وضع القرار المفاجئ لدول مجلس التعاون الخليجى بدعوة الأردن والمغرب للأنضمام له ليضع العديد من التساؤلات حول توقيت اعلان هذا القرار والهدف السياسى والاستراتيجى من ضم دول تفتقد إلى مجموعة القواسم المشتركة التى جمعت سابقاً دول الخليج الست فى هذا التكتل الأقليمى.
وقد جاء هذا الإعلان، الذى سبقته مناقشات ومباحثات، عقب سقوط نظام الرئس السابق حسنى مبارك مباشرة وهو الحليف الأكبر لدول الخليج فى المنطقة وداخل الجامعة العربية، والتى يؤكد المراقبون أن أى قرارات كانت تدعمها الجامعة لابد لها من موافقة مصرية خليجية، بالإضافة الى أن مصر الثورة تبنت مواقف معلنه مختلفه تجاه ايران عدو الخليج الأكبر فى المنطقة مما أثارت مخاوف السعودية ورفيقاتها الخمس.
واتفق السفير هانى خلاف والمحلل السياسى مع هذا الطرح، حيث أكد أن وقت اعلان هذا الانضمام يثير الكثير من الشكوك خاصة أن الأردن كانت قد تقدمت بطلب الانضمام منذ عشر سنوات تقريبا فلماذا تم أتخاذ القرار بهذه السرعة فى الوقت الحالى، لافتاً إلى أنه من المفترض والمنطقى أن يعرض المجلس العضوية على العراق واليمن وهما دولتان يطلان على الخليج، مؤكداً أنه من الطبيعى أن تسعى دول الخليج إلى دعم مصالحها وخدمتها خاصة أن ميثاق الجامعة العربية يسمح بذلك، لأنه قائم على فكره السيادة المطلقة.
وأشار إلى أن مصر كانت تقوم بنفس الشئ فى عهد الرئيس السابق ولا تسعى لتكوين تحالفات إلا بما يتماشى مع مصلحتها الخاصة دون الالتفات إلى مصالح الأعضاء.
ويرى المراقبون أن هذا التوقيت يؤكد على وجود أهداف أستراتيجية بتغيير منظومة التحالفات فى الشرق الأوسط بما سيؤثر سلبا على مواقف مصر الإقليمية ودورها الريادى داخل الجامعة العربية، فالحقائق تؤكد أن مجلس التعاون الخليجى بدأ فى الفتره الأخيرة بالسعى إلى تكوين لوبى قوى له داخل الجامعة العربية ونشط بشكل ملحوظ فى التأثير على قرارات الجامعة العربية بما يخدم مصالحة الخاصة، مستغلاً بذلك ضعف الموقف المصرى بسبب أنشغالها بأمروها الداخلية.
كما يرى المحللون أيضا أن بداية عوده القاهرة لمحيطها الإقليمى مع نجاحها فى توقيع المصالحة الفلسطينية مؤخرا أشعر دول الخليج بقلق من عودة قوة الموقف المصرى والذى ربما يتبنى اتجاهات لا تخدم مصالح الخليج، وكان الطرح أمام المجلس أن يبحث عن حلفاء جدد ، وهو الأمر الذى يقوى من اللوبى الخليجى داخل الجامعة العربية فى مواجهة مصر بمواقفها المنفتحة على إيران وحماس، حتى تصبح قرارات الجامعة العربية يتم أتخاذها مسبقا فى مجلس التعاون الخليجى.
ومن جانبه، رفض السفير خلاف الترويج إلى مخاوف من هذا التحالف الجديد ولا من دورة داخل الجامعة خاصة أنه مر على تاريخها عدد من هذه التحالفات المتشابهة ضارباً مثلاً بتحالف دول الخليج ومصر وسوريا أثناء حرب العراق للكويت، كما رفض أن يكون هذا التحالف بديلا عن الجامعة العربية لأنه لا يضم مصر وهى الدولة الكبرى بالمنطقة.
ويبدو أن المخاوف نفسها تسربت الى الجامعة العربية التى سارعت للترحيب بهذا التحالف العربى الجديد إلا أن الترحيب تخلله رسالة قوية بعدم أعتبار أن هذا التجمع بديلا عن الجامعة بل هو يأتى تحت مظلتها، وقال السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية "أن المنظمات الجهوية كمجلس التعاون الخليجى والاتحاد المغاربى رافدان من روافد الجامعة العربية ولا منافسة لهما مع الجامعة والتعاون بين دولها يدعم الجامعة ويقويها مع الأخذ فى الاعتبار أن الجامعة العربية هى الجامعة الأم وان جميع المنظمات العربية تحت مظلتها".
بن حلى: لن يكون بديلاً عن الجامعة.. خلاف: لن ينجح أى حلف بدون القاهرة
التحالف الخليجى الجديد.. هل تشكل لمواجهة دور مصر المتصاعد؟
الجمعة، 13 مايو 2011 12:42 ص
بن حلي
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة