يعيش فى مصر المسلم بجوار القبطى تحت لواء واحد فى محبة وتسامح ، لم نعرف اليوم ولا أمس الفرق بينهما، فكلاهما أبناء مصر، بل أؤكد وأجزم أن المحبة والتعاون والتعامل بين المسلمين والمسيحيين أكثر من أصحاب الديانة الواحدة..
ومن هنا أتساءل لماذا يتصاعد الغضب بهذه الصورة غير المسبوقة فى بلدنا والذى شاهدناه فى كنيسة العذراء ومارمينا فى أحداث امبابة ؟ وهل سأل أحد عن السبب لهذا الاحتقان ،وبحيث أصبح من السهل اشتعال الفتنة لأبسط وأتفه الأمور وفى وقت وبدون أى مقدمات ؟ ولماذا يختفى العقلاء دائما من الطرفين عند أول الأزمة؟
فلابد أن نعترف أن كل طرف بدأ يشعر بأنه هو المضطهد ، وأن هناك من يقف ويساند الطرف الآخر على حسابه ، وأن البعض يقول إن الحكومة تساند الأخوة المسيحيين على حساب المسلمين إلى آخر هذا الكلام الذى لا يهدف إلا لزيادة حالة الاحتقان ، فلابد وأن نعترف بأن كل هذه الأسباب وراء حالة الاحتقان يضاف إليها التقاعس عن محاسبة الجناة عند كل حادث وتهاون الأجهزة فى محاكمتهم وتقديمهم للعدالة ، فلابد من المساواة فى مثل هذه القضايا ، لأن الجميع أمام القانون سواسية ، وعلى المسجد والكنيسة أن يقوما بدورهما الحقيقى فى تصحيح مفاهيم الإضطهاد الخاطئة ، والعمل على اختفاء حالة التمييز الدينى نهائياً ، فكلنا مصريون لنا نفس الامتيازات وعلينا نفس الواجبات، وأن نواجه لغة التعصب والتطرف بكل قوة وقسوة، وألا نعمل على أن ترتفع صيحات الاضطهاد من أى طرف على حساب الآخر ، وأن نعيد إلى الأذهان حالة الصفاء والنقاء التى كانت سائدة بين المسلمين والمسيحيين على مر العصور ، ولا فرق بين مسلم ومسيحى ... هكذا نكون فى المدرسة والجامعة والمصنع والشارع والحزب.
أما حالة الاحتقان المؤلمة حالياً ، فتستحق حزما وحسما بدون تفرقة ، والضرب بيد من حديد على كل من يثير أو يشجع الفتنة أو إحداثها بصرف النظر عن ديانته ، وأن تتجه الأنظار دائماً إلى القيادات وإلى الدعاة وما يبثونه من سموم تجاه كل طرف سواء فى المسجد أو الكنيسة ، علينا أن نعمق ثقافة احترام الآخر ، وألا ننظر إلى ديانته ، ويكفى أننا جميعاً مصريون ، فلا فرق بين مسلم ومسيحى.
إننا أمام خطر رهيب مرعب يهدد أرواحنا ويضعف من قواتنا ... خطر تنمية قوى خارجية ، قوى لا تريد لمصر أن تنهض وتتغلب على عثرتها ، قوى تتربص بنا على رأسها إسرائيل ومعها أمريكا والمتشددين من المسلمين والمسيحيين فى مصر وخارجها.
إن أعداء مصر كثيرون سواء فى الداخل أو الخارج ، المهم أن نستيقظ قبل فوات الأوان ،وقبل أن تشتعل الفتنة وأن تأتى على كل شئ ،علينا ألا نجلس كالمتفرجين فلابد من منع الفتنة ، فإن مصر ليست فى حاجة إلى مزيد من الفتن والمصائب . رب واحد .. حلم واحد ... مصير واحد ... شعب واحد.
منصور غمرى أبو خشبة يكتب: فى فتنة "كاميليا وعبير" دور على المستفيدين
الأحد، 15 مايو 2011 05:58 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة