محمد حمدى

ملاحظات على اعتصام الأقباط

الإثنين، 16 مايو 2011 01:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع باهتمام شديد اعتصام الأقباط الحالى أمام مبنى التليفزيون بكورنيش النيل، ولا أعتقد فقط، وإنما لدى يقين كبير أن ما يطالبون به من مطالب مشروع ومهم وعاجل وواجب التنفيذ، ولا شك لدى أيضا فى أن الأقباط المصريين يتعرضون لتمييز فى وطنهم آن الأوان لوضع حد له، وإعلاء دولة المواطنة، التى لا تفرق بين مواطن ومواطن، على أساس الدين أو العائلة أو اللون أو المنطقة التى جاء منها.

الأقباط لا يحصلون على حقوقهم كاملة فى بناء دور العبادة مثل إخوتهم المسلمين، ولا يمارسون شعائرهم بمنتهى الحرية التى نمارس بها شعائرنا، فنحن نصلى فى أى شارع وأى مكان، وتنتشر بين المسلمين الدروس الدينية والصلوات الجماعية فى المنازل، بينما إذا حدث ذلك فى منزل قبطى قامت الدنيا ولم تقعد.

ودعونا نعترف أيضا بأنه يجرى تمييز ضدهم فى المناصب العليا فى الدولة، مثل الوزراء والمحافظين، ورؤساء المدن والقرى وغيرها من الوظائف فى الجهاز الإدارى للدولة، وهناك مظالم أخرى منها عدم تقديم المعتدين على الكنائس إلى القضاء كما حدث مثلا مع من هدموا كنيسة صول، أو مع من قطع أذن مواطن قبطى فى صعيد مصر.

وإذا كنا جادين فعلا فعلى المصريين جميعا الإيمان بحقوق المواطنة، التى تمنح كل المواطنين كافة الحقوق بالتساوى، ومن بينها بناء دور العبادة وحق ممارسة الشعائر، وعدم التمييز سواء كان بسب الدين أو الجنس أو النوع.

وأعتقد أن الاعتداء على الأقباط المعتصمين، أيا كان من اعتدى عليهم، جريمة شنعاء فى حق هذا الوطن، لأنه لا يجوز فى دولة خرج مواطنوها إلى الشوارع من أجل الحرية والديمقراطية، أن يتم الاعتداء على متظاهرين سلميين يطالبون بمطالب حتى ولو اختلف معها المهاجمون.

ومع ذلك فإننى أرى أنه على الأخوة الأقباط مراجعة اعتصامهم، ليس لأننى ضد الاعتصامات للمطالبة بالحقوق المشروعة، وإنما على من يرغب فى ممارسة هذا الحق السلمى مراعاة الآخرين، وألا تؤدى المطالبة بالحقوق إلى الجور على حقوق الآخرين، لذلك أعتقد أن اختيار مكان الاعتصام غير موفق، لأنه قطع لطريق عام، وتعطيل لحركة البشر، ويؤثر على مصالحهم.

وأرى أن على من يريد الاعتصام أن يفعل كما فعل موظفو الضرائب العقارية من قبل حين اعتصموا فى شارع جانبى مجاور لمجلس الوزراء، كان كل من يذهب فى شارع قصر العينى يراهم ويعرف مطالبهم، وفى نفس الوقت لم يتسببوا فى شلل لحياة العامة فى المنطقة، أو أن يعتصموا أمام وزارة الدفاع والمجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتباره من يدير البلاد فى هذه المرحلة، وأمامه متسع من الأرض التى تتسع لاعتصامات تسع عددا كبيرا من المواطنين.

نعم للاعتصامات والإضرابات والتظاهرات التى تطالب بحقوق مشروعة، لكن على من ينظموها مراعاة الآخرين، فالمهم أن تكسب انصارا لحركتك ومطالبك، لا أن تخسر الكثير من الناس المتعاطفين الذين قد يضرهم اختيار خاطئ لمكان.
mhamdy12@yahoo.com









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة