فاينانشيال تايمز: الانفلات الأمنى يهدد مستقبل مصر

رصدت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، قائلة إن ما يحدث حاليا يهدد الفترة الانتقالية، التى من المفترض أن تنتقل بالبلاد إلى حكم ديمقراطى مدنى.

وبدأت الصحيفة تقريرها، فى هذا الصدد، برصد آثار خمس رصاصات تركها الهاربون من قسم الساحل على زجاج وجدران القسم، بعد أن أحاطت أسر 90 سجينا بمركز الشرطة ليهربوا جميعا فى وضح النهار.

ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط القسم، ويدعى أنور، قوله إن حوالى ألفى شخص أحاطوا بالقسم وأطلقوا الأعيرة النارية، حيث بدأ السجناء فى التمرد من صباح ذلك اليوم، ولكن على النقيض صدرت أوامر من المسئولين بعدم إطلاق النار، قائلا: "جلسنا فى مكاتبنا حتى انهارت أبواب الزنزانات وهرب السجناء جميعا".

وأشارت الصحيفة إلى أن هروب السجناء فى وضح النهار، رغم وجود العشرات من ضباط الشرطة، هو دليل مؤكد على انهيار القانون والنظام الذى يجتاح مصر بعد الثورة التى أطاحت بالنظام السابق فبراير الماضى، مؤكدة أن ضباط الشرطة ومسئولى الحكومة اعترفوا بأن البلاد تمر بأزمة قانون ونظام يهددان الانتعاش الاقتصادى والانتقال نحو الديمقراطية.

وأوضحت الصحيفة، أن وحشية الشرطة فى عهد مبارك والفساد كانا من بين الدوافع الكبيرة لثورة 25 يناير، فعنف النظام السابق ضد المتظاهرين ثبت فشله فى النهاية فى قمع الثورة وحرق العشرات من مراكز الشرطة يوم 28 يناير، قد هز الصورة العامة لوزارة الداخلية وثقة مسئوليها بأنفسهم.

كما رصدت الصحيفة سلسلة من الحوادث التى تؤكد الإنفلات الأمنى فى البلاد، وأبرزها محاولات السجناء الهروب من نقاط الشرطة، وهجوم المسلحين على المستشفيات، ولكن الأخطر من ذلك هو الحوادث الطائفية التى تشهد تزايدا فى البلاد منذ الثورة.

واختتمت الصحيفة تقريرها، مشيرة إلى تعرض ضباط الشرطة للإهانة فى الشارع، ونقلت عن أحدهم قوله:" نتعرض للإهانة للحد الذى يصل إلى البصق علينا وتهديدنا بالأسلحة".