خالد عبيد حسين يكتب: فى انتظار النهضة الكبرى

الإثنين، 16 مايو 2011 09:39 م
خالد عبيد حسين يكتب: فى انتظار النهضة الكبرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحكى أنه فى قديم الزمان وفى إحدى القرى سرق لص سيارة واتجه بها إلى هاوية سحيقة.. فجرى وراءه مجموعة من الناس محاولين اللحاق بالسيارة التى كان بها مجموعة من الناس بينهم أطفال وشيوخ.. تجمع الناس واجتهدوا حتى قاربوا أن يلحقوا بالسيارة.. شعر اللص بدنو الملاحقين فقفز من السيارة وجرى إلى اتجاه آخر.. جرى وراءه جميع الملاحقين حتى أمسكوا به بينما السيارة ما زالت تتجه نحو الهاوية بل وزادت سرعتها.. أخذ الناس اللص واتجهوا به إلى أقرب محكمة.. أخذوا يحتفلون ويتراقصون.. قال البعض إنه علم أن هذا اللص سرق أموالا قبل ذلك وأنها لابد كثيرة.. أخذ الجميع يتصايحون.. قرر البعض البدء فورا فى حساب نصيبه من تلك الأموال الضخمة.. بعضهم كان عبقريا فى الحساب لدرجة أنه وجد أن نصيب كل فرد يكفيه مدى حياته.. رقص الجميع.. هللوا.. إذ أيقنوا أنه لا تعب ولا عمل بعد الآن.. بدأت المحكمة عملها طبقا للقانون السائد.. اعترض البعض.. إذ كيف يتم محاكمة اللص طبقا لقانون ما قبل الطفرة القادمة؟ اقترح البعض أن يحتكموا إلى الشريعة.. رفض آخرون.. فهم يرون أن قانون القرية المجاورة أفضل.. والدليل ما تشهده من تقدم وازدهار.. رد عليهم أنصار الشريعة بأن هذا هو حكم الله فكيف نترك أمر الله ونحتكم إلى قوانين وضعها عباد لا حول لهم ولا قوه؟

احتد النقاش والجدل لدرجة لم تسمح لهم أن يسمعوا نداء طفل صغير لهم بأنه سمع صرخات الأطفال فى السيارة المتسارعة مطالبة إياهم بإنقاذهم.. فى جانب أخر من القرية اتجه بعض الناس لشراء خبز يأكلوه فوجدوا المخبز مغلقاً فقد كان الخباز من بين لجنة الحكماء التى تجتمع لاختيار قانون المحاكمة.

اكتشف الناس أن حكمائهم أكثر حكمة مما كانوا يظنون.. فلقد وجدوا أخيرا حلا لمشكلة النهر الذى كانت القرية المجاورة تريد قطعه عنهم.. والحل أن يذهبوا لزعيم القرية المجاورة ليحتفلوا معه بزفاف نجله والسماح لتلك القرية بتحويل مجرى النهر مقابل وعد من زعيم القرية المجاورة بأن لا ينقص ما يأتيهم من مياه قطرة واحدة حتى بعد التحويل.. واقتنع الجميع بذلك بعد أن أفتى بعض خبرائهم بأن تحويل النهر لاتجاه معاكس لقريتهم لن يضر شيئا خاصة ًبعد أن أفتى رجال الدين بأن المهم هو الدعاء فى مثل تلك الحالات.. ازدهرت الحريات الفكرية فى القرية وأصبحت ترى خطيبا مفوها فى كل زقاق وحوله مجموعة من الناس يهللون ويكبرون ظهرت اختراعات كثيرة فهذا يؤكد أن لديه اختراعا سيجعل الزرع ينبت من دون ماء، وآخر وجد طريقة ستجعل السيارة تعمل بالرمال ورفض بيع فكرته لأى قرية مجاورة لأنه يذوب فى حب الوطن وأقسم أنه قدم الاختراع للعمدة السابق المتعاون مع اللصوص إلا انه رفض تنفيذ الاختراع.. لم يهتم الناس كثيرا عندما أخبرهم عمدتهم الجديد بأن مخزون الطعام ينفذ بسرعة نظرا لأن الفلاحين مشغولين باستعادة أموالهم من اللص والذى اتضح أن له أعوانا كثيرين.. بل وصرح أحد الخطباء بأن ذلك المجرم كان السبب الرئيسى فى الفتنة التى كانت تحتدم عادة بين أهل القرية كل فترة وتتسبب فى دمار يستغرق إصلاحه شهورا.. شعر الجميع بارتياح بالغ وتعجبوا كيف لم يفطنوا لذلك مسبقاً...ترك معظم الناس أعمالهم التافهة.. فى انتظار النهضة الكبرى القادمة لا محالة!!، على فكرة: مازالت السيارة تتجه إلى الهاوية بسرعة كبيرة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة