فى إطار المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" الرابع والستين، عُرض اليوم الفيلم البلجيكى "Le Gamin au Velo" أو صبى الدرّاجة) للمخرجين الشقيقين جون بيير ولوك داردين.
ورغم الرصيد الكبير للشقيقين بالمهرجان (حيث إن العرض العالمى الأول لأغلب أفلامهما الأخيرة يكون ضمن المسابقة الرسمية لـ"كان") والذى يعضده فوزهما من قبل بالسعفة الذهبية للمهرجان مرتين الأولى عام 1999 عن فيلم "روزيتا" والثانية عام 2005 عن فيلمهما الأشهر "الطفل"، إلا أن فيلمهما الأخير لم يواكب الطموحات العالية لمتابعى أعمال الشقيقين.
الفيلم يدور حول "سيريل" صبى فى الثانية عشرة من عمره يعيش بأحد مراكز رعاية الأطفال بعد أن أرسله والده إليه لعدم قدرته على تحمل نفقاته واعداً إياه ألا تطول مدة بقائه بهذا المركز أكثر من شهر، غير أن الوالد يخلف هذا الوعد بل ويقرر هجر مكان إقامته دون إعلام ابنه ويبيع دراجة الصغير من أجل الحصول على بعض الأموال التى تساعده فى انتقاله إلى مكان إقامة جديد للعمل طباخاً بمطعم يفتتح حديثاً. يرفض الصبى تصديق هجر والده له ويقرر الهرب من دار الرعاية للبحث عنه بنفسه غير أنه فى النهاية وبعد عدة محاولات لتكذيب حقيقة تخلّى والده عنه يقتنع أخيراً بواقع الأمر ويعود مرة أخرى إلى دار الرعاية آخذاً موقفاً عدوانياً من الجميع.
لا يكسر هذه العدوانية سوى امرأة شابة يلتقيها الصبى مصادفةً أثناء رحلة هربه بحثاً عن والده فتتعرف على قصته وتتعاطف معه بل وتنجح فى استعادة دراجة الصبى التى كان والده قد باعها وتوصلها إليه فى الدار لتصبح هذه الدراجة وسيلة تواصل الطفل مع العالم وهروبه إلى عالمه الخاص متى أراد.
تقوم بدور هذه الشابة الممثلة الفرنسية التى حققت نجاحاً كبيراً فى السنوات الماضية "سيسيل دو فرانس" والتى أدت فى هذا الفيلم أيضاً دوراً متميزاً يضعها مبكراً ضمن ترشيحات جائزة المهرجان لأفضل ممثلة.
علاقة الود هذه تدفع الصبى إلى أن يطلب من الشابة "سامانتا" أن تتقدم بطلب للدار حتى يُسمح له بالإقامة عندها فى عطلة نهاية كل أسبوع. وبالفعل تصبح "سامانتا" مسئولة عن الصبى يومين أسبوعياً وتنشأ بينهما صداقة حتى أنها تساعده فى العثور على والده غير أن الأخير يرفض تولّى مسئولية ابنه لضيق اليد. غير أن "سيريل" يوقع الفتاة الشابة فى عدة مشاكل رغم رعايتها له وذلك بسبب عدوانيته الشديدة التى تكلف "سامانتا" هجرة صديقها له وأيضاً تحملها لغرامة باهظة قامت بدفعها تعويضاً لرجل تعدى عليه "سيريل" بالضرب وقام بسرقته لحساب شاب ذى سوابق سرقة بالمنطقة التى يعيشون بها.
لكن مع تطور الأحداث وانتقال "سيريل" للإقامة بصفة دائمة لدى "سامانتا" تتغير تدريجياً تصرفات الطفل ويبدأ فى تقبل هذا العالم الجديد والتصالح مع نفسه.
الفيلم يصور علاقة جميلة بين فتاة شابة وطفل صغير وكيف أن الاعتناء بهذا الطفل ورعايته بصدق كفيلة بتحويله إلى صبى صالح وبجعله يتخلّى عن عدوانيته ويتصالح مع المجتمع الذى لطالما قسا عليه.
غير أن ومع بساطة الفيلم إلا أن المشاهد يخرج من الفيلم شاعراً أن شيئاً ما ينقصه وأنه كان فى إمكان الأخوين "داردين" أبدع مما كان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة