القلة المندسة هو مصطلح أصبحنا نسمعه بكثرة فى الفترة الأخيرة؛ فأصبح أى شىء يحدث داخل مصر هو بسبب القلة المندسة أو فلول النظام السابق، وهذه هى الهواية التى طالما اتقناها قبل ثورة 25 يناير، فقبل الثورة كان أى شىء يحدث فهو عن طريق أيادى خارجية أو بسبب أمريكا وإسرائيل، مثلما حدث فى كنيسة القديسين عندما قال الجميع إن ما حدث وراءه أيادى خارجية تريد زعزعة استقرار البلاد وبث الفتنة، وانشغالنا بهذه الأيادى أعمانا عن أن نبحث داخل مصر عمن وراء هذه الأحداث واتضح بمرور الوقت وبعد الثورة أنه وزير الداخلية الأسبق.
وبعد الاحداث الطائفية فى إمبابة خرج علينا بعض الأشخاص ليؤكدوا أن من وراء هذه الاحداث هم قلة مندسة وفلول وبلطجية النظام السابق وكأن مصر خالية من الاحتقان الطائفى وهؤلاء هم من افتعلوا هذه الاحداث ، وحتى ان افترضنا ان من قام بافتعال الاحداث هم قلة مندسة فمن قام بصناعة الاحداث هم المصريين الذين كان لديهم الاستعداد أن ينفذوا مخططات القلة المندسة اذا افترضنا صحة هذا الفرض.
فمصر ليست خالية من الاحتقان الطائفى وليس كل المسيحين والمسلمين فى مصر يحبون بعضهم البعض وهذه حقيقة لايجب أن نتجاهلها ؛ فتجاهلنا للحقائق سيكلفنا الكثير وعنائنا فى الوصول لهذه الحقائق ومعالجتها سيكون أقل بكثير من عناء محاولة اصلاح الدمار الذى سيأتى علينا من وراء تجاهلنا لهذه الحقائق.
وتكرر مصطلح القلة المندسة فى موقعة الجلابية فى استاد القاهرة فأصبح جمهور الزمالك الذى نزل لارض الملعب قلة مندسة وفلول النظام السابق !!!
مصر بعد ثورة 25 يناير تتغير للأفضل ولكن للأسف هناك الكثير من المصريين يتغيروا للأسوأ ويسيئوا للثورة من خلال سوء استخدامهم للحرية التى كانت على رأس المطالب التى قامت من أجلها الثورة , فالحرية من وجهة نظرهم أن أسرق و أقتل دون رادع أو عقاب وعندما يظلمنى الحكم انزل لأرض الملعب وأعبر عن غضبى من قراراته وعندما أشك فى وجود أسلحة و أسيرات فى الكنائس أذهب لأتأكد بنفسى.
فالثورة أسقطت النظام السابق ولكنها لم تسقط القوانين ، فنحن بذلك نعمل على اسقاط أنفسنا و اسقاط مصر و اسقاط الثورة ونضرب بدم الشهداء عرض الحائط.
أحداث امبابة - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة