أوضح الدكتور عمرو الشوبكى، رئيس منتدى البدائل العربى، أن التيار الليبرالى لا يرفض الحق فى الإضراب، لكنه يعتمد على أن تكون بطريقة مقننة ومنظمة، تكفل فيها الدولة وجود مندوب لدى كل جهة تتفاوض مع الإدارة حول مطالبها عن طريق سبل شرعية، والتى إذا فشلت يكون من حقهم الإضراب الذى لا يضر بالعمل.
وقال الشوبكى: "نظام مبارك كان يدعى الديمقراطية، لكنه لم يكن كذلك، بدليل أنه ألغى دور مندوب التفاوض فى الشركات والمصانع مع سبق الإصرار والترصد، مما فتح الباب لنوعية من الإضرابات، قد لا تعكس الحقوق الحقيقية للعمال، أما فى الوقت الحالى فلا شك أن حق الإضراب أصيل، لكن يجب أن نضع فى الاعتبار حاجتنا الى عودة عجلة الإنتاج".
جاء ذلك فى كلمة الشوبكى فى مناظرة حول مفهوم العدالة الاجتماعية، وذلك خلال فعاليات مؤتمر أيام اشتراكية الذى سينتهى غدا الأحد بنقابة الصحفيين، وينظمه مركز الدراسات الاشتراكية مساء أمس بنقابة الصحفيين.
واعتبر الشوبكى أن الحل لن يكون بتجريم الإضراب أو فرض القيود والغرامات الباهظة، بل عن طريق تكوين اتحادات عمالية مستقلة وتغيير القواعد التى تحكمها حتى لا تخضع للسلطة السياسية مرة أخرى، مؤكدا أن التيار الديمقراطى يهمه العدالة الاجتماعية كجزء من قضية السياسية.
فيما أوضح وائل جمال، مدير تحرير جريدة الشروق، أكد أن النظام الديمقراطى لا يرتكز إلى الجانب الاجتماعى بقدر اعتماده الأساسى على فكرة السوق الحر والرأسمالية التى تؤدى إلى التعبير عن مصالح الأغنياء مقابل تهميش ملايين الفقراء، ينتمون إلى نقابات لا تمثلهم ومحددة القوانين، قائلا: "العدالة الاجتماعية فى الليبرالية مفهوم مجرد فى ظل فتح الباب للنشاط الاقتصادى الذى تتحكم فيه مبدأ البقاء للأصلح، وهو ما بدأ مع حكومة نظيف السابقة التى تلتها حريات محدودة وصيغ قانونية متطرفة خدمت فئة معينة وأدت الى تراكم الفساد فكانت رأسمالية مجنونة".
واعتبر جمال أن غياب العدالة الاجتماعية ساد فى جميع التجارب الرأسمالية بمختلف دول العالم، محذراً من أن رفض قوى رجال الأعمال للأفكار الاشتراكية لا يعبر بالأساس عن إيمانهم بالديمقراطية بقدر اهتمامهم بمصالحهم، متوقعاً أن يعبر توحش الطبقة الرأسمالية من خلال الأحزاب الذى ينزح إليها رجال الأعمال تحت ستار الديمقراطية للبقاء على السوق الحرة، بالإضافة إلى تملكهم مراكز الإنتاج الاقتصادى والإعلام.
ورغم محاولة الشوبكى التأكيد على أن الاشتراكية حلم جميل، لكنه لا يتحقق على أرض الواقع بدليل فشل جميع النظم الاشتراكية فى أوروبا الشرقية والشمالية، وتحولت مجتمعاتها إلى الاعتماد على الهندسة السياسية، بحيث أصبحت مزيجا من عدة تيارات بشكل متوازن، رد جمال مؤكداً أن فشل التجارب العالمية فى الوصول إلى النتائج التى تهدف إليها الاشتراكية كان بسبب تحول هذه النظم الى الرأسمالية ، موضحا ان الاشتراكيون فى مصر يرفضون بشكل قاطع الأنظمة الشمولية القمعية التى قيدت الاجتماع والاقتصاد.
الشوبكى: نظام مبارك كان يدعى الديمقراطية لكنه لم يطبقها
السبت، 14 مايو 2011 03:34 م