجات يوم النكبة التى تتسم بالعنف فى مطلع الأسبوع الحالى، أشار الرئيس الفلسطينى إلى أن المنحدرين من هؤلاء الفلسطينيين المطرودين تعرضوا لإطلاق الرصاص عليهم من قبل القوات الإسرائيلية أمس الأول، الأحد، عندما سعوا إلى ممارسة رمزية لحقهم فى العودة إلى منازل أسرهم.
وقال إنه بعد دقائق من تأسيس دولة إسرائيل فى 14 مايو 1948، اعترفت بها الولايات المتحدة، مضيفا: إن دولتنا الفلسطينية مازالت مع ذلك تعهدا لم يتم الوفاء به.
وفيما يتعلق بمحادثات السلام المتوقفة، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" إن المفاوضات مازالت "أول خيار لنا إلا أنه بسبب فشلها نحن مضطرون حاليا للتحول إلى المجتمع الدولى لمساعدتنا فى الحفاظ على فرصة إنهاء للصراع سلمى وعادل.
وأضاف: أن الوحدة الوطنية الفلسطينية أساس فى هذا الصدد وأنه على النقيض، مما يؤكده رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو ويمكن أن يتوقع تكراره الأسبوع الحالى، خلال زيارته لواشنطن، فإن الخيار ليس بين الوحدة الفلسطينية أو السلام مع إسرائيل، ولكنه بين حل دولتين أو مستعمرات استيطان.
ودعا الرئيس الفلسطينى فى ختام مقاله كافة الدول الصديقة المحبة للسلام للانضمام إلينا فى تحقيق تطلعاتنا القومية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 ومساندة انضمامها للأمم المتحدة.. وقال "فقط فى حال حفاظ المجتمع الدولى بتعهده الذى قطعه لنا قبل ستة عقود وضمان تنفيذ قرار عادل للاجئين الفلسطينيين يمكن أن يكون هناك مستقبل للأمل والكرامة بالنسبة لشعبنا".
عباس يدعو المجتمع الدولى لمساندة إقامة دولة فلسطينية
الثلاثاء، 17 مايو 2011 02:52 م