• أرسلت (أ) إلى افتح قلبك.. وهذا نص رسالتها:
أنا فتاة فى السابعة والثلاثين من عمرى، كلما تقدم لى عريس وجدت الخوف يملأنى، حتى أنى أرفضه تماما دون أن أقابله, لا أدرى لماذا شىء ما بداخلى يجعلنى أكره أن أتحدث فى أى موضوع زواج, لا ارتاح لفكرة الزواج بالرغم من أننى كثيرا ما أتمنى أن أقابل شخصا أحبه ويحبنى ويستطيع أن يفهمنى، دون أن أتكلم..
إننى أخاف من الوحدة وتقدم العمر وغير مرتاحة لوضعى، وكثيرا ما فكرت للجوء لطبيب نفسى، لكننى لا أعرف طريق أحد يستطيع مساعدتى.. أشعر أننى على وشك الجنون لأننى أتمنى الاستقرار لكنى فى نفس الوقت لا أجرؤ على خوض تجربة الزواج والارتباط برجل. ماذا أفعل أخبرينى بالله عليك؟
أيضا أرسل (ع.م) إلى افتح قلبك برسالة أخرى تخص نفس الموضوع, يقول فيها:
أنا شاب عمرى 32 سنة, الحمد لله أعمل فى دولة عربية منذ 3 سنوات, وأصبح لى دخل محترم وأستطيع الزواج, والحقيقة أجد نفسى فى حاجة إلى زوجة فعلا بدافع نفسى أولا، لأننى محتاج حد يؤنس غربتى, وبدافع جسدى ثانيا لأنى بشر, لكن المشكلة الحقيقية أنى أخاف الزواج والارتباط, أصحابى كتير جوازاتهم غير سعيدة وفاشلة ومليانة مشاكل, وفى منهم طلق وعايش ويلات الطلاق, كمان حاسس إن الزواج هايقيد من حريتى كثيرا, خاصة وأنى باحب الخروج والسهر والسفر والحاجات دى, أعمل ايه؟ تقدرى تقوليلى يا د. هبة؟
والى (أ) و (ع ) أقول:
ممكن نفكر مع بعض الأول فى الحاجات الى ممكن تخوف الناس من الجواز؟:
1) تقييد الحرية زى ما (ع) بيقول, وانه مش هايكون لوحده بعد الزواج ومش هايقدر يعمل كل الى هو عايزه وقت ما يحب.
ودى حلها بسيط, انك تتفق مع زوجتك أو زوجك مثلا أنكم هاتقابلوا أصحابكم لوحدكم كل فتره معينه,أو أنكم ممكن تسافروا مع أهلكم لوحدكم إذا أمكن, أو أى نوع من أنواع (الأجازات الزوجية) الشيك.
2) الملل من الارتباط بنفس الشخص طول العمر, مع وجود من هو أفضل وأجمل باستمرار.
وهنا عايزه أقول انه مفيش إنسان لا يمل, ده حتى الواحد ساعات بيزهق من نفسه شخصيا, كمان لازم نفهم ان الناس الى احنا شايفينهم من بره حلوين على طول دول, أكيد لو عاشرناهم هانلاقى فيهم حاجات و حشه, و برضه هانزهق منهم مهما كانت حلاوتهم.
3) الخوف من المسئوليه (الماديه و المعنويه) بالنسبه للرجال, و (الأدبيه و المعنويه ومسئولية البيت) بالنسبه للسيدات.
ماهو يا جماعه الواحد مش ممكن هايكون مهم و مؤثر وفعال غير لما يكون مسئول, وغير لما يكون بيتعب و يعمل جهد, هى الدنيا كده, والى عايز يفضل مرتاح مايعملش حاجه ده هايعيش و يموت وكأنه ما كان.
4) الخوف من اختلاف الطباع و الرأي, و المشاكل والخلافات الزوجيه, وبالتالى الخوف من فشل الزواج و الطلاق و تبعاته المؤلمه.
مش كل الى اتجوزوا فشلوا, صحيح الطلاق كتير, و اختلاف الطبع و المشاكل شئ وارد, لكن ممكن احسن الاختيار على أد ما اقدر, و بعدين (أتعلم) _و حط تحتها 100 خط _ ازاى احل مشاكلى و اصلح الأمور.
5) الخوف من (العلاقه الحميمه) خاصة عند البنات, وكل ما يسمعوه من حكايات واهوال و قصص مرعبه.
وده امر شائع على فكره, لكن كل الى بيتجوزوا بيكتشفوا ان اكتر الكلام الى سمعوه كان افلام و مسلسلات (خياليه) وانه كل واحده بتحب تعمل بطله و شافت الى محدش شافه, وبتعمل ده مع الغلابه البنات اصحابها الى لسه ماتجوزوش.
وبعد كل ده , تعالوا نشوف الى ممكن تحرموا نفسكم منه بعدم الزواج:
1) ان يكون لكم ابناء, فمهما كان الموضوع ده بعيد عن أذهانكم فى الوقت الحالي, الا انه ليس بالأمر الهين, فهل عندك استعداد (أنت و أنتى ) انك تضحى بالأمر ده؟, هل انت شايف انه أمر لا يستحق تحمل بعض المنغصات عشانه؟, هل متأكد من انك مش هاتندم بعد ما يمر بيك العمر و تصبح غير قادر على الانجاب, و ساعتها تقول ياريت الى جرى ما كان؟.
2) ان يكون عندك مجال لاعفاف نفسك, واشباع حاجاتك فى الحلال, فاختيار عدم الزواج سيقود الى أحد طريقين لا ثالث لهما: اما الزهد التام عن الأمور الغريزيه (و أعتقد ان مش أى حد يقدر يعمل ده), أو اللجوء الى طرق تانيه كتير غير مشروعه لفعل ذلك, وهنا نبقى عملنا زى (المستجير من الرمضاء بالنار) يعنى لجأنا للحرام عشان مش عايزين الحلال.
3) ان يكون لك شريك فى حياتك يساعدك فى وقت الضيق و يخفف عنك, و يفرح معاك فى أوقات الفرح, و يسليك و يونسك, ويطمنك وقت ما يسبك كل الناس, ياكل و يشرب معاك, يخرج معاك, ان شالله حتى يتفرج معاك ع التلفزيون, الزواج برضه مشاركه و حس فى البيت مش ممكن يعوضه الأصحاب او الأخوات او حتى الأب و الأم.
4) مش هاقولك انك بكده هاتتنازل عن دورك الى ربنا خلقك عشانه وهو اعمار الأرض, لأنه اكيد مش هى دى مشكلتك, لكن انت فعلا هاتتنازل عن انك تكون او تكونى رب اسره ممكن تضيف للمجتمع و الدنيا لو كانت صالحه و عندها هدف.
وعايزه اقولك أنت يا (أ) بالذات, ان شكواكى دى مش جديده, حصلت فى عهد الرسول عليه الصلاة و السلام, عن السيده عائشه: أتت فتاه الى النبى وسألته:( انى فتاه اخطب, فأكره التزويج, فما حق الزوج على المرأه؟), قال ( لو كان من فرقه الى قدمه صديد فلحسته ما ادت شكره) و المقصود انها واجبها ان تتحمل منه كل شئ, قالت (أفلا اتزوج؟), يعنى سألت الرسول ممكن انها ماتتجوزش لأنها خافت من عدم تأدية حق الزوج, قال: (بلى تزوجى فانه خير), يعنى طمنها وقال لها انه مع ذلك الأفضل و الخير لها انها تتجوز.
واليك يا (ع) هاستشهد برأى أحد الفقهاء, وهو (د. محمد المسير) لما قال: ان الزواج (واجب) اذا كان للرجل القدره الماديه و الجسديه و لا يستطيع مغالبة شهوته, و(مكروها) اذا فقد القدره الماديه او القدره على الانفاق, و(حراما) اذا كان عنده عجز كلى عن المعاشره و قضاء الحقوق الجسديه, او فى حالة الأمراض المعديه و المنفره.
وفى النهايه عايزه اقول (مفيش حلاوه من غير نار) زى ما بنقول فى امثالنا الشعبيه, يعنى الجواز فيه حاجات كتير اوى حلوه, ومهمه, ولا يمكن الاستغناء عنها, لكن لازم برضه (شوية ملح و فلفل) فى الموضوع, والا حتى الواحد يزهق...مش كده ولا إيه؟.
للتواصل مع افتح قلبك والدكتورة هبة: h.yasien@youm7.com
