أكد المعمارى الكبير صلاح حجاب، مقرر لجنة العمارة، أن مقولة "بناء على توجيهات السيد الرئيس"، هى التى سببت إفساد منظومة التخطيط فى مصر فى الفترة السابقة.
وأشار حجاب إلى دفن مشروعات التنمية التى وضعتها حكومة الجنزورى، مضيفا خلال الجلسة الرابعة من مؤتمر رؤى نحو نهضة مصر: "اتفقت حكومة الجنزورى، مع هيئة الإنماء، على مخططات تخص أسوان وبحيرة السد العالى، وإزالة الألغام من الساحل الشمالى الغربى، وتعمير وتنمية سيناء، لكن بمجرد أن خرج الجنزورى من الحكومة، تم دفن هذه المشروعات، فى الأدراج".
وتابع حجاب: الانحراف عن المخططات، مكلف جدا للمجتمع المصرى، والدليل أن ما يسمى بالقاهرة الجديدة التى تمت بالمخالفة الكاملة، للتخطيط العمرانى، تكلفت محطة المياه المغذية لها، 4 مليارات جنيه، وهى فى الحقيقة ليست للشعب المصرى، بل هى للصفوة.
وأضاف حجاب: عام 1995، قرر مجلس وزراء مصر، وقف بيع القاهرة الجديدة مؤقتا، وإعادة المقدمات للناس، إذا كان ذلك ممكنا، وتكليف لجنة من المحافظين، لفحصها، وكنت فى لجنة من هذه اللجان، لكنهم قرروا ترك هذه التجمعات الأول والثالث والخامس، ونتيجة للانحراف القومى عن المخططات، تم تخطيط الأرض اللازمة لتجمعات الأول والثالث والخامس، وأصبحت هذه المنطقة للصفوة، وليس للشعب المصرى غير القادر على شراء هذه المساكن.
وأكد حجاب على هذا الانحراف القومى عن التخطيط، لن يتوقف إلا بالمراقبة من الشعب، ومن تحديد الأدوار.
وشدد حجاب على أنه لا يقصد التخطيط العمرانى فقط، بل التخطيط مثلا لمحو الأمية، مشيرا إلى تجربة فتحى البرادعى لمحو الأمية، مؤكدا على أنه خطط ووفر الآليات، وأدوار كل الأشخاص.
وأضاف حجاب: لا يجب أن نكون مفعول بنا دائما، علينا أن نتابع، ونراقب، كمجتمع، وكحكومة، فيجب أن نعدل، ونوفر ما يظهر أثناء التنفيذ.
وأكد حجاب على استحالة إصلاح الخطأ التخطيطى، ومن ذلك، إقامة مشروع "محور 26 يوليه" الذى تم إقامته، نفاقا لسلطة ما، وتم توصيل ميدان لبنان، للطريق الصحراوى، وألغى فكرة الطريق الدائرى، وكلنا نعرف أن الطريق الدائرى، هو اختراع مصرى، فى الأساس.
ولفت حجاب إلى وجود خلط فى المجتمع المصرى، ما بين البنية الأساسية والبنية التحتية، مؤكدا على أن البنية الأساسية فى المجتمع المصرى، هى العدالة، والتعليم والبحث العلمى، والصحة، مضيفا: لدينا 140 مركز بحثى فى مصر، ولدينا المركز القومى للبحوث، الذى كان يحوى وحدة تشكل كهرباء من الطاقة الشمسية، تستطيع أن تدير " راديو" ، فى الوقت الذى تعتمد فيه إسرائيل على طاقة الشمس، فلماذا لا تنتج هذه المراكز البحثية، وتحل لنا مشكلة توفير الغذاء؟
وأبدى حجاب تعجبه، من صعوبة أن يأمن المواطن المصرى على صحته، وتطرق حجاب إلى الثقافة، مشيرا إلى ضرورة إعادة تشكيل منظومة العمل فى مصر، مؤكدا على ضرورة تغيير هذه المنظومة، كى تكون العلاقة بين الجميع "أننا نعمل مع بعض"، وليس "نعمل عند بعض"، مشددا على رفضه أن تسود السلطوية فى العلاقات الحاكمة مع العمل.
ولفت حجاب النظر إلى ضرورة توفير آليات بشرية، ومادية، من أجل تنفيذ مخطط فى مدى زمنى محدد، مضيفا: الدولة يجب أن تقوم بإجراء سياسات التنمية، عبر تحفيز الآخرين، وتشجيعهم، وليس بالضرورة أن يكون التحفيز ماديا، حتى لا يتم محاكمة المسئولين فى المستقبل، مؤكدا على أن المراقبة، يجب أن تصحب هذه العمليات.
وتعجب حجاب، من إختفاء وزارة التخطيط، مضيفا: تم تسميتها بالتنمية الاقتصادية، وأقاموا هيئة وهمية، اسمها المجلس الأعلى للتخطيط، ولم يجتمع ولا مرة، ثم أنشأوا المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، برئاسة رئيس الوزراء.
ورفض حجاب، نقل الوزرات السيادية خارج القاهرة، مؤكدا على ضرورة نقل الخدمات خارج القاهرة دون نقل الوزارات، أو مجلسى الشعب والشورى، كما اقترح محمد إبراهيم سليمان، الذى فكر فى بيع مكانى المجلسين كجنينة.
وأشار حجاب، إلى أن السادات كان يفكر فى أن تكون مدينة السادات، عاصمة سياسية لمصر، بدلا من القاهرة، لكن نتيجة لصعوبة هذا الاقتراح، لم تتحقق الفكرة، وفشلت كل محاولات نقل الوزارات إلى هناك، رغم أنه أنشأ مجمعا وزاريا بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة