ربما أتحدث هنا عن أمور تظن أنها لا تعنى لك الكثير ولكنها فى الحقيقة أمور لن يراها ولن يفهمها إلا من كتب الله فى قلبه الرحمة والحلم، ولن يأخذها بجديّة غير العقلاء.
تلك قصة حقيقة رأيتها بنفسى وأنا فى عيادة الطب النفسى بالعيادات الخارجية أثناء فترة التدريب العام الماضى، شاب فى ريعان الشباب لا يفرق كثيراً عن أى شاب تراه فى أى مكان غير أنه هادئ نوع ما، ويثور فجأة دون أن تقترب منه، جاء به والده كى يتابع علاجه النفسى، ولكن الطبيبة المعالجة لاحظت كدمات وآثار الاعتداء عليه، وهنا أخبرها الوالد وهو منكسر لقد قام ابنى بسبّ سائق الميكروباص وتهكّم على المّارة وهم لا يعلمون أنه مريض نفسى لا يدرك ما يفعل فانهالوا عليه بالضرب، تلك النظرة فى عينه _لا أراكم الله مثلها،
وذلك التصرف من الناس _ أسأل الله أن يسامحهم فيما اقترفوه، أمور جعلتنى أكتب لكم خشية أن تكونوا ضحية الجهل بهؤلاء، هى كلمات سأكتبها بماء الذهب كى تعلمها عزيزى القارئ، إن المريض النفسى ليس المجنون الذى تراه فى الأفلام والمسلسلات، إنه إنسان طبيعى قد لا تميزه بين الناس، ولكنه يتصرف بعشوائية مطلقة، فهو لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، ولكنه قد يقع بين أنياب ممن لا يعرفون للرأفة طريقاً، فاحذر أن تكون أنت منهم، فينالك دعوة من والده تكون بمثابة خسران الدنيا والآخرة، واحذر أن تستهزأ بغضب أو ضحكة أو تصرف أهوج من أحدهم، فأنت لا تعلم ما فى العقول أو القلوب، عزيزى القارئ هى رسالة أوجهها لك "انتبه لهؤلاء"
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة