محمد فتحى البهسمونى يكتب: حكاية لجنة الانضباط وفساد (الجبلاية)

الاتحاد الدولى (الفيفا) يشترط فى مسئولى الاتحادات الكروية أن يكونوا على مستوى عال من حسن السير والسلوك، ما يعنى أن يكونوا فوق مستوى الشبهات، لذلك فإن أغلب الاتحادات الكروية فى العالم لديها لجنة تسمى "ميثاق الشرف"، ولكنها ليست موجودة بالاتحاد المصرى الذى استبدلها بلجنة الانضباط، وهى لجنة قضائية مستقلة مهمتها التحقيق فى سلوك أعضاء ورئيس الاتحاد، وهى لا تحل فى حال حل الاتحاد وتستطيع أن تحل الاتحاد فى حال ثبوت أى مخالفات لميثاق الشرف الذى اشترطه الاتحاد الدولى فيمن يقومون على إدارة الاتحاد.

الغريب والمريب والعجيب أن الاتحاد الدولى وضع نصا للمادة الخاصة بميثاق الشرف ولو قرأنا هذه المادة لتعجبنا فى كون هذا الاتحاد باقيا حتى الآن ومن أى مكان يستمد شرعية وهل كل المخالفات التى ظهرت فى الاتحاد، لم تلفت نظر لجنة الانضباط ولذلك سأعرض لكم نص المادة دون زيادة آو نقصان: (نظرا لاهتمام الاتحاد الدولى بحماية نزاهة وسمعة كرة القدم وحماية حقوقها فى الممارسات غير المقبولة أخلاقيا أو اجتماعيا أو رياضيا من جانب الأطراف المعنية برياضة كرة القدم سواء كانوا أعضاء اتحاد أو لجان أو حكام أو مدربين أو لاعبين أو وكلاء للاعبين فقد قامت بإصدار لائحة الأخلاق وأطلقت عليها (ethics code) والتى نصت فى موادها على أن يراعى فى اختيار المسئولين الأخلاق والامانه وحسن السير والسلوك .

وأن يكشف المسئولون قبل انتخابهم أو تعيينهم عن أية مصالح شخصية لها علاقة بوظائفهم ويحظر على المسئولين أثناء تأديتهم وظائف أى تعارض فى المصالح سواء الحصول على مكاسب لأنفسهم أو أسرهم أو أقاربهم أو أصدقائهم أو معارفهم ويجب على المسئولين عدم اصطحاب أفراد عائلاتهم أو أقاربهم على نفقة الاتحاد وتمنع المسئولين من المساهمة فى تملك حصص فى الشركات أو المؤسسات التى تقوم بالترويج أو الوساطة فى الأحداث المتعلقة بكرة القدم وفى حال حدوث أى من تلك الانتهاكات يتم إحالة الشكوى إلى الجهة المختصة بتلك اللائحة وفى حال عدم وجود ها تحال إلى لجنه الانضباط .

الجميع يعرف جيدا أن الاتحاد خالف ميثاق الشرف مرات عديدة وتجاوز كل الخطوط ورئيس وأعضاء (الجبلاية) شركاء ومساهمين فى شركات رياضية كثيرة مثل مصر المقاصة وبتروسبورت بخلاف جمعية اللاعبين المحترفين وهى مخالفات صريحة ومخالفة لقانون الاتحاد الدولى (الفيفا) ما يجب على لجنة الانضباط حل الاتحاد دون الرجوع إلى أى مسئول أو جهة رسمية.

وفى النهاية، أقول هناك وجوه كثيرة لا نريد أن نراها لأننا مللنا منها ونتمنى أن تختفى من حياتنا فقد ظلت لسنوات عديدة تمارس كل ألوان الفساد والاستبداد واستغلال النفوذ وظلم العباد بالتحايل تارة والتخويف والبطش تارة أخرى نعم لقد مارست هذه الوجوه كل أنواع الدجل السياسى والخداع الاجتماعى لقد رقصوا على كل الحبال وأقاموا الموالد وحملوا المباخر وركعوا أمام أصحاب القرار نريد أن لا نرى من كذب علينا كثيرا نريد أن لا نرى كل من زيف الحقائق وقلب الحق باطل وأصدر "الفرمانات" وباع الشعب بالبخس يجب أن تختفى كل هؤلاء الوجوه القبيحة التى ظللنا نشاهدها عشرات السنين والذين سرقوا أحلى أيام عمر هذا الشعب بالتضليل والكذب والتحايل أقول لابد من حساب هؤلاء المضللين المغيرين لموقفهم المداهنين للفساد الذين ينسبوا كل نجاح ولو من قبيل المصادفة إلى أصحاب القرار، لا نريد أن نراهم لأنهم خطر داهم على المجتمع كله ويجب أن لا ننتظر حتى يصنعوا لنا فرعونا جديدا لأنهم هم من يصنعون الفراعين.