حكاية مسلم تزوج مسيحية أو العكس أو أى خناقة عادية بين مسلم ومسيحى وتحويلها فجأة إلى فتنة طائفية بجد بقى فيلم هندى لو استمر هنتحول إلى عراق لبنان ويمكن نتفكك زى الصومال، وساعتها محدش يلوم إلا نفسه. السبب إن احنا مش عارفين إيه اللى بيحصل بالضبط، مرة كاميليا ومرة الأضرحة، حتى الفسيخ والبيض ما سلمش منهم، وبعدين حيقولوا الآثار، كمان حكاية مسجد النور اللى عملوا خناقة داخله، وهو بيت من بيوت الله ومحرم فيه العراك والتناحر.
الحكاية وما فيها أن أعوان الشيطان يتحرقون شوقا يريدون أن ينهشوا فى البلد وحرق مصر بفتنة طائفية، الدليل أن موضوع كاميليا انزوى بعد الثورة لكنهم ولعوها وحرقوا الكنيسة فى صول وبعدها المقطم، وبعدها قنا ثم أبو قرقاص فى المنيا عارفين سببها ايه؟ علشان مطب صناعى قدام بيت مسيحى زعل الجيران فقامت خناقة والخسائر بالملايين غير القتلى والجرحى من الطرفين.
شوف يا صاحبى لما أقولك النظام الفاسد البائد خرب عقول الناس وحرمهم من نعمة التفكير والعقل، فهل فعلا هؤلاء الناس يعرفون حقا الإسلام وسماحته وأن المسلم الحق كيس فطن يخاف على بلده من الفوضى وعدم الاستقرار والفتن ويراعى الأولويات ويغلب المصالح على المفاسد، وأن التظاهر كل شوية علشان موضوع حييجى من ورائه ضررا أكيدا، يبقى غلط اللى بتعملوه وكاميليا مش فارقة مسلمة أو مسيحية لأن الإيمان فى القلب مش باللسان واللى يعرف ربنا بجد هو اللى ينشر الحب والسلام بين الشعوب ويبعدهم عن التعصب والكراهية، ياجماعة اللى بيحصل ده مش فى صالح الإسلام والمسلمين.. ولا لصالح البلد، الحكاية وما فيها أننا نعيش فى إرهاب فكرى وإقصاء وقصور بمعنى الكلمة الكل يردد أكلشيهات وشعارات وبس، اللى بيحصل دا تأصيل لمفاهيم الفتونة والصوت العالى واحنا بنجرى وراء التوافه من الأمور ولا نفعل غير الجعجعة هنا أو هناك والحكاية مش ناقصة لأننا وصلنا إلى حالة مرعبة من الشيزوفرينيا الاجتماعية والفراغ الفكرى والتدين المزعوم وأصبحنا لا نقبل الآخر ولا حتى نشعر بوجوده ولا نريده.. المشكلة أننا حتى الآن لم نفهم قيمة وعظمة الثورة اللى فجرها الشباب التى يجب ان نحافظ عليها، كما يحافظ المرء على عينيه.
كفاية بقى تشدد اللى رجعنا لعصور الظلام والفساد والتخلف اللى بنعيشه منذ سنوات وجعل المشكلات والتحرشات بين المسلمين والمسيحيين مثل شرب الشاى أو تدخين الشيشة حاجة عادية خالص.
عارفين ليه بنقول مصر أم الدنيا؟ لأنها أول وأقدم حضارة وتاريخها يشمل الدنيا وما فيها فرعونى بطلمى يونانى رومانى قبطى إسلامى كل هذه حضارات وممالك شهدتها مصر على مر تاريخها.
مصر كانت قبطية الحضارة لمدة 600 عام- ستة قرون من الزمان -كانت فيها للحضارة القبطية تاريخ وعلوم وعمارة وكنائس أثرية ولغة اسمها اللغة القبطية لها قواعد وأصول، ويجب أن نحترم ده لأن الخلفاء والحكماء احترموه وقدروه.
شوف يا صاحبى لما أقولك أنا عشت فى إنجلترا فترة من الزمن، هناك عرفت أن مصر سلة الحضارات.. حتقولى ازاى؟ حقولك.. كنت فى حوار مع زميلة بريطانية وبعدين قلت لها: شغلك ممتاز.. بسرعة قالت لى : Touch wood تاتش وود (امسك الخشب) وطبعا هذه العبارة يرددونها كثيرا خوفا من الحسد.. بس هى سألتنى: انتم المسلمون عندكم أكيد بتقولوا حاجة بدلها.. قلت لها: لا.. بنقولها هى هى، قالت: تقولون امسك الخشب؟ قلت: نعم.. قالت مستغربة: المسلمون بيقولوا امسك الخشب معقولة، قلت: أيوه.. قالت: انت عارف إن الخشب المقصود هوخشب الصليب، إننا نعتقد فى قوة خشب الصليب على المخلوقات الشريرة كمصاصى الدماء ممن لا يموتون فى الأساطير إلا به، ويخرج الجن ويحفظ من الحسد وشر السحر.
• نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة