السيد ياسين: مشكلة مصر الآن فى التيارات الدينية المتخلفة

الإثنين، 16 مايو 2011 06:07 م
السيد ياسين: مشكلة مصر الآن فى التيارات الدينية المتخلفة المفكر الكبير السيد ياسين
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المفكر الكبير السيد ياسين، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مشكلة مصر الآن ليست سياسية، وإنما ثقافية فى الأساس تتمثل فى التيارات الدينية المتخلفة التى تتبنى رؤية دينية مغلقة، تتبناها جماعات شتى، مثل الإخوان المسلمين، والسلفيين، واستطاعوا أن ينتجوا خطابا جذب الملايين إليهم، بحكم انتشار الأمية، وزيادة الفقر والبؤس، فى البلاد، وبحكم تأويل منحرف للآيات الدينية.

جاء ذلك خلال الجلسة الرابعة لمؤتمر نحو رؤى لنهضة مصرية الذى تنظمه جمعية المعماريين بدار الأوبرا، بالمسرح الصغير، وأكد ياسين على أن مظاهرات السلفيين مذهلة، ولا تصدق، مضيفا: "هل صارت قضيتنا المحورية الآن، هى كاميليا شحاتة؟ هذا يعكس خللاً فى العقل المعاصر نتيجة لسيادة التيارات الدينية المتخلفة، والردة العلمانية المشتتة التى عجزت عن إنتاج جماهيرى، يصل للناس، وقال ياسين: مشكلتنا ليست إنتخابات رئيس الجمهورية، وإنما بناء إستراتيجية سياسية ثقافية جديدة، تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة والإعلام".

وهاجم السيد ياسين، أحد مرشحى رئاسة الجمهورية سبق وهاجمه قائلا: "هناك نكرات سياسية قاموا بترشيح أنفسهم لرئاسة الجمهورية، وأنا على ثقة أن سكان عمارتهم لا يعرفونهم".

وأكد ياسين أن الأصل فى ترشيح الجمهورية، أن يأتوا من الأحزاب، مضيفا: "علينا أن نفكر فى الآليات التى ينبغى أن نعتمد عليها فى التغيير الثقافى الإيجابى".

وأشار ياسين إلى أن إجراء انتخابات تشريعية فى سبتمبر القادم، ستؤدى لإعادة إنتاج النظام القديم، لأن الأحزاب الشبابية ليست جاهزة، مضيفا: "وعندنا جماعة منظمة هى الإخوان المسلمون، ولا أتوقع أن يعبر مجلس الشعب القادم تعبيرا حقيقيا عن المجتمع المصرى، وربما يكون مجلس الشعب بعد القادم، هو البداية للديموقراطية المصرية"، مضيفا: "شعرت أننا فى حاجة إلى ابتداع نظرية ديموقراطية جديدة فى العالم، تقوم على أساس الإحساس بضرورة المشاركة فى اتخاذ القرار، وينبغى أن ينتهى إلى الأبد إنفراد رئيس الجمهورية بالقرار، وينبغى أن نفكر كيف نحقق مشاركة الجميع فى ذلك".

وأضاف ياسين: "كما يقول شباب الثوار، ينبغى علينا أن نراقب عملية اتخاذ القرار، حتى نستطيع أن نحتج فى الوقت الملائم، ويجب أن يكون لدينا الحق فى المشاركة فى إتخاذ القرار، ومراقبته، ولن نستطيع ذلك، إلا إذا أجرينا حوارا وطنيا كبيرا، بدون إقصاء لأى جهة".

وعرض السيد ياسين لخمس تحولات كبرى، حدثت فى العالم، مؤكدا على أنها انعكست على ثورة 25 يناير، أولها تحول خطير منها هو الانتقال من نموذج المجتمع الصناعى، إلى نموذج المجتمع المعرفى العالمى، مضيفا: "لأول مرة ينشأ فى تاريخ الإنسانية فضاء معلوماتيا، يتفاعل فيه الناس، ومنه التجارة الإليكترونية، والفيس بوك، والمدونات، وهو ما جعل ملايين الشباب فى العالم، يتفاعلون مع بضعهم البعض، بدون رقابة حكومية".

وقال ياسين: "مجتمع المعلومات ليس هو القرية الذكية كما كانوا يزعمون هنا، فليس هناك مجتمع معلومات بدون ديموقراطية وشفافية، وحرية تداول للمعلومات، لأى مواطن، مجانا وفى أى وقت، لقد نجحنا فى مصر، أن نبنى بنية تحتية للمعلومات، لكن عجزنا أن نبنى ديموقراطية، لإفتقاد المعلومات، والشفافية، وحرية تداول المعلومات".

وأضاف ياسين: "البث الفضائى التليفزيونى، شكل وعى كونى عالمى، يتشارك فيه كافة الناس، من كافة الثقافات، أما التحول الثانى فهو الانتقال إلى العولمة، بكل مافيه من إشكاليات، لكن يمكن أن نعرفها بأنها سرعة تدفق المعلومات، والأفكار، من مكان لمكان، بدون قيود أو حدود".

وأشار ياسين إلى أن مجتمع المعلومات فى التطور القادم، سينتقل إلى مجتمع المعرفة الذى سيقوم على المعرفة والإبداع، وسيتم تصنيف المجتمعات، بمجتمعات منتجة للمعرفة، وأخرى غير منتجة لها، وبدون التركيز على الإبداع، لا يمكن إنتاج المعرفة.

أما التحول الثالث فوصفه ياسين بظهور ما يسمى بمجتمع المخاطر الذى تميزه فجوة طبقية كبيرة بين الأغنياء والفقراء، مؤكدا على أنه لايمكن لمجتمع ما، تنعم فيه قلة مترفة بثمار النتاج القومى، وتعيش فيه الغالبية العظمى فى بؤس شديد، فيحدث هذا المجتمع، حين تزداد البطالة بين الشباب على وجه الخصوص.
وأرجع ياسين أسباب المظاهرات الكثيرة فى مصر، إلى البطالة، التى دفعت الشباب لانتهاج ما يعرف بسياسات اليأس، فالشباب ليس لديهم أمل فى الحياة، ويقومون بمظاهرات كثيرة، فى ظل غياب الأمن بعد ثورة 25 يناير.

وتطرق ياسين إلى عملية قتل أسامة بن لادن، محذرا إلى مخاطر شتى من استخدام نفس الوسائل المتطورة فى قتله، مثل الطائرة الشبح التى لا ترصدها الردارات، فى إصطياد أهداف داخل بلادنا.

كما أكد ياسين، على ظهور بوادر حضارة عالمية جديدة، تميزها الانتقال من القيم المادية، إلى قيم أخرى مثل الكرامة الإنسانية، وحقه فى الحياة، مضيفا: صفحة كلنا خالد سعيد، احتشد فيها الآلاف من الناشطين، وأدى ذلك إلى سخط الكثير من المصريين، خاصة أننا نعيش فى عصر ثقافة الصورة، والصورة أبلغ من أى مقال وأى كتاب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة