واجه عبد العظيم حماد – رئيس تحرير جريدة الأهرام – هجوما شديدا من الحاضرين بمؤتمر "قراءة فى الواقع الراهن.. نحو أفاق المستقبل" والذى نظمته الهيئة الإنجيلية بالإسكندرية مساء أمس، بعد أن اتهمه الحاضرون بإعادة إنتاج نفس المنهج الصحفى فى عهد النظام السابق وذلك بسبب الكلمة التى ألقاها بالجلسة الاولى من المؤتمر، والتى ألقى اللوم بالكامل على سوء أداء النخبة السياسية بمصر الأمر الذى أدى حالة الفراغ السياسى الذى تعانى منه مصر حاليا والتى كانت سببا فى تضخيم مشاكل صغيرة تحولت إلى فتن طائفية كبيرة كحادثة إمبابة.
حيث اتهم عبد العظيم حماد النخبة السياسية بالعشوائية والارتجالية فى العمل السياسى وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى، قائلا "إنه إلى الآن لا يوجد شكل منظم لحملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية" ويعمل بدون منهج واضح للتغيير الذى ينادى به، خاصة وأن العمل السياسى يحتاج إلى تنظيم وتحريك الجماهير، بالإضافة إلى الشجاعة فى مواجهه الاستحقاق والمسائلة منهم.
كما حمل عبد العظيم حماد اللوم للنخبة السياسية فى ترك المجلس العسكرى والحكومة وحدهما يواجهان أزمة محافظ قنا دون التدخل، مشيرا إلى مظاهر الفراغ السياسى الذى أدى إلى تضخيم أحداث الفتن الطائفية، كثيرة ومتعددة ومنها اكتفاء الرأى العام والشعب بممارسة السياسية عن طريق البرامج الحوارية وتحول نجوم السياسية فى مصر هم فقط نجوم تلك البرامج.
مستنكرا فقدان الثورة قدرتها الحاشدة والتى كان الأجدر بها أن تتحول تلك القوة الى منتديات سياسية ذات طابع جماهيرى، بدلا من تحولها الى ائتلافات نخبوية بعيدة عن الجماهير.
وأضاف حماد إلى أن عدم وجود رؤية والالتباس فى توصيف الحكومات التى جاءت بعد الثورة هى أيضا من مظاهر الفراغ السياسى فى مصر، من الاختلاف حول مسمى الحكومة من (حكومة تسيير أعمال أو حكومة انتقالية أو حكومة كاملة الصلاحيات) فضلا عن عشوائية الحوار الوطنى، مؤكدا على حاجة مصر لتصنيفات سياسية واضحة المعالم.
من جهه أخرى انتقد الدكتور القس – عاطف مهنى – عميد كلية الاهوت الانجيلية بالقاهرة – عدة نقاط فى ملف الاداء للمجلس العسكرى، حيث أشار إلى أن موقف المجلس كان مشرفا وأثار إعجاب العالم كله وبعث بالطمأنينة والأمل فى الشعب المصرى، إلا أنه انتقد اخراج الآلاف من السجون تحت مسمى مسجونين سياسيين دون تحقيق من التهم الموجهه إليهم، وأصبح بشوارع مصر 23 ألف هارب من السجون، بالإضافة إلى وضع بعض المفرج عنهم بمواقع قيادية والبطء الشديد فى محاكمة الرئيس، وأعوانه، وترك زكريا عزمى يرتب أوراق النظام كما يشاء، والسماح للممنوعين من دخول البلاد بالرجوع دون التحقق من حقيقة التهم الموجهه إليهم مع عدم تفعيل القانون ومحاسبة المخطئين بالفتن الطائفية، واللجوء إلى المجالس العرفية، قائلا "كأننا تحولنا من دولة قانون إلى عشائر بدائية" بالإضافة إلى سرعة القفز الى أحكام وشماعات بعد كل كارثة، فبينما كان النظام السابق يسرع بإلقاء اللوم على مختل عقليا أو قوى إرهابية خارجية أصبحت فلول النظام السابق هى المسؤلة عن كل مصيبة حتى وإن كان لنا دور كبير فيها.
مستنكرا العمل بعبارة أن "المجلس العسكرى يدير ولا يحكم وترك الساحة لرجال الدين لا سيما القيادات السلفية، لإعطاء الفتاوى وحل المشاكل المعقدة مثل أزمة قنا وأبوقرقاص والدويقة وإمبابة، بالإضافة إلى عقد مناقشات وحوارات وطنية لا طائل أو نفع منها لأنها تناقش قرارات قد اتخذت بالفعل.
طالب الدكتور القس مهنى بالعمل وفق استراتيجية أولويات فى المستقبل يأتى فى مقدمتها ترك ملف الفساد للمحاكم والقضاء والتفرغ الفورى للإنتاج والبناء والضغط بكل قوة لاستصدار مبادئ دستورية تضمن تأسيس دولة مدنية.
"حماد" يواجه هجوما شديدا بسبب تحامله على القوى السياسية
الخميس، 12 مايو 2011 03:28 م