قال الكاتب الكبير خيرى شلبى، رئيس لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة من المؤسف جدًا أن أعمال الراحل فتحى غانم غير متوفرة بالأسواق، ولا أعرف أسباب ذلك، بالرغم من ضرورة توافرها للقارئ، للتعرف على أعمال هذا الرجل، الذى يعد أحد الأعمدة التى بنى عليها صرح الرواية العربية.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر اليوم الواحد بعنوان "فتحى غانم.. مبدع لم يفقد ظله"، صباح اليوم، الاثنين، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وشارك فى الجلسة كل من الدكتور عز الدين شكرى فيشر، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وخيرى شلبى مقرر لجنة القصة المنظمة للمؤتمر، والدكتورة زبيدة عطا زوجة الراحل فتحى غانم وألقت كلمة الأسرة، وحضر جلسة الافتتاح كل من يوسف القعيد، وسعيد الكفراوى، وربيع مفتاح، والأديب الليبى محمد إبراهيم الفقيه، والناشرة الدكتورة فاطمة البودى، ويوسف الشارونى، وفؤاد قنديل.
وأضاف خيرى شلبى "كنا نتمنى أن تكون الاحتفالية عربية، ويشارك فيها أكبر عدد ممكن من الأدباء والنقاد العرب، وأن تزيد مدة المؤتمر عن يوم واحد، فمن وجهة نظرى على الأقل، فإن فتحى غانم هو العلامة الأبرز فى تحديث الرواية العربية من خلال مغامراته الكثيرة فى ابتداع أشكال جديدة للرواية فكتب الواقعية التعبيرية والفانتازيا والسيكولوجية وغيرها".
وقال شلبى: وفى تقديرى فإن رواية "الغبى" نموذج مهم جدًا للرواية العربية وتقريبًا فهى نموذج غير مسبوق وغير ملحوق، فشخصية "الغبى" دائمًا ما تدهشك على قدرة فتحى فى بنائه لهذه الشخصية بدرجة تجعلك أن ترى هذه الشخصية طوال حياتك ويريك ما فى الإنسان من الجانب الغبى، وكيف يمكن أن هذا الغبى متوفر فى الشخصيات الحاكمة وسوء مصائر الشعوب".
وأضاف شلبى: كما أن فتحى غانم كتب الكثير من القصص عن كواليس الصحافة فكشف كواليس المجتمع المصرى برمته، وفى "الرجل الذى فقد ظله" فقد طور "رباعية الإسكندرية"، وأضاف إليها الكثير مما فات على مؤلف الرباعية لورانس داريل.
وختم شلبى: وبالرغم من أن أعمال فتحى غانم ظلمت كثيرًا، كما حدث مع روايته "تلك الأيام" لأنها حين نشرت لأول مرة فى كتاب اختصر منها حوالى خمسة فصول كاملة، فنشرت مشهوة فى سلسلة الكتاب الذهبى، إلى أن أعيد نشرها فى مكتبة الأسرة كاملة غير محذوفة، ومع ذلك هى غير متوفرة فى الأسواق.
وعبر الدكتور عز الدين شكرى عن سعادته لمشاركته فى أول مؤتمر منذ توليه منصب الأمين العام للمجلس، مشيرًا إلى أن الناقد الراحل فاروق عبد القادر قال ذات مرة بأنه، عز الدين شكرى، ورث إحدى ميزات الراحل فتحى غانم فى الكتابة وهو ما أسعده كثيرًا.
ووجه الأمين العام للمجلس تحية شكر وتقدير للجنة القصة لما تقوم به من دور تواصلى مع الأجيال الجديدة، فتحكى لهم عن الراحل وتدفعهم للتعرف عليهم، والتشرب بآدابهم من خلال حوار تواصلى بين الأجيال السابقة واللاحقة.
وأشارت الدكتورة زبيدة عطا إلى أنها قبل أن تكون زوجة للراحل فتحى غانم فكانت قراءةً جيدة ومتابعة له، وتطرقت، عطا، خلال كلمتها إلى ملامح الحياة اليومية لفتحى غانم، وبعض المواقف التى حدثت معه، ومنها أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينما أراد أن يعرف حجم اليسار فى نقابة الصحفيين، طلب من فتحى غانم أن يرشح نفسه لرئاستها، إلا أنه حينما تقدم للترشح وجد أحد أصدقائه أيضًا يبلغه بأنه رشح نفسه بناءً على طلب عبد الناصر أيضًا.
وأشارت عطا إلى أن فتحى غانم كان حريصًا حتى وهو على فراش المرض أن يتواصل مع قرائه، وكان يملى عليها فترسل للصحف، لافتةً "حتى إن أحد الكتاب قال ذات مرة إن فتحى كان يكتب بخط مرتعش، والحقيقة أن هذا هو خط يدى أنا وليس خط فتحى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة