كان مشهد الحدود الإسرائيلية يوم الأحد الماضى فى ذكرى النكبة التى تتمثل فى تأسيس الدولة العبرية بأنه غير مسبوق، عندما واجهت إسرائيل على حدودها حشود من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين انتهت بمقتل 12 عشر فلسطينى وإصابة العشرات بجروح، فى رد فعل أخرق من جانبها يقدم هاجس قاتماً لما يمكن أن يأتى، وهو كابوس مماثل لحلم الانتفاضات الديمقراطية فى الأماكن الأخرى من العالم العربى.
وتقول صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن بدء الفلسطينيين فى السعى إلى الانضمام العربى لم يكن سوى مسألة وقت، فالفلسطينيون فى ظل ما يعانون منه من ضعف وفقر وشتات ديمغرافى، يتشاركون فى أغلب مظالمهم مع العرب الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بحلها. ولجأوا إلى نفس وسائل الميديا الاجتماعية لتنظيم احتجاجاتهم.
ورغم ذلك، فإن هذه الاحتجاجات لا يمكن أن تكون مثل نظيراتها فى العالم العربى، فمن سوريا، وربما من لبنان لا يمكن استبعاد التواطؤ من جانب الحكومات التى تحاول تحويل الانتباه عما تشهده من احتجاجات فى الداخل.
وهناك البعض داخل إسرائيل الذين يرون أن إيران تقف وراء الاحتجاجات الأخيرة. لكنه ليس من الضرورى النظر إلى أبعد من جيران إسرائيل فى هذا الشأن. فقد ظلت الدولة العبرية لسنوات معتمدة على أن كلا من مصر وسوريا لن تفعلا شيئاً يمكن أن يؤثر سلباً على الوضح الحالى. لكن مع خلع الرئيس مبارك ومواجهة نظام بشار الأسد لاحتجاجات شعبية كبيرة فى الداخل، فإن الإحساس بالاستقرار قد ولى.
وتنتقل الافتتاحية للحديث عن أسباب توقف عملية السلام ومنها انقسام فتح وحماس الذى جعل إسرائيل تدعى بأنه لا يوجد شريك يمكن أن تتفاوض معه، إلى جانب اعتماد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو على دعم أفيجدور ليبرمان اليمنى فى الحكم، وكذلك قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى بداية حكمه على جعل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامى أولوية. غير أن السرعة التى يتم بها تغيير فى العالم العربى تفوق أى تقدم فى العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
وترى الصحيفة أن الاحتجاجات التى قام بها الفلسطينيون فى ذكرى النكبة تؤكد على الحاجة إلى استئناف عملية السلام من جديد. ولعل المصالحة بين فتح وحماس تحل إحدى المعضلات، كما أن استقالة المبعوث الخاص للرئيسى الأمريكى للشرق الأوسط، جورج ميتشيل الذى طالما تعرض لانتقادات واسعة يفتح الفرصة أمام تفكير جيد. ومن ناحية أخرى، فإن قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم اقاعدة على يد القوات الأمريكية يمنح أوباما مساحة أكبر للمناورة أكثر من أى وقت مضى.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن أوباما سيلقى يوم الخميس المقبل أول خطاب هام له فى السياسة الخارجية منذ خطابه الشهير فى جامعة القاهرة قبل عامين، ومن المتوقع أن يعيد ضبط العلاقات مع المنطقة فى ضوء الربيع العربى. ويجب أن يستغل الفرصة لإعادة تشغيل الساعة من أجل التوصل إلى تسوية فى الشرق الأوسط، وجعل هذه الأولوية ملحة خلال ما تبقى من فترته الرئاسية.
الإندبندنت: أوباما أمامه فرصة لتحقيق تسوية فى الشرق الأوسط
الثلاثاء، 17 مايو 2011 12:05 م