لست مع الذين انزعجوا ورفضوا أن تؤسس جماعة الإخوان اتحادا للعمال "تبعها"، والسبب أن مثل هذا الاتحاد لو استمر على أساس أيديولوجى سياسى، أى أحد أقسام الجماعة، يأتمر بأمرها وينفذ توجهاتها، فسوف ينهار تماماً ويختفى من الوجود، بالضبط مثلما انهار اتحاد العمال الرسمى وكل الأشكال النقابية والعمالية التى كانت قسماً فى الاتحاد الاشتراكى، الحزب الوحيد الذى سمح به نظام جمال عبد الناصر، ومثلما تنهار الآن اتحادات ونقابات العمال التى كانت تسيطر عليها السلطة الحاكمة.
فمشكلة اتحاد عمال الإخوان، سيكون مثل اتحاد عمال الشيوعيين والناصريين وغيرهم، أنه اختطف شكلا نقابيا لممارسة عمل سياسى، وهذا ما فعلته القوى السياسية قبل ثورة اللوتس، وأدى إلى تدمير النقابات، ورغم إدانتى لهذا الاختطاف، إلا أنها كانت مضطرة بشكل أو آخر، فالنظام الحاكم لم يكن يسمح بأى نشاط سياسى حقيقى، كما أنه أغلق الباب بالضبة والمفتاح أمام حرية تأسيس الأحزاب، وبالتالى لم يكن أمامهم سوى استخدام النقابات ساحة إطلاق نيران سياسى، وتوقفت النقابات عن عملها الأصلى وهو الدفاع عن حقوق أعضائها.
أما الآن فلدينا حرية تأسيس الأحزاب، وحرية عملها، وأصبح لدينا حرية تأسيس نقابات، ومن ثم فالنقابة التى تكون أولوياتها سياسية وليست نقابية، ولا تدافع عن حقوق أعضائها، سوف يهجرها هؤلاء الأعضاء عاجلاً أو آجلاً، ويذهبون إلى النقابة التى تدافع عنهم فعلاً، ولن تخدعهم شعارات سياسية أو دينية.
لذلك لست مع المنع، ولا الحل، بما فيه اتحاد العمال الحكومى، فلندع كل الزهور تتفتح، والبقاء سيكون حتماً للأصلح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة