استقبل الرئيس التركى عبد الله جول مساء أمس الدكتور سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية ورئيس الوفد المصرى المشارك فى اجتماعات الدورة الرابعة للامم المتحدة للدول الاقل نموا المنعقدة بإسطنبول، حيث نقل الوزير للرئيس التركى تحيات القيادة العسكرية المصرية لنظيرتها التركية والتأكيد على حرص مصر قيادة وشعبا على توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأشار الصياد إلى أن اللقاء تناول أيضاً التأكيد على أهمية إعطاء دفعة قوية للقطاع الخاص فى البلدين لدعم الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة بين مصر وتركيا، لافتا إلى أن التعاون المشترك بين البلدين لن يكون على المستوى الثنائى فقط، بل سيشمل التعاون مع دول أخرى حيث عرض الوزير على رجال الأعمال الأتراك الانضمام إلى الوفود المصرية التجارية إلى دول إفريقيا لفتح هذه الاسواق أمام الشركات التركية وإقامة مشروعات مشتركة بعدد من الدول الأفريقية.
وأكد الرئيس التركى عبد الله جول خلال اللقاء على ثقته الكاملة لاستعادة مصر دورها الريادى فى منطقة الشرق الاوسط وإفريقيا بعد الفترة الانتقالية الحالية، مؤكدا أن مصر ستشهد رواجا اقتصاديا وسياسيا كبيرا، ولذلك فإن بلاده تشجع رجال القطاع الخاص الأتراك للتوجه وبقوة نحو السوق المصرى لاستكمال مشروعاتهم والدخول فى شراكات جديدة مع نظرائهم المصريين فى مختلف المجالات مع تشجيع رجال الاعمال الاتراك العاملين فى قطاع السياحة للتعاون مع نظرائهم المصريين لمساندتهم فى اجتياز الأزمة الحالية فى قطاع السياحة.
وأشاد الرئيس التركى بالحفاوة التى استقبل بها فى مصر كأول رئيس جمهورية يزور مصر بعد قيام ثورة 25 يناير، مؤكدا مساندة تركيا لمصر خلال هذه المرحلة لضمان عبور مرحلة التغيير بأمان .
كما تناول اللقاء الذى شهده عدد من المسئولين الاتراك طلب الجانب التركى بمؤازرة مصر لأنقرة لتنظيم معرض أكسبو 2020 وأيضاً تسهيل العقبات التى تواجه المصانع التركية العاملة فى مصر.. وفى هذا الصدد أوضح الوزير أنه سيقوم بالتنسيق مع السفير التركى بالقاهرة لعقد اجتماع موسع مع الشركات التركية لبحث سبل إزالة هذه العقبات وحل المشكلات التى تعترضها، كما أشار الوزير إلى أنه سيقوم بزيارة للمدن الصناعية المتواجد بها المصانع التركية وخاصة بمدينة برج العرب الصناعية.
وأشار الصياد إلى أنه يرتب لرئاسة وفد من رجال الأعمال المصريين لزيارة مدينة قيصرى التركية وعقد لقاءات مع نظرائهم من الأتراك، نظرا لما تحظى به هذة المدينة التركية من شهرة كبيرة فى مجتمع الأعمال التركى، وأنه يرغب فى إيجاد آليات للتعاون بين الشركات فى البلدين خاصة فى اقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من الخبرات التركية فى هذا الشان. لافتا إلى أن زيارة مدينة قيصرى تستهدف أيضاً التعرف على خبرات مجتمع الأعمال بها فى النمو خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وايضا التعرف على الانشطة الاجتماعية المشهور بها أهل المدينة فى بناء المدارس والجامعات الأهلية.
وأبدى الوزير موافقته على تلبية دعوة نظيره التركى للمشاركة فى قمة وزراء التجارة الاول بمدينة مرسين التركية والتى تعد فرصة طيبة للاعلان عن تدشين الخط الملاحى البرى بين ميناء الاسكندرية وميناء مرسين التركى خلال هذة الزيارة .
وألقى الصياد كلمة مصر أمام مؤتمر الامم المتحدة الرابع للدول الاقل نموا والمنعقد بمدينة إسطنبول وأكد خلاله أن أى مناقشة لمستقبل التنمية فى الدول الأقل نمواً خلال العقد القادم لابد أن تأخذ فى إعتبارها ضعف قدراتها الانتاجية، وضآلة الاستثمارات فى القطاع الزراعى وضعف حصتها فى التجارة الدولية، وأنه على الرغم من معدلات التنمية الجيدة التى حققتها الدول الأقل نمواً خلال الفترة الماضية إلا أنها لم تكن معدلات نمو مستدامة كما أشار التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة للتجارة والتنمية .
وأضاف الوزير: ان مصر وبصفتها الرئيس الحالى لحركة عدم الانحياز والتى تضم فى عضويتها الكثير من الدول الأقل نمواً تتفهم الأزمة التى تعانى منها هذه الدول وأهمية تحقيق معدلات تنمية مرتفعة ومستدامة فى ضوء التحـديات العالمية التى تحيط بها، وكونها أكثر عرضة للتـأثر بالصدمات الاقتـصادية الدولية، وللآثار السلبية للازمات الاقتصادية والمالية وأزمات الطاقة والبيئة وإرتفاع أسعار الغذاء .
وأشار الوزير - فى سياق كلمته والتى تأتى متضامنة مع كلمة رئيس وفد الارجنتين نيابة عن مجموعة الـ 77 والصين – الى خطورة قضية الأمن الغذائى فى العالم وإلى ضرورة تضافر الجهود لمعالجة تذبذب أسعار السلع الغذائية لاسيما فى ظل تحذير منظمات عالمية من إمكانية حدوث أزمة غذائية عالمية جديدة بما لها من تداعيات سلبية خطيرة على الدول النامية والأقل نموا، كما أنه من الضرورى وقف بعض الممارسات السلبية التى تقوم بها بعض الدول المتقدمة والتى تؤدى إلى زيادة أسعار السلع الغذائية، ومن منطلق إيمان مصر بأهمية هذه القضية فقد طرحت مصر مبادرة فى إطار منظمة التجارة العالمية تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائى للدول النامية والأقل نموا المستوردة الصافية للغذاء من خلال حصولها على معاملة خاصة وتفضيلية فيها، تتعلق بالقواعد المنظمة للإجراءات التجارية، الخاصة بحظر وتقييد الصادرات الغذائية .
وناشد الوزير الدول المتقدمة ومؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية بتكثيف الجهود الخاصة بوضع السياسات وتنفيذ البرامج والمساعدات المالية للدول الأقل نمواً، وكذلك المساعدة فى دعم بناء القدرات ونقل التكنولوجيا وذلك حتى تتمكن تلك الدول من تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً بما فيها أهداف الألفية الانمائية، والتى من المفترض تحقيقها بحلول عام 2015
الصياد وجول يبحثان سبل تنمية العلاقات الاقتصادية المصرية التركية
الخميس، 12 مايو 2011 02:58 م