حينما رفع السلفيون بوازع الدين والنخوة لافتات مؤثرة تحمل كلمات (عاوز أختى كاميليا)، كرمز لكل الأخوات اللاتى أسلمن ويشاع صدقا أو كذبا، تقويلاً أو تاكيداً باحتجازهن فى الكنائس والأديرة، كان الجميع من المسلمين تستثار مشاعرهم فى اتجاه واحد هو التعاطف مع هؤلاء المسلمات الجدد المحتجزات، فتنفطر القلوب وتبكى الأفئدة، وتشرئب الأعناق فى انتظار بزوغ نجمهم وعودتهم المرتقبة لقلب الإسلام!
نعم خرج السلفيون ومن يحملون هم الدين فى مظاهرات سلمية وأكدوا على ذلك برفع لافتات (سلمية سلمية)، ولكن.. هل هذا وقته أخوتى فى الله؟
أليس المسلم كيس فطن يعرف كيف يضع قدمه وأين؟
يعرف كيف يُقّدر مصلحته العليا ويعطى لها الدعم والوقت والأولوية؟ ألم يصبر الرسول الكريم على قتل المسلمين وتعذيبهم وقهرهم أيام قريش، من أجل قيام دولة الإسلام؟ ألم يصبر على رميه بالحجارة فى الطائف؟ ألم يصبر عند انفضاض الجميع من حوله بعد موت عمه وزوجته؟ ألم يعلمنا صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: "اصبروا وصابروا" حتى وضع بذور دولة الإسلام فى المدينة المنورة، وقويت واتسعت ربوعها فى كل أرجاء الدنيا؟
فلماذا لم نتعلم منه الصبر والتروى؟!
لماذا لم نتعلم منه الحكمة التى نحتاجها الآن، لإنقاذ الوطن أولا، فى وقت حلول الخراب بكل شىء فيه؟
لماذا هذا التصعيد فى هذا الوقت الساخن الملىء بالأحداث الجِسام والمصانع مُعّطلة والأقسام محترقة، والمستشفيات تُهاجم والمحاكم مخترقة! والحكومة تلهث وراء كل ذلك توزع جهدها فى كل اتجاه.
لماذا لم تعلو لديكم قدسية الوطن؟ أليست مصر لها قدسية؟ أليست مصر هى الأَولى بالتكاتف والتعاطف؟ وليأخذ القانون مجراه فى اثبات إسلامهم أو احتجازهم؟ أليس هذا هو القانون الذى قامت الثورة لتفعيله ليُطبق على الجميع؟
هل نحن فى غابة لنأخذ حقوقنا مشروعة كانت أو مفتعلة بأيدينا وبالصوت العالى، وبالتظاهر سلمى كان أم غير ذلك؟
أليست مصر هى الأم والعرض والشرف..!
الأم المكلومة التى تحتاج أبناءها للدفاع عن وحدتها وسلامها وأمانها وإعادة الروح إليها.
فهل نلبى نداء الأم، ونتحد سلفيين ومسيحيين، ونرفع بدلاً من لافتة (عاوز أختى) لافتة أكبر وأهم نلبى بها نداء البِر لنقول:
(عاوز أمى.. مصر)؟
نهضة مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة