رأفت السيد يكتب: الفتنة الطائفية فى مصر صناعة محلية

الثلاثاء، 17 مايو 2011 04:11 م
رأفت السيد يكتب: الفتنة الطائفية فى مصر صناعة محلية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفتنة الطائفية فى مصر هى صناعة محلية، عرفتها مصر منذ عدة ســـنوات بأيدى رجال جهاز أمن الدولة المنحل، اسـتخدموها للحفاظ على أمن النظام السابق، وأؤكد أنه لا يوجد فى مصر فتنة طائفية، ولكن هناك من يلعب على هذا الوتر لتحقيق مصالح خاصة من رجال أمن الدولة السابقين ويعاونهم فى ذلك فلول الحزب الوطنى ويستغلون فى ذلك طبيعة الشعب المصرى العاطفية وانسياقه خلف ما يحدث دون التفكير فيمن وراء تلك الأحداث ومن المحرض والمحرك الحقيقى لها؟ فمازال رجال أمن الدولة السابقين موجودين بالخدمة يعملون كسابق عهدهم ولكن هذه المرة أكثر شراسة، لكى يظهروا أن هناك خللا أمنيا وأن هذا البلد مقبل على حرب أهلية وذلك من خلال أمرين الأول عن طريق الانفلات الأمنى بما يضمن لهم انتشار الفوضى وحالة من ترويع وترهيب الآمنين وحالة من عدم الاستقرار، فإذا ما تحقق لهم ذلك أشعلوا نارا جديدة وهى زرع الفتنة الطائفية بين قطبى الأمة المسلمين والمسيحيين وذلك (بمخطط فكرى أولا) من خلال ترويج شائعات مغرضة وتوجيه المصريين مســــلمين ومســـيحيين إلى مايفســد أجواء المحبة بينهم، فمثلا وسامحونى على صراحتى فيما ســـأقول من حقائق لابد أن نضع أيدينا عليها لأنها تملأ النفوس بأشــياء غير حقيقية، فقد نما إلى علمى كغيرى من المسلمين أنه يتم توجيه الإخوة المسيحيين إلى أن مصر فى الأساس دولة مسيحية وأن المســـــيحيين هم السكان الأساسيون لهذا البلد ولا بد أن تعود مصر كما كانت دولة مسيحية وعلى الجانب الآخر يتوجهون للمسلمين وإيهامهم بأن السبب الرئيسى فى ارتداء القساوسة وغيرهم فى مصر الرداء الأسود فى حين أنهم فى جميع الدول يرتدون الرداء الأبيض هو تعبير عن حزنهم على أن مصر أصبحت دولة إسلامية بعد أن كانت مسيحية ولن يرتدوا الرداء الأبيض إلا بعد أن يتحقق لهم تحرير مصر من أيدى المسلمين، بالله عليكم هل ســـتكون النفوس سوية وهم يلعبون فى عقول الطرفين، فضلا عن ذلك نجد بعض المتشددين من رجال الدين الإســلامى والمسـيحى يتناول كل منهما الطرف الآخر بشىء من التهكم والتشدد والتشكيك مما يثير الكثيرين من هنا وهناك ويكون مادة خصبة للإعلام المسموع والمقروء والمرئى لتشويه الصورة الجميلة والمحبة الحقيقية ما بين أفراد الشعب العاديين من المواطنين الذين لا يعرفون سوى الحب فيما بينهم، يضاف إلى ذلك تشدد بعض الشـــــباب من الطرفين فى تناول قضية مسـيحى ومسـلم بصورة لم نعرفها من قبل، فهى جديدة على مجتمعنا المصرى وقيام بعض الشـــباب فى فترة سابقة فى الإساءة إلى دين الآخر من خلال عمل مسرحى يثير حفيظة الطرف الآخر أو كتابة منشورات تحث على كراهية الآخر– كل هذه الأمور نتيجة لعدم الوعى من الطرفين والانقياد خلف من يريدون إشعال فتيل الفتنة حتى لا تنعم مصر بالاستقرار، فبعد توجيه السموم الفكرية من خلال الشائعات يتم التوجيه إلى إثارة المشاعر لدى الإخوة المسيحيين بأنهم مضطهدون وأنهم لا يمارسون حقوق المواطنة، وذلك من خلال الاعتداء على دور عبادتهم بالحرق أو بأعمال الترويع والقتل وخلافه ليكونوا قد ضمنوا ترسيخ مخططهم الذى سعوا إليه من قبل بأفكار سممت العقول وأثرت فى النفوس، فما يكون منهم سوى الدفاع عن أماكن عبادتهم حتى لو كان بالقتل وبذلك يكون هؤلاء المفسدون فى الأرض من رجال أمن الدولة وفلول الحزب الوطنى قد نجحوا فى الوقيعة، وإحداث شرخ فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، أؤكد أنه لو كتب لثورتنا اســــتمرار النجاح والوصول بالسفينة إلى بر الأمان، وهذا ما أتمناه ويتمناه كل مصرى شريف، سيكون باتحاد المسلمين والمسيحيين فى وجه كل هؤلاء وأن يكونوا حائط صد فى مواجهة الشائعات، نريد أن تعود العلاقة الحميمية بيننا كسابق عهدها بلا شعارات ولا هتافات وإنما بقلوب صافية مخلصة، ولنتأكد من هناك بالفعل محاولات وليست محاولة واحدة لإجهاض ثورتنا من خلال حرق الوطن بالفتنة وقد بدأت بكاميليا وانتهت بعبير وما خفى كان أعظم، فليست كاميليا ولا عبير الخنساء، حتى يطلب المسلمون حمايتها وليست هى القديسة حتى يحميها المسيحيون، فلتنتبهوا أيها المصريون، مسلمون ومسيحيون، أن كل هذه الأمور إنما هى قصص يتم من خلالها الدفع ببعض المتسلقين وهم ليسوا سلفيين بالمعنى الصحيح، بل يتم استخدامهم لإشعال الفتنة ثم تأتى بعد ذلك المرحلة الأخرى ليتم الدفع بالبلطجية والهاربين من السجون، الذين يحملوا السلاح لتشتعل نار الفتنة، فليس كل من أطلق لحيته وارتدى جلبابا أبيض سلفيا وليس كل من حمل صليبا فى يده مسيحيا، إننا فى أمس الحاجة إلى الوحدة والتماسك خلال الأيام والشهور القادمة لمواجهة فلول الحزب الوطنى والقضاء على الثورة المضادة سواء من الداخل أو الخارج، نحتاج إلى تضافر الجهود من أجل مصر ومن أجل الإطاحة بكل بؤر الفساد المتفشية فى المجتمع، والتحدى الأكبر لنا فى هذه المرحلة هو مواجهة المتعصبين من المسلمين والمسيحيين الذين أثاروا الفتنة فى صول وإمبابة وغيرهما، وأخيرا كلمة أوجهها إلى رجال الدين المتشددين من هنا وهناك مسلمون ومسيحيون وهم معروفون جيدا اتقوا الله فينا، اتقوا الله فى مصر، فقد أشار القرآن الكريم إلى إخواننا المسيحيين وأكد أنهم أقرب الناس مودة لنا وسنظل متحابين رغم أنف الجميع حفظك الله يا مصر وحفظ أقباط مصر (مسلمين ومسيحيين).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة