أكد الدكتور عمرو الشوبكى رئيس منتدى البدائل، على أن مصر تمر الآن بفراغ أمنى، تستخدمه القوى الإسلامية السياسية، مشيرا إلى أن مصر تشهد لأول مرة، تأسيس القوى الإسلامية، لأحزاب سياسية، مثل حزب الوسط، أو حزب الإخوان المسلمين، وهو ما يعكس تحدى آخر، قائلا: أن قواعد اللعبة المدنية، غير معمقة، وتم التنازل عنها، والتواطؤ عليها طوال عهد النظام السابق. جاء ذلك خلال الجلسة السادسة التى عقدها مؤتمر رؤى نحو نهضة مصر، بعد ظهر اليوم.
وتحدث الشوبكى، عن التحديات الثقافية فى مصر، ومنها " الأمية" التى بلغت نسبتها إلى 35%، وقال الشوبكى: النظام السابق، يتحمل ذنب هذه المشكلات، لأن طوال 30 عاما، مصر لم تدخل حروبا، لكنها ضاعت هباء، فعلى الأقل كان من المفروض تخفيض الأمية إلى 5%، أو حتى يؤدى الدور المهنى لمنصب رئيس الجمهورية، بعمل مصالحة سياسية بين الفلسطينيين.
وقال الشوبكى: طوال عهد مصر، كان لدينا حكام غير ديموقراطيين، لكن النظام كان يتمتع بقدر من الكفاءة، أما ما حدث مع النظام السابق، فهذه المرة الأولى التى تشهد مصر، هذا الموات فى كفاءة النظام، مضيفا: هذا إرث ثقيل سيرثه النظام السياسى القادم، فسيرث بلد، تم تجريفها على مدار 30 سنة، والتحدى القادم ليس فقط بناء ديموقراطية، وإنما نظام ديموقراطى مع فعالية فى الأداء، وكفاءة فى الإدارة.
وأشار الشوبكى إلى أن مصر بحاجة لنظام رئاسى ديموقراطى، الرئيس فيه له صلاحيات غير فرعونية، مؤكدا على أن رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب، سيستطيع التحرر من أى ضغوط سياسية أو حزبية تواجه رئيس الحكومة فى النظم البرلمانية، وسوف يجرى هذا الرئيس المنتخب، تغييرات جذرية، وجراحية تحتاجها مصر فى الفترة المقبلة.
وأكد الشوبكى على أن المصريين، لم يسقطوا الدولة، وإنما أسقطوا فقط النظام، خلال الثورة، مشيرا إلى أن المحاكمات التى تتم الآن، لرموز النظام السابق، تتم من خلال المؤسسات، والقضاة الذين يعملون فيها، تم تعيينهم من قبل الرئيس المخلوع، فتجربة الثورة المصرية، تلقائيا، وضعتها مع تجارب النجاح التى شاهدتها الأغلبية العظمى من تجارب التغيير فى الأربعين سنة الماضية.
وأضاف إلى أن الصحيفة القومية الكبرى، ظلت طوال 18 يوم، تكيل مختلف الاتهامات للمعتصمين، فى ميدان التحرير، ثم خرجت بمانشيت يوم 12 فبراير يقول " أنتصرنا"، وهو ما يعنى أن المؤسسات لم تغير من طريقة عملها، فرغم تغيير قياداتها الإعلامية، لكنها قد تنافق الثورة، أو تنافق حزب ما يأتى على رأس الحكم فى الفترة المقبلة، لذلك لابد من استخدام قواعد قانونية جديدة، فى إدارة مؤسسات الحكومة، وإعادة تأهيل الجهاز الأمنى، وإصلاح القضاء، مضيفا: تجارب الانتقال الديموقراطى الناجحة، هى التى استطاعت أن تبنى تجارب ديموقراطية، مع جهاز إدارى قوى.
وضرب الشوبكى المثل بتركيا، وتجربتها الناجحة، فى توفير جهاز إدارى قوى، وتجربة ديموقراطية ناجحة، مضيفا: لكى ننجح فى المستقبل، لابد من أن نعيد إدارة المؤسسات العامة فى مصر، على أسس جديدة إحترافية ومهنية، بحيث نضمن إطارا قانونيا محل ثقة، من المواطنين.
وتحدث إيهاب فكرى، الخبير فى علوم الإدارة، عن ضرورة إجراء تغييرات فى جهاز الإدارة، المصرى، مشيرا إلى سوء الإدارة، أدى إلى الكثير من الانحرافات فى مصر، مدللا على أن إستخدام الألوان فى أوراق الاستفتاء مثلا، له أثر نفسى كبير، مضيفا: فوضع اللون الأخضر على علامة " نعم" هى مريحة نفسيا، أكثر من اللون الأسود الذى حملته علامة " لا".
وتابع: إذا كانت الإدارة المسئولة عن تنظيم الانتخابات، لا تعرف مدلولات الألوان، فى الإيحاء النفسى عند الناخبين، فهذه مصيبة، وإن كانوا يعرفون، فالمصيبة أكبر.
وأكد فكرى، على أن حجم الطوابير الكبيرة، التى وقفت فى الاستفتاء، تعطى مدلولا على أسباب الإقبال الضعيف على الاستفتاء الذى قدر بـ18 مليون مصرى" فقط، ولفت فكرى النظر إلى أن إجراء أى دراسة عن الوقت الذى يقفه الناخب فى الطابور، يعرفنا بسلوكيات الناخب، بعد مرور 17 دقيقة من وقوفه فى الطابور، وربما تتنبأ بخروجه من الطابور بعد 25 دقيقة، وأضاف فكرى: ولم نعرف بعد أثر فصول السنة المختلفة " صيفا أو شتاء" على وقوف الناخبين لفترات طويلة فى الطوابير .
وأكد فكرى على أن النظام نجح فى الوقيعة بين الشعب المصرى والإدارة، رغم أننا كثيرا ما نلقى باللوم على الإدارة وعلى التنفيذ، ومبادئ القيادة والإدارة ومهارات الإتصال، يتم تدريسها فى الخارج فى الصف الثالث الإبتدائى.
ولفت فكرى إلى أن النظام المصرى لم يضع هذا ضمن أولوياته، داعيا إلى إنشاء جهاز لمعالجة التغيير، وجهاز آخر للإشراف على الاستفتاءات والانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة