الصحف الأمريكية: ارتفاع معدلات الجريمة فى مصر يهدد الانتقال الديمقراطى.. والربيع العربى يتحول إلى صيف قاتم.. ونشطاء يفضحون ضباط أمن الدولة على الإنترنت
الجمعة، 13 مايو 2011 01:52 م
إعداد: ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز:
ارتفاع معدلات الجريمة فى مصر يهدد الانتقال الديمقراطى
تسلط الصحيفة الضوء على الأوضاع الأمنية فى مصر، وتقول إن هناك موجة من الجريمة التى تثير خوف الناس فى جميع أنحاء البلاد، كما أنها تثير ذعر الشرطة أيضا، وتشير الصحيفة إلى إحدى حوادث تبادل إطلاق النار فى أحد أقسام الشرطة وهروب السجناء فى ظل غياب الشرطة، ثم تقول إنه بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بالرئيس مبارك، فإن هناك موجة من الجريمة تظهر فى مصر تمثل تهديداً للانتقال الموعود نحو الديمقراطية فيها.
ويقول سياسيون ورجال أعمال ونشطاء فى مجال حقوق الإنسان إنهم يخشون من أن زيادة وتيرة الاضطرابات، بدءاً من أحداث الفتنة الطائفية وحتى الشغب فى مباريات كرة القدم، ستؤدى إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادى أو الأسوأ أنه يستدعى حملة قمعية استبدادية.
ففى خلال الأسبوعين الماضيين، وقعت خمس محاولات لاقتحام السجون فى القاهرة، نجحت ثلاثة منها على الأقل، ويقول أحد كبار المسئولين بوزارة الداخلية، الذى رفض الكشف عن هويته، إن هناك محاولات أخرى تقع كل يوم.
ويرى محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح لانتخابات الرئاسة، إن الأمور تسير من سيىء إلى أسوأ، ويتساءل أين ذهبت الشرطة والجيش. وتشير الصحيفة إلى أن الإجابة عن هذا السؤال هى إرث الثورة. فقد كان الغضب الشعبى من ممارسات الشرطة سبباً فى انطلاق المظاهرات الاحتجاجية التى تم خلالها تدمير الكثير من أقسام الشرطة.
من ناحية أخرى، علقت الصحيفة على بيان الحكومة الذى صدر فى أعقاب الاجتماع الطارئ لمناقشة أحداث إمبابة، والذى جاء فيه أن الحكومة تدعم الشرطة فى استخدام كل الإجراءات القانونية بما فيها استخدام القوة للدفاع عن أنفسهم وعن أقسام الشرطة وأماكن العبادة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا البيان كان استثنائياً من قبل رئيس الحكومة عصام شرف، لأنه كان من المتوقع أن تقوم الشرطة بهذا الأمر ببساطة، ويرى بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إن هذه هى أول مرة تضطر فيها الحكومة إلى القول "إنها تدعم الشرطة بشكل كامل"، وهو مؤشر على مدى خطورة المشكلة.
وتلفت نيويورك تايمز إلى أن الكثير من المصريين، بينهم ضابط شرطة سابق، يرون أن الشرطة لم تعرف سوى طريق واحد لمحاربة الجريمة، وهو الوحشية والتعذيب. فيقول محمود قطرى، ضابط الشرطة السابق الذى ألف كتاباً ينتقد فيه استخدام القوة، إن أفراد الشرطة كانوا يعاملون الناس كما لو كانوا حشرات، فتخيلوا عندما تستيقظ هذه الحشرات الآن وتتحداهم وتذلهم، فأصبح رجال الشرطة يشعرون بالانكسار.
وتوضح الصحيفة أن الارتفاع فى معدلات الجريمة يتناقض بشكل ملحوظ مع ما كان عليه الحال فى دولة مبارك البوليسية، عندما كانت الجريمة العنيفة نادرة نسبياً، ولم يكن كثيرون يخشون السير وحدهم ليلاً، لكن مصر أصبحت الآن أشبه بنيويورك على حد وصف هشام فهمى، رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر.
وهناك من يرون أن فى غياب الشرطة عن الشارع مؤامرة، ومن بين هؤلاء شادى الغزالى حرب، أحد منظمى مظاهرات ميدان التحرير الذى يعتقد أن هذا الأمر متعمد.
حماس تحاول إقناع الغرب بتغيرها واعتدالها
فيما يتعلق بالشأن الفلسطينى، قالت الصحيفة إن حركة حماس، فى إطار استعدادها للانضمام لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ترسل إشارات إلى الغرب للدلالة على اعتدالها، حيث تحدث مسئولو الحركة عن المصالحة مع الغرب ووقف العداوات المسلحة مع إسرائيل، بل وحتى التلميح إلى نوع من التسوية السياسية مع الدولة العبرية. وفى حين أن إسرائيل ليست مقتنعة، فإن هناك آمالا لدى بعض الدوائر الفلسطينية أن الجماعة المدعومة من إيران ستصبح جزءاً مقبولا بشكل أكبر فى المعادلة الدبلوماسية للشرق الأوسط.
ويقول غازى حماد، نائب وزير الخارجية فى حكومة حماس بقطاع غزة، إن على العالم أن يدرك أن حماس قد أجرت الكثير من التغييرات، ويجب ألا يهرب المجتمع الدولى من هذه التغييرات.
ورغم ذلك، فستكون هناك بعض الثوابت، فحتى حماس بعد اعتدالها لن تقبل بصراحة إسرائيل، كما يطالبها العالم، ولن تقوم بتفكيك ترسانتها من الأسلحة، والإسرائيليون يتشككون فى نوايا حماس الآن بشكل أكبر.
غير أن المجتمع الدولى قد تجاهل أغلبه دعوات إسرائيل لعزل الحكومة الجددية، وأبدى رغبته فى السماح لحماس لكى تثبت أنها تغيرت بالفعل.
ويقول مسئولو حماس ومحللون من خارجها إن الحركة قد تعلمت بعض الدروس المريرة خلال حكمها المستمر منذ أربعة سنوات لقطاع غزة، فهناك انطباع بأن الحصار، الذى سبب صعاباً كثيرة فى القطاع، وكذلك الهجوم الإسرائيلى على غزة قبل عامين إلى جانب الثورات التى اجتاحت العالم العربى أثرت فى طريقة تفكير حماس.
ويشير هانى مصرى، المعلق الفلسطينى الذى كان يتوسط أحيانا بين حماس وفتح أن الأولى قد أدركت أنها حتى تقود الفلسطينيين يجب أن تحظى بالقبول من جانب المجتمع الدولى وتحديداً الغرب.
ويؤكد المحلل السياسى وأستاذ العلوم السياسية بكلية لندن للاقتصاد، على تغير حركة حماس، مشيراً إلى أن دعم الرأى العام الفلسطينى للتسوية مع إسرائيل والثورة فى مصر قد أثرا على الحركة بشكل كبير، فتوصلت إلى نتيجة مفاداها أن التسوية مع إسرائيل هى الطريق الوحيد الذى يمكن أن تسير فيه.
واشنطن بوست:
الربيع العربى يتحول إلى صيف قاتم
علقت الصحيفة على التغييرات التى يشهدها الشرق الأوسط، وقالت إن الربيع العربى يبدو وكأنه يتحول إلى صيف قاتم، وتوضح الصحيفة مقصدها بالقول إنه عندما بدأت الثورات الشعبية تندلع فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط فى وقت مبكر من هذا العام، كان تدفق الحماس الديمقراطى سريعاً، فأطلق عليه اسم مرحلة الربيع العربى، وهى الكلمة التى أثارت تفاؤلاً بشأن ما بدا أنه عهد جديد من الحرية والأمل، لكن هذا الربيع تحول إلى صيف، وتأخذ الأحداث فى جميع أنحاء المنطقة منعطفاًُ أكثر قتامة بدا معه أن احتمال وجود مستقبل أكثر إشراقاً لا يبدو مضموناً بهذه السهولة.
فالإطاحة السريعة برئيسى مصر وتونس، أعقبها أشهر من إراقة الدماء والوحشية فى جميع أنحاء العالم العربى، الأمر الذى يؤكد على السلطة التى لا يزال الحكام الطغاة يمارسها بعد عقود من الاستبداد.
ويقول سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة فى قطر قوله، إننا نتجه سريعا نحو مفترق طرق، حيث يوجد طريقان أحدهما يؤدى إلى التغيير والإصلاح والآخر يؤدى إلى القمع، وسيكون الطريق طويلاً ودموياً وربما يستغرق الأمر عددا من السنوات.
واستعرضت الصحيفة تطورات الأحداث فى الدول العربية التى تشهدت اضطرابات سياسية، بدءاً من البحرين وحتى سوريا، وفيما يتعلق بمصر، قالت إن الصدامات الطائفية المميتة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر أصبحت تذكرة واقعية بأن القوى الإيجابية وكذلك السلبية قد أُطلق عنانها بعد الإطاحة بالحكومات الديكتاتورية، وحتى فى تونس الصعيرة، التى بشرت بالتغيير عندما أجبر رئيسها زين العابدين بن علىّ على الهروب فى يناير الماضى، فإن الانتخابات التى من المقرر أن تجرى فى يوليو القادم تدور حولها الشكوك ولا تزال الاحتجاجات مستمرة فى الشوارع بسبب الإحباط من بطء وتيرة التغيير.
ويرى المحلل السياسى الأردنى لبيب قمحاوى إن الأمور لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، فلقد رأينا تغييراً جذرياً، وعرف الناس الحرية ولا يمكن العودة مرة أخرى، أما رامى خورى، من الجامعة الأمريكية ببيروت، فيقول إن التغييرات التى شهدتها المنطقة فى غضون أشهر قليلة كانت مذهلة جداً لدرجة أن رد فعل العالم المتردد وغير المتناسق إزاءها يبدو مفهوماً، ولذلك يجب أيضا أن تُغفر الأخطاء والهفوات فى المنطقة التى تترنح نحو ما يعتقد الكثيرون أنه مستقبل لا رجعة فيه.
نشطاء يفضحون ضباط أمن الدولة على الإنترنت
لسنوات طويلة، كان جهاز أمن الدولة يقوم بإعداد ملفات سرية عن أى شخص يعتبرونه خطراً على النظام، والآن، وبعد أن ذهب مبارك، يقوم النشطاء بجمع ملفات من كانوا يعذبونهم فيما مضى، ويفعلون ذلك من خلال وسيلة قاسية وهى الإنترنت.
حيث يتم نشر أسماء وصور لمن يرتبطون بمزاعم فساد على الإنترنت، وأى شخص لديه إضافة يمكن يكتب تعليقاً مثلما يفعل كثير من مستخدمى ويكيبيديا، فما كان عالم مظلماً من السجون والتعذيب يظهر ببطء على السطح على الرغم من أن عناصر أمن الدولة كانوا يقومون بتعصيب أعين السجناء أثناء احتجازهم، بحيث لا يمكنهم أن يروا ما يحدث.
ويقول الناشط حسام الحملاوى إن الدائرة قد دارت عليهم، وأشار إلى أنه سيقوم بإجراء تحقيقات عن هؤلاء الذين عذبوا النشطاء من قبل وسينشرون كافة المعلومات عنهم، وكان النشطاء قد حصلوا فى مارس الماضى على قدر كبير من الصور من داخل جهاز أمن الدولة، تخص الضباط أثناء عملهم ولهوهم، بعضها يظهر فيه مسئولون أمنيون وهو يبتسمون فى حفلات الزفاف، وأخرى يحدقون فيها فى الكاميرا أثناء عملهم.
وتم نشر هذه الصور على الإنترنت ومعها مزاعم بشأن ما كان الضباط يفعلونه أثناء سنوات حكم مبارك، وتشمل الاتهامات قطع الإنترنت فى جميع أنحاء البلاد أثناء المظاهرات، وتتبع مكالمات الهواتف وضرب الناس وتعذيبهم بالكهرباء أثناء احتجازهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
ارتفاع معدلات الجريمة فى مصر يهدد الانتقال الديمقراطى
تسلط الصحيفة الضوء على الأوضاع الأمنية فى مصر، وتقول إن هناك موجة من الجريمة التى تثير خوف الناس فى جميع أنحاء البلاد، كما أنها تثير ذعر الشرطة أيضا، وتشير الصحيفة إلى إحدى حوادث تبادل إطلاق النار فى أحد أقسام الشرطة وهروب السجناء فى ظل غياب الشرطة، ثم تقول إنه بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بالرئيس مبارك، فإن هناك موجة من الجريمة تظهر فى مصر تمثل تهديداً للانتقال الموعود نحو الديمقراطية فيها.
ويقول سياسيون ورجال أعمال ونشطاء فى مجال حقوق الإنسان إنهم يخشون من أن زيادة وتيرة الاضطرابات، بدءاً من أحداث الفتنة الطائفية وحتى الشغب فى مباريات كرة القدم، ستؤدى إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادى أو الأسوأ أنه يستدعى حملة قمعية استبدادية.
ففى خلال الأسبوعين الماضيين، وقعت خمس محاولات لاقتحام السجون فى القاهرة، نجحت ثلاثة منها على الأقل، ويقول أحد كبار المسئولين بوزارة الداخلية، الذى رفض الكشف عن هويته، إن هناك محاولات أخرى تقع كل يوم.
ويرى محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح لانتخابات الرئاسة، إن الأمور تسير من سيىء إلى أسوأ، ويتساءل أين ذهبت الشرطة والجيش. وتشير الصحيفة إلى أن الإجابة عن هذا السؤال هى إرث الثورة. فقد كان الغضب الشعبى من ممارسات الشرطة سبباً فى انطلاق المظاهرات الاحتجاجية التى تم خلالها تدمير الكثير من أقسام الشرطة.
من ناحية أخرى، علقت الصحيفة على بيان الحكومة الذى صدر فى أعقاب الاجتماع الطارئ لمناقشة أحداث إمبابة، والذى جاء فيه أن الحكومة تدعم الشرطة فى استخدام كل الإجراءات القانونية بما فيها استخدام القوة للدفاع عن أنفسهم وعن أقسام الشرطة وأماكن العبادة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا البيان كان استثنائياً من قبل رئيس الحكومة عصام شرف، لأنه كان من المتوقع أن تقوم الشرطة بهذا الأمر ببساطة، ويرى بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إن هذه هى أول مرة تضطر فيها الحكومة إلى القول "إنها تدعم الشرطة بشكل كامل"، وهو مؤشر على مدى خطورة المشكلة.
وتلفت نيويورك تايمز إلى أن الكثير من المصريين، بينهم ضابط شرطة سابق، يرون أن الشرطة لم تعرف سوى طريق واحد لمحاربة الجريمة، وهو الوحشية والتعذيب. فيقول محمود قطرى، ضابط الشرطة السابق الذى ألف كتاباً ينتقد فيه استخدام القوة، إن أفراد الشرطة كانوا يعاملون الناس كما لو كانوا حشرات، فتخيلوا عندما تستيقظ هذه الحشرات الآن وتتحداهم وتذلهم، فأصبح رجال الشرطة يشعرون بالانكسار.
وتوضح الصحيفة أن الارتفاع فى معدلات الجريمة يتناقض بشكل ملحوظ مع ما كان عليه الحال فى دولة مبارك البوليسية، عندما كانت الجريمة العنيفة نادرة نسبياً، ولم يكن كثيرون يخشون السير وحدهم ليلاً، لكن مصر أصبحت الآن أشبه بنيويورك على حد وصف هشام فهمى، رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر.
وهناك من يرون أن فى غياب الشرطة عن الشارع مؤامرة، ومن بين هؤلاء شادى الغزالى حرب، أحد منظمى مظاهرات ميدان التحرير الذى يعتقد أن هذا الأمر متعمد.
حماس تحاول إقناع الغرب بتغيرها واعتدالها
فيما يتعلق بالشأن الفلسطينى، قالت الصحيفة إن حركة حماس، فى إطار استعدادها للانضمام لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ترسل إشارات إلى الغرب للدلالة على اعتدالها، حيث تحدث مسئولو الحركة عن المصالحة مع الغرب ووقف العداوات المسلحة مع إسرائيل، بل وحتى التلميح إلى نوع من التسوية السياسية مع الدولة العبرية. وفى حين أن إسرائيل ليست مقتنعة، فإن هناك آمالا لدى بعض الدوائر الفلسطينية أن الجماعة المدعومة من إيران ستصبح جزءاً مقبولا بشكل أكبر فى المعادلة الدبلوماسية للشرق الأوسط.
ويقول غازى حماد، نائب وزير الخارجية فى حكومة حماس بقطاع غزة، إن على العالم أن يدرك أن حماس قد أجرت الكثير من التغييرات، ويجب ألا يهرب المجتمع الدولى من هذه التغييرات.
ورغم ذلك، فستكون هناك بعض الثوابت، فحتى حماس بعد اعتدالها لن تقبل بصراحة إسرائيل، كما يطالبها العالم، ولن تقوم بتفكيك ترسانتها من الأسلحة، والإسرائيليون يتشككون فى نوايا حماس الآن بشكل أكبر.
غير أن المجتمع الدولى قد تجاهل أغلبه دعوات إسرائيل لعزل الحكومة الجددية، وأبدى رغبته فى السماح لحماس لكى تثبت أنها تغيرت بالفعل.
ويقول مسئولو حماس ومحللون من خارجها إن الحركة قد تعلمت بعض الدروس المريرة خلال حكمها المستمر منذ أربعة سنوات لقطاع غزة، فهناك انطباع بأن الحصار، الذى سبب صعاباً كثيرة فى القطاع، وكذلك الهجوم الإسرائيلى على غزة قبل عامين إلى جانب الثورات التى اجتاحت العالم العربى أثرت فى طريقة تفكير حماس.
ويشير هانى مصرى، المعلق الفلسطينى الذى كان يتوسط أحيانا بين حماس وفتح أن الأولى قد أدركت أنها حتى تقود الفلسطينيين يجب أن تحظى بالقبول من جانب المجتمع الدولى وتحديداً الغرب.
ويؤكد المحلل السياسى وأستاذ العلوم السياسية بكلية لندن للاقتصاد، على تغير حركة حماس، مشيراً إلى أن دعم الرأى العام الفلسطينى للتسوية مع إسرائيل والثورة فى مصر قد أثرا على الحركة بشكل كبير، فتوصلت إلى نتيجة مفاداها أن التسوية مع إسرائيل هى الطريق الوحيد الذى يمكن أن تسير فيه.
واشنطن بوست:
الربيع العربى يتحول إلى صيف قاتم
علقت الصحيفة على التغييرات التى يشهدها الشرق الأوسط، وقالت إن الربيع العربى يبدو وكأنه يتحول إلى صيف قاتم، وتوضح الصحيفة مقصدها بالقول إنه عندما بدأت الثورات الشعبية تندلع فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط فى وقت مبكر من هذا العام، كان تدفق الحماس الديمقراطى سريعاً، فأطلق عليه اسم مرحلة الربيع العربى، وهى الكلمة التى أثارت تفاؤلاً بشأن ما بدا أنه عهد جديد من الحرية والأمل، لكن هذا الربيع تحول إلى صيف، وتأخذ الأحداث فى جميع أنحاء المنطقة منعطفاًُ أكثر قتامة بدا معه أن احتمال وجود مستقبل أكثر إشراقاً لا يبدو مضموناً بهذه السهولة.
فالإطاحة السريعة برئيسى مصر وتونس، أعقبها أشهر من إراقة الدماء والوحشية فى جميع أنحاء العالم العربى، الأمر الذى يؤكد على السلطة التى لا يزال الحكام الطغاة يمارسها بعد عقود من الاستبداد.
ويقول سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة فى قطر قوله، إننا نتجه سريعا نحو مفترق طرق، حيث يوجد طريقان أحدهما يؤدى إلى التغيير والإصلاح والآخر يؤدى إلى القمع، وسيكون الطريق طويلاً ودموياً وربما يستغرق الأمر عددا من السنوات.
واستعرضت الصحيفة تطورات الأحداث فى الدول العربية التى تشهدت اضطرابات سياسية، بدءاً من البحرين وحتى سوريا، وفيما يتعلق بمصر، قالت إن الصدامات الطائفية المميتة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر أصبحت تذكرة واقعية بأن القوى الإيجابية وكذلك السلبية قد أُطلق عنانها بعد الإطاحة بالحكومات الديكتاتورية، وحتى فى تونس الصعيرة، التى بشرت بالتغيير عندما أجبر رئيسها زين العابدين بن علىّ على الهروب فى يناير الماضى، فإن الانتخابات التى من المقرر أن تجرى فى يوليو القادم تدور حولها الشكوك ولا تزال الاحتجاجات مستمرة فى الشوارع بسبب الإحباط من بطء وتيرة التغيير.
ويرى المحلل السياسى الأردنى لبيب قمحاوى إن الأمور لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، فلقد رأينا تغييراً جذرياً، وعرف الناس الحرية ولا يمكن العودة مرة أخرى، أما رامى خورى، من الجامعة الأمريكية ببيروت، فيقول إن التغييرات التى شهدتها المنطقة فى غضون أشهر قليلة كانت مذهلة جداً لدرجة أن رد فعل العالم المتردد وغير المتناسق إزاءها يبدو مفهوماً، ولذلك يجب أيضا أن تُغفر الأخطاء والهفوات فى المنطقة التى تترنح نحو ما يعتقد الكثيرون أنه مستقبل لا رجعة فيه.
نشطاء يفضحون ضباط أمن الدولة على الإنترنت
لسنوات طويلة، كان جهاز أمن الدولة يقوم بإعداد ملفات سرية عن أى شخص يعتبرونه خطراً على النظام، والآن، وبعد أن ذهب مبارك، يقوم النشطاء بجمع ملفات من كانوا يعذبونهم فيما مضى، ويفعلون ذلك من خلال وسيلة قاسية وهى الإنترنت.
حيث يتم نشر أسماء وصور لمن يرتبطون بمزاعم فساد على الإنترنت، وأى شخص لديه إضافة يمكن يكتب تعليقاً مثلما يفعل كثير من مستخدمى ويكيبيديا، فما كان عالم مظلماً من السجون والتعذيب يظهر ببطء على السطح على الرغم من أن عناصر أمن الدولة كانوا يقومون بتعصيب أعين السجناء أثناء احتجازهم، بحيث لا يمكنهم أن يروا ما يحدث.
ويقول الناشط حسام الحملاوى إن الدائرة قد دارت عليهم، وأشار إلى أنه سيقوم بإجراء تحقيقات عن هؤلاء الذين عذبوا النشطاء من قبل وسينشرون كافة المعلومات عنهم، وكان النشطاء قد حصلوا فى مارس الماضى على قدر كبير من الصور من داخل جهاز أمن الدولة، تخص الضباط أثناء عملهم ولهوهم، بعضها يظهر فيه مسئولون أمنيون وهو يبتسمون فى حفلات الزفاف، وأخرى يحدقون فيها فى الكاميرا أثناء عملهم.
وتم نشر هذه الصور على الإنترنت ومعها مزاعم بشأن ما كان الضباط يفعلونه أثناء سنوات حكم مبارك، وتشمل الاتهامات قطع الإنترنت فى جميع أنحاء البلاد أثناء المظاهرات، وتتبع مكالمات الهواتف وضرب الناس وتعذيبهم بالكهرباء أثناء احتجازهم.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة