أحمد أبو العينين يكتب: الوطن يتمزق!

السبت، 14 مايو 2011 07:28 م
أحمد أبو العينين يكتب: الوطن يتمزق! أحداث إمبابة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهر واحد.. يكفى لأن أطيل ذقنى حتى تبلغ ركبتى ثم أستل خنجراً أطعن به أول مواطن مصرى مسيحى يقذفه حظه البائس فى طريقى ليقال إن السلفيين قد أشعلوا مصر بفتنة طائفية.. كما أعلم جيداً من أين يمكننى الحصول على بذلة ميرى لأرتديها ثم أطلق رصاصة من سلاح ميرى أعرف أيضاً من أين أبتاعه، حتى يقال إن الجيش والشعب مش إيد واحدة.. ويكفى كذلك أن أضع فى رقبتى صليباً ثم أغازل فتاة مسلمة لأن أقتل أنا وأسرتى وعشرة مسيحيين قبل أن تشتعل إحدى الكنائس دون أن يمنح أهل الفتاة أنفسهم فرصة ليعلموا أن اسمى أحمد.

الحقيقة الوحيدة فى كل ما سبق أن جراح الوطن قد احتقنت إلى حد لم يعد فى الإمكان تحمله.. وسواء كانت هذه الجراح من خطايا النظام السابق أم لا فالأمر يحتاج إلى علاج حاسم رادع يجنب الوطن الانزلاق إلى منحدرات الفتن فى فترة حاسمة يحتاج فيها إلى كل يد للبناء.. سواء كانت يداً تمسك بالمسبحة أو موشومة بالصليب.. وأزعم أن دقيقة واحدة كفيلة بأن تطفأ كل فتنة تشتعل إذا تذكرنا خلالها ليال قضيناها سوياً فى ميدان التحرير نردد هتافاً واحداً.. الشعب يريد إسقاط النظام.. حضر خلالها السلفى عظة الأحد واستمع المسيحى لخطبة الجمعة.. فقد كان الخطاب الدينى خلالها خطاباً وطنياً خالصاً.. خطاباً امتزجت فيه ترانيم الكنيسة مع تراتيل القرآن.. لتشكل موجة إيمانية واحدة تخلصت من كل المفاهيم الطائفية وتبلورت فى روح الثبات والصمود فى وجه نظام مبارك حتى يتحقق حلم الحرية .

احتسبنا قتلانا فى ميدان التحرير شهداء فكيف نصنف قتلى حادثة كنيسة مارمينا بإمبابة ؟

لن نرى الضحايا يسقطون من كل فريق ثم يكون عزاءنا فى ذلك كله أن يد الحزب الوطنى مازالت تلعب فى الظلام.. وأن النظام القديم يلتف فى ثورة مضادة لإجهاض ثورتنا البيضاء المجيدة.. لعله يتمكن من العودة على جثة وطن بات ينهك نفسه فى خلافات لا طائل لها ولا فائدة.. فمازلت لا أعلم ما الذى أيقظ ملف كاميليا شحاتة و فى ماذا يفيدنا إسلامها أو يضيرنا مسيحيتها ؟ مازلت لا أستوعب أن يقع شاب مسلم فى حب فتاة مسيحية.. وإن أحبها فما الضير من زواجه بها على حالها مادام ديننا يبيح ذلك ؟ حتى إذا سلمنا بافتراض أن كل ما يحدث هو صنيعة فلول النظام السابق ورجال جهاز أمن الدولة المنحل فكيف نسمح لهم بأن نكون مجرد عرائس ماريونت بأيديهم يحركونها كيف شاءوا وأينما شاءوا ؟

إن ما حدث بالأمس لا يصب فى مصلحة أى من الفريقين وإنما يصب فى مصلحة من لا يريد لهذا الشعب أن يتكاتف ليبنى بلاده من جديد.. من يريد للشعب المصرى أن يتمزق ويغدو شظايا ليسهل عليهم جمعها وإلقاءها فى سلة المهملات.. حينها لن يغفر لنا التاريخ ولا الأجيال القادمة تفريطنا فى مكتسبات ثورتنا وخيانتنا لدم الشهداء.. فقد تشظى الوطن فجأة بين مسلم ومسيحى وبين مسلم سنى وآخر شيعى أو بهائى أو صوفي.. بين متدين وعلماني.. بين مؤيد للثورة ومعارض لها.. بين شباب التحرير ومشاهير مصطفى محمود.. بين من يقول نعم لتعديل الدستور ومن يقول لا.. بين من يريدون التشفى فى الرئيس المخلوع ومن يرون احترام شيبه.. بين من يناشدون الداخلية العودة ومن لم ينسى بعد خطاياها.. بين من يدفعون عجلة الإنتاج ومن يركنون إلى الاحتجاجات الفئوية.. فهل يمكنكم بعد هذا أن تتصورن إلى أى حال آلت مصر ؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة