رجحت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية أن يبقى تنظيم القاعدة قوياً رغم مقتل زعيمه أسامة بن لادن، ورأت أن السبب فى ذلك هو أن بن لادن كان بعيد عن التنظيم عملياً فى السنوات التى تلت أحداث سبتمبر، وأن التنظيم قد تجاوزه بالفعل منذ فترة.
وتقول الدورية فى المقال التحليلى الذى كتبه برينجار ليا، الباحث بمؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، والذى ألف عدة كتب عن جماعات الإسلام المسلح، أنه منذ وقوع أحداث سبتمبر 2001، وهناك مدرستين فكريتين بخصوص دور أسامة بن لادن فى القاعدة، الأولى ترى أنه بعد عام 2001 أصبح مجرد شخصية رمزية وانعزل عن التنظيم، فى حين أن الأخرى تعتبره القائد الروحى والفكرى الرئيسى لها.
وتشير المعلومات الأولية التى كشفت عنها وزارة الدفاع الأمريكية التى تم العثور عليها فى المخبأ الذى قُتل فيه بن لادن فى مدينة أبوت أباد الباكستانية، إلا أنه حاول أكثر مما افترضته كلا المدرستين، أما انتباه باقى تنظيم القاعدة لذلك الأمر، فتلك مسألة أخرى.
وقد صرح أحد المسئولين الأمريكيين لشبكة سى إن إن بأن بن لادن عمل على المستوى العمليات وحتى التكتيك، وكان يصدر بوضوح الاتجاهات على كل المستويات، ولا يجب أن يكون هذا الأمر مثيراً للدهشة، فهؤلاء الذين يقولون إن بن لادن كان معزولا تماما يميلون إلى تجاهل خطبه العامة التى اعتاد استخدامها لإصدار الأوامر.
ففى أواخر عام 2004 أصدر أوامر بهجمات على خطوط إمدادات النفط الغربية خاصة فى منطقة الخليج. وكذلك فعل مرة أخرى فى عامى 2006 و2008 كرد فعل على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.
وكان آخرها فى يناير الماضى عندما أطلق رسالة صوتية يعرض فيها شروط إطلاق سراح الرهائن الفنرسية الذين اختطفتهم ولا يزال تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب. وحتى خلال الأيام القادمة، فإن مزيد من التعليمات سيتم إتباعها، فقد كان بن لادن قبل فترة وجيزة من مقتله فد سجل خطابا حول الربيع العربى.
ورغم أن بن لادن استمر فى إطلاق البيانات، إلا أنه لم يعد فى الحقيقية الصوت المهيمن على المشهد الجهادى. فقد كانت قيادته فى بعض الأحيان مثيرة للجدل داخل القاعدة. واتهمه بعض المنتقدين مثل أبو مصعب الشورى بأنه مستبد ولا يمارس حكم الشرع فى المشورة.
ورغم أن مواهبه الخطابية كانت جيدة، لكنها ليست مذهلة، فقد كان أحد مستشاريه الإعلاميين يمنع زيارات الصحفيين لتسجيل مقابلات مع بن لادن خوفاً من أن يخطئ فى قول أحد الآيات القرآنية. باختصار لم يكن بن لادن زعيم معصوم ولم ينظر أحد إليه على أنه كذلك.
وإلى جانب ذلك، هناك حقيقة أخرى وهى أن قدرة بن لادن على إلهام أتباعه كانت محدودة، ولم يعرف أنه التقى بأى منهم بعد عام 2002. وفى غيابه استطاع قادة آخرين أن يملأوا الفراغ ويقنعوا متطوعين بالانضمام إلى القاعدة.
كما أن خطابات زعيم تنظيم القاعدة منذ أحداث سبتمبر كانت قليلة نسبياً ومتباعدة وكان أغلبها مسجل بالصوت فقط، ومن ثم فإن غياب بن لادن النسبى يشير إلى أنه دوره الملهم قد أسىء فهمه.
فورين أفيرز: القاعدة ستبقى قوية بعد مقتل بن لادن
السبت، 14 مايو 2011 12:23 ص
أسامة بن لادن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة