هدى زكريا تكتب: أصابع حبيب العادلى فى أحداث إمبابة

الجمعة، 13 مايو 2011 07:55 م
 هدى زكريا تكتب: أصابع حبيب العادلى فى أحداث إمبابة هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من الطبيعى أن تتجه نحوه أصابع الاتهام، فمن نجح فى سرقة فرحتنا ونحن نستقبل العام الجديد قادر على محوها من وجوه كادت أن تبتسم فرحا بنجاح ثورتها واستعدادا لبناء مصرها من جديد، إنها لعنة حبيب العادلى، جاءت تطاردنا بعدما صدر قرار بحبسه 12 عاما وتغريمه 22 مليون جنيه، إنها لعنة حبيب العادلى الذى تربت وتغذت على يده ويد من سبقوه التيارات السلفية التى أصبحت الآن بمثابة الناب الأكثر حدة فى أنياب الديمقراطية، التيارات التى اعتمد عليها النظام السابق فى محاربة كل قوى سياسية تظهر على الساحة مخالفة لمبارك وبالتحديد قوة الإخوان المسلمين، لا أستبعد أن يكون قد استعان بهم العادلى من جديد للنيل من الثورة وإثبات أننا على خطأ وهم الصواب.

هكذا ذهبت بى الظنون فى الساعات الأولى من اشتعال أحداث أمبابة، رأيت السيناريو يتكرر ثانية ، لا يختلف تماما عن سيناريو كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، نفس الوجوه المستفزة ترفع لافتات الإفراج عن إخوتنا المسلمات الأسيرات، وكأنهن محتجزات لدى إسرائيل أو خلف بروج مشيدة.

فكرت كثيرا وتراجعت عن نظرية المؤامرة على العادلى وحده، وإن كان قد ساهم فى هذا الظن عندى تاريخ أمن الدولة المعروف فى إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين والذى قرأنا جميعا سطوره بعد نجاح ثورتنا الطاهرة، فوجدنا كيف كان هذا الجهاز المنحل يتلذذ وهو يرى أبناء الوطن الواحد يتراشقون بالرصاص والحجارة، شاهدناه يضع قدما على الأخرى وصوت ضحكاته تملأ السماء عندما تبدلت نظراتنا الصافية الجميلة لأخرى متربصة وقلقة، عرفناه فرحا بما وصلنا إليه وزاعما أن بدونه ستذهب مصر بلا رجعة.

فكرت فوجدت أن المشكلة ليست فى الجهاز المنحل وحده أو العادلى المحبوس فحسب، بل هى فى ثقافة شعب أبى أن يغيرها، فى نظرة فئة ترى أنها على حق ومن دون ذلك كافرا، فى لسان لا يقبل الحديث مع الآخر أو مناقشته، المشكلة فى هؤلاء أصحاب المواقف والأيدلوجيات المتناقدة الذين يصنعون "الكدبة" ويصدقونها ويروجون لها ليكون بعد ذلك كل عمل إجرامى ارهابى يقومون به له مبرر فى وجهة نظرهم.

ما يحدث الآن يثير لدى كثيرا من علامات الاستفهام أهمها لمصلحة من كل هذا؟، وهل حقا كل ثورة يعقبها حالة من البلبلة لابد أن تنتهى يوما؟، وهل سيصدق الإخوة السلفيون أن وفاء وكاميليا وعبير لسن مسلمات أسيرات وأن هناك ما هو أهم للانشغال به؟، مهما كانت إجابات تلك الأسئلة التى ستضعها الأيام القليلة القادمة، فالمؤكد أننا لن نكره الثورة ولن نكره مصر ما بعد مبارك؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة