مينا عفت عزيز يكتب: البقر هم السبب

الجمعة، 13 مايو 2011 04:30 م
مينا عفت عزيز يكتب: البقر هم السبب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نسكن فى عمارة متعددة الطوابق، وبكل طابق عدة شقق ينتج من ذلك عدد كبير من الشقق التى يسكنها الكثير من الأشخاص مختلفى الاتجاهات والتعليم والفكر.

واعتاد أن يأتى إلينا قديما بائع لبن، وبطبيعة الحال كان عدد من السكان لا يشتروا منه، إما من كانوا يتعاملون معه فلم يكونوا يعلمون أنه يغش فى اللبن، وهى الحقيقة التى علمها كل السكان بعد ذلك، ثم لم يلبث مجموعة من السكان أن تجمعوا وأخذوا يقدمون الشكاوى فيه، بل ويطالبونه بالتعويض والاعتذار، فى حين أخذ البعض من السكان الآخرين فى التماس الأعذار له، بأنه لم يكن يعلم أن اللبن الذى يقدمه لزبائنه فاسد، وأن السبب فى ذلك هم "البقر".

ثم تمت الاستجابة إلى مطالبهم، ومنع من بيع اللبن، وأتى بائع آخر ليحل محله، ولكن السكان حتى الذين لم يكونوا يتعاملون مع السابق أخذوا يتصيدون له الأخطاء ورفضوا هذا الرجل مجددا، ليس لذنب إلا أنه يضع اللبن فى كيس شفاف، وهم يريدونه فى كيس ملون، وعندما تناقش معهم وقال لهم إن ما يبيعه من لبن جيد وغير فاسد وموضوع لون الكيس هذا سوف يتم حله، ولكن يحتاج إلى بعض الوقت، عندها تعالت أصواتهم أكثر فهم علموا أن أصواتهم وصلت له، وهو بذلك يبرر موقفه لأنه قد يكون فى موضع اتهام، وعندما لم يرد على مطالبهم بالاستجابة الفورية اعتصموا فى عمارتهم، ثم أخذوا يهددون بهدم هذه العمارة "عمـــــــــارتهم"، إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

اتفقنا أم لم نتفق إنها حماقة ليست لها مثيل، إلا أن مطالبهم قد استجابت.

ولكن المشكلة تكمن الآن فى مطالب كل شقة على حدة، هل لأن القلة فى العمارة يريدون منتجات البان نظيفة يهللون ويسيرون صخبا وضوضاء، ولو فكروا للحظة لوجدوا أن الأصل فى ذلك وهو اللبن أصبح غير فاسد، فلماذا هذا الانزعاج؟ أم أنهم فرحوا بصوتهم العالى، ويريدون مجرد التقليد، والسير على درب من قيل عنهم أنهم كانوا على حق، أم أنه وقت لتصفية حسابات قديمة أم ماذا؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة