حمدى رسلان يكتب: إمبابة ليست آخر جولة

الجمعة، 13 مايو 2011 09:36 م
حمدى رسلان يكتب: إمبابة ليست آخر جولة صورة من احداث امبابة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القنابل الموقوتة مازالت منتشرة فى ربوع مصر بأكملها؛ وانفجارها محتمل بين الحين والآخر؛ لأننا حملنا بعد 25 يناير ميراثاً مثقلاً بالمشاكل؛ وشعب متفتت بين رغباته المكبوتة وعقدة الاضطهاد المتسببة فى كل ما يحدث من تمرد من جميع الفئات.

فالمسيحيون يشعرون بأنهم أقلية، وليس لهم صوت مسموع، ومحرومون من حقوق كثيرة، وأن المسلمين كالوحوش سينقضون عليهم من وقتٍ لآخر، وأنهم يحاولون استمالة شبابهم وفتياتهم للإسلام، ولذلك حوّلوا الكنائس لمعتقلات وسجون، كما حوّلها لثكنات عسكرية للدفاع عن أنفسهم كما يظنون هم، وهذا بالطبع ما زرعه النظام السابق فى أنفسهم.

ولكن مخطئ من يظن أن الفتنة الطائفية تحدث بين المسيحيين والمسلمين فقط، بل من الممكن أن تكون بين طوائف أخرى من الشعب المصرى عاشت مهمّشة لسنوات طويلة، وتعانى من حرمان فى الخدمات الأساسية، وضياع لحقوقهم التى كفلها لهم الدستور.

فمثلاً أهل النوبة يشعرون بالاضطهاد والتجاهل من الدولة وعدم احترام رغباتهم وتلبية مطالبهم بالعودة إلى أراضيهم القديمة، ويشعرون أنهم منفصلون عن مصر أو مصر منفصلة عنهم، وبذلك قد يأتى وقت تنهار فيه مقاومتهم لرغبة الانفصال والشعور بالذات، ويقدمون على عملٍ ما حتى يشعر الجميع بوجودهم.

وأهل الصعيد المهمّشون من كل برامج التنمية، والذين يعيشون كأنهم فى العصور الوسطى، حتى رغبات الاختيار لا تتوفر لهم، ومشكلة محافظة قنا نموذج مصّغر لقدرة أهل الصعيد على تحدى الشمال والانفصال وقتما شاءوا، وعلى المسئولين الانتباه بسرعة لمشاكلهم الكلية، وليست مشكلة المحافظ فقط.

ومشكلة بدو سيناء، الذين يمنعون أيضاً من تملك الأراضى التى يعيشون عليها، ولا يسمح لهم إلا (بحق الانتفاع) فكيف تطلب من هؤلاء الولاء والقانون المصرى يعاملهم كأغراب، أو مواطنين من الدرجة الثانية.

ومشكلة الجماعات الإسلامية متعددة الاتجاهات، والتى عاشت داخل معتقلات العادلى وما قبله من وزراء الداخلية، لمجرد التزامهم بالدين، أو انحرافهم قليلاً عن مبادئه، أو أنهم كانوا لعبة فى يد نظام السبعينيات لتحقيق القضاء على الشيوعية داخل الجامعات المصرية.

فبدلا من إصلاح فكر هؤلاء، والسماح لهم بالذوبان فى المجتمع، زج بهم إلى السجون والمعتقلات لسنوات وسنوات، ليخرجوا من السجن وقد تملكتهم فكرة المطالبة بحقوقهم فى وجود دور لهم فى إدارته، مقابل سجنهم واعتقالهم تلك السنوات الطويلة.

والفلاحون الذين يعانون من ديون بنك التنمية والائتمان الزراعى، والذى يطالبهم بأضعاف أضعاف ما اقترضوه من أموال، وأصبحوا على شفا السجون، فلا أحد يلومهم فى ظل غياب سلطة القانون ورجال الداخلية على أن يتقدموا بفعل شىء يسمع صوتهم لأصحاب القرار حتى يتم إنقاذهم من السجن.

وفى ذيل القائمة ممكن أن أذكر فلول النظام السابق وتوابعه، وهم يجرون محاولات يائسة للهروب من المساءلة لمن منهم خارج السجن الآن وفى انتظار دوره ليكتشف المجتمع سرقته، وبعض الفلول تأتى بأوامر من رجال النظام من داخل سجن طره، رغبة فى الانتقام، وإشاعة حالة من الفوضى العارمة مثل 28 يناير على أمل أن يحدث معهم كما حدث مع السجناء الهاربين، ويتمكنوا من الفرار إلى خارج السجن ثم إلى خارج البلاد.

اللعبة كبيرة وأكثر من كونها فتنة بين مسيحى ومسلم، ولكنها فتنة بين طوائف الشعب بأكمله، يزرعها خبثاء، وينفذها جهلاء، ولا أدعو غير الله أن يرفع هذا البلاء، للحفاظ على الثورة من أصحاب المصالح والأهواء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة