شريف عصام يكتب: فين أيامك يا ريس!!

الأحد، 15 مايو 2011 03:02 م
شريف عصام يكتب: فين أيامك يا ريس!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أتصور يوما بأنى قد أسمع مثل هذه الجملة (فين أيامك يا ريس) بعد ثورة 25 يناير، وخاصة بعد كشف الحقائق ومعرفة ما كان يتم فى عهد النظام السابق، ولكن بالفعل ترددت هذه الجملة مؤخرا على لسان كثر - بعضهم كان مؤيدا وداعما للثورة - بعد اشتعال نيران الفتنة فى مصر والتى تضعنا الآن على أعتاب حرب أهلية بكل ما تحمله الكلمة من معان ومخاطر والتى تكفى للقضاء على مصر.

المشكلة لا تكمن مطلقا فى فلول الحزب الوطنى المنحل لأن هذا شىء طبيعى جدا، لأن من مصلحة بعضهم إن لم يكن الجميع ألا تستقر البلاد حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية خاصة فى أملاكهم أو أى شىء ولا تكمن المشكلة أيضا فى رصد بعض الدول الأوربية مبالغ ضخمة للقضاء على الثورة وإيجابيتها لأنى أدرك جيدا أن استعادة مصر لدورها ومكانتها القديمة يمثل خطورة كبيرة جدا على بعض الدول وبالأخص إسرائيل!

ولكن المشكلة تكمن حقا فيما نفعله نحن بأنفسنا فنستجيب لأى شىء مهما كان تافها لإشعال نيران الفتنة والتى تشمل الكل ولا تقتصر على فرد بعينه، بالفعل لدينا فتنة طائفية ولا نريد أن نستخدم الكلام المعسول والأقباط والمسلمون وحدة واحدة وغيرها من هذا القبيل لأن مثل هذا الكلام ما يجعلنا نزيد من الفتنة! لأننا نعالج الظواهر ولكننا لا نعالج الجذور، فتجد أبسط الأسباب هى ما تجعل النيران تشتعل من جديد والأمثلة كثيرة مثل موضوع كاميليا ثم كنيسة اطفيح ثم أحداث إمبابة!

قد اتفق معك أن من يشعلون الفتنة ويحملون مشاعر الكراهية بداخلهم تجاه الآخر قلة ولكن الغريب أن هذه القلة حينما تتحرك فإنها تؤثر على الأغلبية وتسيرها معها كما تريد وبالتالى تضر بالجميع من أيدهم ومن عارضهم، وهنا يأتى دور الدولة – المهددة بفقدان هيبتها - والتى يتوجب عليها أن تكون أكثر شدة وحزم ويفعل القانون على الجميع بلا استثناء فمن أخطأ من الطرفين يعاقب وبأشد عقاب لأننا بالفعل فى مرحلة حرجة بمعنى الكلمة ليس لمحاولات الفلول للقضاء على إيجابيات الثورة ولا سعى بعض الدول لعرقلة مصر ومنعها من التقدم فتخيل أن كل هذا سهل السيطرة عليه! وذلك إن قارنته بما قد تلحقه الفتنه بدمار للجميع مما يجعل مصر صيدا سهلا لكل من يطمح فى ذلك.

فكرت كثيرا قبل أن أكتب هذه الأسطر لأنها تشبه سابقتها فى نفس أحداث الفتنة والتى لم تختلف فى تفصيلها كثيرا ولكنى وجدت جميع الكتاب الكبار قبل الصغار يصيغوا بقلمهم نفس الحروف لنفس الأحداث ولكنى تراجعت لأن هذا ما أستطيع أن أقدمه فى إطار المتاح لى ولعلنى أحدث الفارق مع البعض وأتمنى أن نتخلى عن هوايتنا المفضلة وهى غرس رؤوسنا فى التراب مثل النعام كما اعتادنا على مدار السنوات السابقة وكفانا أيضا تلك الأغانى التى تحث على الوحدة الوطنية والجلسات العرفية ونبدأ نتحرك جديا لحل المشكلة من جذورها والقضاء عليها قدر المستطاع فليس من المنطقى أن نقضى على دولة كاملة من أجل أسلمة البعض أو تنصير الآخر فليس من الطبيعى أن يكون الدين فى حاجة لهذا الفرد ولن يكون هذا بمثابة انتصار لطرف على حساب الآخر، وأخيرا أردت أن أقول جملة واحدة بأن الجميع يقف على بساط واحد سواء كان مسيحيا أو مسلما، فإذا سحب هذا البساط من أسفل أحدهم فتأكد أنه لن يدوم للآخر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة