د. خميس الهلباوى

وهم الفتنة الطائفية

الجمعة، 13 مايو 2011 05:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يحدث من تخريب فى مصر الآن؟ وماذا يريد قادة العهد البائد القابعين منهم فى شرم الشيخ، ومازالوا يتمتعون بخيرات الشعب المصرى الذى حرم منها لأجلهم، وأذنابهم القابعين فى سجن طره تحت المحاكمة، فماذا يريدون؟

لقد سبق وأن صرح الرئيس السابق مبارك فى أيامه الأخيرة، بأنه إذا تنحى ستحدث فوضى عارمة فى مصر.

وما حدث منذ تنحى مبارك وما كشفت عنه وسائل الإعلام والحقائق المؤلمة وآخرها ماحدث فى إمبابة التى راح فيها المئات مابين قتيل وجريح، يكشف أن مانطق به الرئيس المخلوع إنما كان يقصد به مخططا نسجا أعد قبل تنحى الرئيس السابق، وانكشفت خيوطه الآن وهى تتمثل فى فلول مباحث أمن الدولة وأذنابهم ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين، وهم أبعد مايكونون عن دين الإسلام السمح، والبلطجية التابعين لوزارة الداخلية السابقة بوزيرها السابق.

إن مصر الآن تشهد فوضى عارمة مخطط لها مسبقا، من فلول النظام البائد وتدار من شرم الشيخ ومن سجن طره.

فما هو الواجب علينا الآن؟

لقد اختار المخططون للفوضى، إشعال الفتنة الطائفية بين عنصرى الأمة من مسلمين ومسيحيين بدءا بحرق كنيسة صول، ومروراًً بأحداث البلطجة فى شارع أحمد عبد العزيز، ثم ما حدث فى كنيسة مارمينا بإمبابة من مجزرة راح ضحيتها العديد من القتلى ومئات الجرحى.

ثم شرفنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالموافقة على المرسوم المقدم من مجلس الوزراء بشأن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وأضاف المرسوم فى مادته الأولى بابا جديداً إلى أبواب الكتاب الثالث، من قانون العقوبات يتكون من مادتين برقمى 375 و375 مكرراً (أ)، وهو الباب السادس عشر بعنوان (الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة "البلطجة") وهو قرار سيردع كل من يحاول اتباع أساليب البلطجة، ثم قرار تحويل جميع الذين يقومون بمثل هذه الأعمال إلى المحاكم العسكرية السريعة وفقا لقانون الأحكام العرفية.

وواجب الشعب الآن هو القيام بالمصالحة الوطنية بين جميع المواطنين لإطفاء نار الفتنة، وجعلها رمادًا، ويعود الناس إلى الإنتاج والإنتاج فقط، وإلى إيجابيات الثورة، حتى يبدأ الجميع عهدًا جديدًا، للقيام بالمزيد من الإنجازات، فى عهد حكومة جديدة وهى حكومة عصام شرف، التى نأمل أن يقوم الشعب المصرى بشد أزرها.

إن المطلوب من الشعب المصرى فى هذه المرحلة التماسك والترابط والتلاحم والتسامح الذى جعل أبناء الوطن الواحد، يقفون كالبنيان المرصوص كما قاموا ضد النظام الفاسد الجائر، فى ثورة 25 يناير 2011.

يجب على جميع المصريين من جميع الفئات والمشارب نشر ثقافة الحب لا البغض، والتسامح لا التعصب، والرِّفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، متأكدين ومؤكدين أن ما يحدث من مشاكل إنما هى محاولات مستميته من أذناب العهد البائد، عن طريق إيهام الشعب بالفتنة الطائفية غير مجودة، إن ثورة 25 يناير استمرت حتى يوم 11 فبراير بدون حرق كنيسة ولا مسجد، وهذا دليل على عدم وجود فتنة طائفية فقد اختلطت دماء الشباب المسلم مع الشباب المسيحى فى ميدان التحرير، كما اختلطت سابقا فى ميادين الدفاع عن أرض وشرف مصر، والآن تختلط من جديد فى إمبابة لتعبر عن وحدة الشعب المصرى.

إن ثورة 25 يناير لم يشهد لها التاريخ مثيلا، على مستوى العالم، وهى الثورة التى وصفت بالثورة البيضاء، فلا تجهضوها ولا تلوثوها ولاتدعون أحدا يفعل ذلك.

إن الشعب المصرى بمسيحييه ومسلميه قوة لن يستطيع مدع أن يدلف ليفرق بينهما، لأن الجميع يؤمن بأن "الدين لله والوطن للجميع" فلا يجب أن ننسى هذا أبداً.

وهنا أنوه على بعض ادعاءات بعض الإخوة المسلمين المخيفة، كالدعوة لإقامة "الولايات المتحدة الإسلامية" وهو كلام غير مسئول، وأفكار لا تجد صدى عند غالبية المسلمين.

وعلى أصحاب المطالب الفئوية التحلى بالصبر، حتى نضيع على الثورة المضادة فرصتها فى إجهاض ثورتنا البيضاء، لأنهم فى حالة الامتناع عن العمل، وإعاقة الإنتاج ستكون النتائج وخيمة على الجميع، وليس هذا هو المطلوب الآن، والمطلوب الآن هو أن يعلم كل فرد فى المجتمع أنه بمثابة ترس فى آلة الإصلاح والتنمية حتى نصل إلى النتائج المرجوة للثورة.

إننا ندعوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن يستمر فى القيام بدوره فى حفظ التوازن، ويحرس الأمانة التى وكلت إليه، وأن يضرب بكل قوة وشدة على أيدى المخربين والبلطجية، مهما كانت مشاربهم، حتى نصل بمصر إلى المنزلة المنشودة بين الأمم.

* دكتوراه فى إدارة الأعمال ورجل أعمال.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة