الشعب يريد النهضة.. لم يثر الشعب لمجرد الثورة ولا لمجرد خلع الرئيس بل ثار من أجل النهوض بمصر بمحو نظامها السابق وآلياته التى خنقت مصر وأدت لانحدارها.
فى هذه المرحلة الانتقالية تواجه مصر التحديات العنيفة فى كل اتجاه سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. انتظر الشعب أن تفرض الثورة وشرعيتها الثورية أداء مغايرا لما ساد، أداء يتسم بالثورية. تعنى ثورية الآداء من بين ما تعنى التيقظ و الاستدلال المبكر والمواجهة والحسم فى ظل شفافية تحشد دعم الجماهير. لم نر هذه المواجهة وهذا الحسم إلا يوم اعتصم البعض بملابس عسكرية فى ميدان التحرير فى جمعة إنقاذ الثورة.. أين هذا الأداء مما نواجهه من تحديات أولها شيوع البلطجة وآخرها توترات طائفية اشتعلت تدميرا بل وحرقا لبعض بيوت الله.
أين ثورية الأداء التى اختارها الشعب طريقا للخلاص والنهوض. الثورية ليست تباطؤا ولا ترحيلا ولا تعتيما ولا أداء اعتياديا.. الشعب يريد إسقاط كل من يؤدى بغير ثورية، الشعب يريد فى خدمته فقط اليقظين، المواجهين الحاسمين غير المتباطئين.
ما بالنا يا شعب، هل نسكت على تمييع مكاسب ثورتنا أم نحميها بالتضامن الشعبى المسئول الذى تتولد منه مئات اللجان الشعبية التى تمتلئ بالحكماء والناشطين أصحاب المبادرة والفعل.
فلتتشكل هذه اللجان فى كل محافظة أو قطاع منها أو مدينة فيها لترشد دفة الدفع المجتمعى وتطفئ نار الفتنة والانفلات فى مهدها.
الثورية لاتعنى الانصياع للظروف القائمة بل تعنى إسقاط كل ما هو نمطى، متباطئ أو متخاذل أمام هذه الظروف.
تعنى أيضا أن يقوم الشعب الثائر بواجبه فيواجه بفعالية
ورشد جماعى جنوح القلة منه. تعنى أن يبادر كل صاحب عطاء بمحاولة تنظيم صفوف مجتمعه المحلى لحماية أمته وبناء نهضتها.
الفعل المبادر الراشد هو وحدة الآن ما تطلبه مصر من أجل نهضتها وسيكون عطاء كل منا لمصر وقت أزمتها هو أساس تقييم النفس لاحقا. فلنكن جميعا مصريين فاعلين راشدين.
• أستاذ بطب القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة