انزعجت وأصابنى الخوف من المستقبل.. هكذا كان شعورى عندما سمعت بنبأ أحداث إمبابة.. وجلست حتى اليوم التالى أحاول استيعاب الأمر وفهمه والتعرف على بواعثه ودلالاته.. حيث لا تروق لى تفاصيل القصة كما ذكرت بالإعلام، مقارنة بأثرها الحالى والمستقبلى على الوطن.. وقبله نفوس المواطنين.
لو أمعنا النظر فى حال المجتمع اثناء الثورة.. سنجد أن المجتمع انقسم بين مؤيد لبقاء الرئيس ومعارض له، وبين متحير من أمره، إلا أن هذا الانقسام أخذ الطابع الوطنى، حيث التف المعارض والمؤيد حول الوطن والتحف الاثنان بعلمه، حتى عندما انتشرت الفوضى بانسحاب الشرطة.. رأينا الفوضى التلقائية حيث توجهت ضربات البلطجية للمؤسسات التجارية باحثةً عن مغنم حرام، بينما فضل بعضهم الانتقام وهاجم أقسام الشرطة، فيما لم نشهد هجوماً أوتعرضاً واحداً لدور العبادة، وهو حدث ذو دلالة لكل من وعاه، ويجب أن لا نغفل عنه مطلقاً عند أى تحليل لحدث طائفى.
إلا أن الأمر لم يستمر كثيراَ عقب سقوط النظام، والذى أضر بمصالح الكثيرين فى الداخل والخارج.. فهؤلاء أصبحوا مهددين بالمطاردة وغلق الكثير من أبواب الفساد التى كونوا منها ثروات، والآخرين أصبحت مصالحهم مهددة.. فتارة "مصالحه بين الفصائل الفلسطينيه" برعاية مصرية، وتارة "تعاون أفريقى" بجهود شعبية.. فأصبح مجتمع الثورة أكبر عدو لهم، واستمرار الثورة وترسيخها لأخلاق مجتمعيه جديدة بمثابة الهدف الذى لابد من وائده.
فى نفس الوقت لاتزال الدولة فى أضعف حالاتها.. لكن الهدف ليس الدولة ولكن الوطن.. ولا فرصة أسنح من أحداث الأسابيع الماضية.. فهاهم السلفيون يخرجون فى مظاهرة من مسجد النور إلى الكاتدرائية، وهاهم المسيحيون يردون بدعوة لمليونية للدفاع عن البابا والكاتدرائية.. الفرصة سانحة للتدخل لإيقاف هذا الوعى الثورى وتحويله لحقد وشحن طائفى.. ولنترك المجتمع فريسة يأكل نفسه بنفسه، وكذا يضرب بنفسه فى نفسه.
أحداث إمبابه لا يجب أن تقرأ بشكل منفصل عن جميع مايحدث حولنا.. بل هى نتيجة لكل من بدأ يفقد مصالحه، ولم يفقد عقله بعد.. فهذا التدبير لم يخرج سوى من شخص يعى ما يفعل ويعرف أنه لن يدان.
أفلا رفعنا أعيننا قليلاً وأعملنا عقلنا كثيراً.
أحمد البنا يكتب: إمبابة.. ارفع عينيك من تحت قدميك
الجمعة، 13 مايو 2011 10:42 ص
أحداث إمبابة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة