مثقفون: لن نعطى قصيدة سعدى يوسف أكبر من حجمها

الخميس، 12 مايو 2011 12:17 م
مثقفون: لن نعطى قصيدة سعدى يوسف أكبر من حجمها الشاعر العراقى سعدى يوسف
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه عدد من المثقفين انتقادات حادة للشاعر العراقى سعدى يوسف بسبب قصيدته "أى ربيع عربى" المنشورة بجريدة القدس والتى هون فيها من شأن الثورات العربية، وزعم أن هناك يدا أمريكية خفية تسعى لزعزعة استقرار البلاد العربية والنيل من وحدتها، متهكما أن يكون محرك تلك الثورات مجموعة من الشباب عن طريق الموقع الاجتماعى "الفيس بوك".
وأجمع المثقفون أن نظرة يوسف تلك بسبب ابتعاده عن العراق و"جهله" بطبيعة الثورات العربية وعلى رأسها ثورة 25 يناير والتى تسعى جميعها لتحقيق الديمقراطية والحرية.
أبدى الناقد الدكتور جابر عصفور، اعتراضه الشديد على هذا الكلام قائلا إن يوسف لديه الحق فى التعبير عن رأيه، ولكن من حق الجميع أيضا تختلف معه، خاصة وأن الأمر يتعلق بثورات شعوب حقيقية تسعى للتحرر والتخلص من الاستبداد والظلم.
فى حين قال الشاعر عبد المنعم رمضان، إن مثل هذا الكلام يتردد على لسان كثيرا من المبدعين العرب وليس يوسف وحده، حيث يقول البعض إن تلك الثورات جاءت بمثابة فوضى خلاقة طالما تحدثت عنها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مضيفا أن البعض يستهون من فكرة أن يقوم العرب بثورة حقيقية خاصة وأنه كان معروف عنهم الخضوع للحاكم المستبد.
وتابع: "لا يستطيع أحد أن ينكر محاولات أمريكا وإسرائيل فى السيطرة على الثورات العربية حتى لا تخرج عن الحد المسموح به، وتمثل خطرا على مصالحها، ولكن بالرغم من هذا لا نستطيع القول بأن محرك كل تلك الثورات والدافع الحقيقى وراءها هى يد أمريكية خفيه مثلما قال يوسف فى قصيدته فمثل هذا الكلام مبالغ فيه بدرجة كبيرة.
وأوضح رمضان أن الأنظمة العربة وخاصة المصرسة شهدت نوعا من الفساد، ولكنه كان بدرجة مختلفة من نظام لآخر، فعلى سبيل المثال نجد نظام السادات وعبد الناصر كانا فاسدان ذاتيا على عكس نظام مبارك الذى سعى لنشر هذا الفساد علانية ليطول كل فئات الشعب.
أما الشاعر رفعت سلام فقال، سعدى يوسف شاعر كبير وله قيمته وربما كان يقيس الثورات التى يشهدها العالم العربى الآن على ما يعرفه من ثورات على مدار التاريخ مثل الثورة الفرنسية وغيرها، ولم يستوعب أن تقوم ثورات جديدة نابعة من أجيال شابة بطرق مختلفة.
وأضاف سلام: "هذه الثورات فيها إعادة روح للشعوب العربية ونجحت فى إزاحة الطغيان والقمع من مصر وتونس فى البداية مما أشعر بقية الدول العربية الأخرى بمناخ من الحرية لم يسبق أن تحقق فى الحلم، وتابع: "وجهة نظر سعدى يوسف كلاسيكية تماما وترى أن أمريكا هى التى تحرك كل خيوط العالم ولا يمكن أن يلفت من بين يديها خيط واحد، وكان الأفضل له وهو صاحب تاريخ يسارى معروف أن يثق فى الجماهير العربية ولو رأى الشعب المصرى وهو يتدافع على ميدان التخرير يوم 11 فبراير بالملايين لعرف أن أمريكا وروسيا وكافة الدول الغربية لو خططوا لإخراج هذا الكم من البشر ما نجحوا أبدا.
وأكد سلام أن الشعب المصرى بمختلف أطيافه وفئاته هو الذى دفع هذه الثورة للنجاح وليس الشباب وحدهم كما يزعم يوسف، قائلا: "الشعب المصرى الذى دفع ثمنا باهظا طوال 30 و40 عاما هو الذى قام بهذه الثورة ومن الواضح ان يوسف لا يدرى أن أمريكا اتخذت من البداية موقفا سلبيا من هذه الثورة وتأرجح موقفها بين تأييد النظام ومساندة الثوار، والشعب المصرى الذى قام بالثورة لم يكن يريد هذا الاستقرار الوهمى القائم على القمع والفساد وإهدار لكرامة المواطن الذى كان طالما يحلم بكرامة أخرى وحرية أخرى تليق به.
وتابع: "أنصح يوسف أن يتخلى عن نظرية المؤامرة الأمريكية المسيطرة عليه ويأتى إلى القاهرة ويختبر كل شىء على أرض الواقع".
أما الكاتبة سلوى بكر فقالت، فى رأى مثل هذا الكلام لا يستحق التعليق أو الرد عليه، ويكفيه دماء الشهداء والجرحى لتكون بمثابة أبلغ رد عليه.
اما الكاتب سعيد الكفراوى، فقال: ابتعاد يوسف عن العراق، أدى إلى عدم معرفته بما يجرى فى موطنه الأصلى ولا ما يحدث فى مصر وسائر البلاد العربية، ولا يصح لسعدى يوسف أن يسىء لأنبل وأعظم ما صنعه المصريين فى تاريخهم الحديث، ولايجوز أيضا أن تقوده أشعاره إلى أراء سياسية قد تضر بعلاقته مع أصدقاءه من الشعراء والنقاد المصريين.
وتابع: أنا قرأت القصيدة ولم تلق إعجابى سواء من ناحية المعنى أو الرؤية السياسية المعبرة عنها، وأندهش كثيرا من جهل سعدى يوسف بما جرى فى ثورة 25 يناير وجهله أيضا المعرفى بطبيعة وروح المصريين، وأتساءل هل تلك الآراء ركوبا للموجة أم أن هذا بحكم السن والكهولة؟.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة