"الدول العربية كانت آخر ما يعلم بأن مصر توافقت مع قطر على استبدال ترشيح الدكتور مصطفى الفقى بالدكتور نبيل العربى وزير الخارجية لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن تسحب الدوحة مرشحها عبد الرحمن العطية ليفوز العربى بالمنصب، هكذا سار سيناريو اختيار العربى خليفة لعمرو موسى فى الجامعة العربية وفقا لمصادر تابعت عن قرب تفاصيل هذه الاتصالات.
التوافق المصرى القطرى بدأ برسالة من الدوحة للقاهرة، بأنها مستعدة لسحب مرشحها شريطة أن تستبدل مصر الفقى بمرشح آخر، فبدأت مشاورات مصرية داخلية اشترك فيها موسى الذى رشح العربى، لكن وزير الخارجية كرر رفضه السابق، مفضلا البقاء فى منصبه كوزير لخارجية مصر، واستمرت الضغوط المصرية الداخلية على العربى إلى أن اكتملت بضغط قطرى على العربى فى الاجتماع المغلق الذى عقده معه رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم عصر أمس الأول السيت، قبل ساعة من الاجتماع الوزارى العربى الذى كان مقررا له أن يحسم ملف الأمين العام للجامعة.
اليوم السابع، علم أن العربى ظل حتى اجتماعه مع بن جاسم رافضا لمبدأ الترشح، لكنه عدل عن رأيه حتى لا يضيع المنصب من مصر، خاصة أن قطر استطاعت خلال الفترة الماضية تكوين تكتل خليجى خلف مرشحها، ولم يخرق هذا التكتل سوى السعودية التى أعلنت مساندة المرشح المصرى أيا كانت شخصيته، ووسط تكهنات بضياع المنصب من مصر وافق العربى على الترشيح ليخرج مع بن جاسم من الخارجية إلى الاجتماع الوزارى العربى ليفاجأ وزراء الخارجية العرب بمذكرة يقدمها لهم نبيل العربى بأن مصر عدلت ترشيحها، وأنه مرشح مصر وتعلن قطر على لسان بن جاسم أنها سحبت ترشيح العطية تقديرا للثورة المصرية.
ولعب عمرو موسى دورا بارزا بعد أن تشاورت القيادة المصرية معه حول وجهة نظره وأكد على أن العربى قدير وجدير بالمنصب، وسيحل الخلاف العربى حول الترشيح، كما بذل جهودا لإقناع العربى بقبول الترشح حتى لا يضيع من مصر.
حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر من جانبه قال إن الاتفاق تم بين القاهرة والدوحة خلال زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة للقاهرة الأسبوع الماضى، وقال جاسم "أحيى الدكتور نبيل العربى وأثنى على اختيار مصر له، وقطر تقدمت لهذا المنصب ولكن عندما زار الأمير القاهرة كان هناك اتفاق تقديرا لمصر وللثورة بالتنازل عن المنصب، لأن الأمين المصرى هو قطرى والقطرى هو مصرى وعليه نحيى الدكتور ونتمنى له عمل موفق، وهو الاختيار الصحيح للمنصب، ويعينك على عملك وعلينا لمصلحة الأمة العربية".
العربى الذى أجبر رغما عنه للترشح لم يعد كلمة مكتوبة لإلقائها أمام الاجتماع الوزارى العربى، فلجأ إلى كلمة مرتجلة تعهد فيها بالعمل على تعزيز العمل العربى المشترك وتحقيق طموحات الشعوب العربية، وقال "إنه يتولى هذه المهمة الصعبة فى وقت تمر فيه الأمة بالعربية بالكثير من المشاكل"، لكنه وعد بالسير على نفس النهج والدرب الذى قاده باقتدار الأمين السابق عمرو موسى.
