تدرس وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" السماح لعائلات المحتجزين فى خليج جوانتانامو فى كوبا بزيارة ذويهم، فى خطوة غير مسبوقة للتخفيف من عزلة السجناء الذين احتجزوا فى مرفق الولايات المتحدة، لنحو عقد من الزمن فى بعض الحالات، وفقا لما ذكره مسئولون بالكونجرس.
وقال المسئولون إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر التى تقوم برصد أوضاع سجن
خليج جوانتانامو العسكرى ،وتسهيلات مؤتمرات الفيديو بين المحتجزين وأسرهم، قد دخلت فى مناقشات جادة مع البنتاجون حول هذا البرنامج للزيارات.
وقد بادر بعض الجمهوريين، بعد جلسة استماع حول هذه المحادثات، إلى العمل لمنع تحقيق هذه الخطوة.وكان النائب هوارد باك مكيون رئيس لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس النواب قد أدرج نصا فى التشريع المعنى بالسماح لوزارة الدفاع بممارسة أنشطة سجن جوانتانامو، يحظر الزيارات العائلية التى لم تحدث مطلقا لهذا السجن.
إلا أن الإصدار الأحدث من القانون ينص فقط على أنه لا يمكن استخدام أموال
وزارة الدفاع التى تم تخصيصها للعام المالى 2012 "للسماح لأى من أفراد أسر
المعتقلين بزيارة أى معتقل فى جوانتانامو"، ولكن ذلك لم يستبعد برنامج الزيارات
الذى وضعه الصليب الأحمر.
ومن جانبه، قال متحدث باسم لجنة الصليب الأحمر الدولية سيمون شورنو إن المنظمة لن تعلق على حوارها السرى مع الحكومة الأمريكية، ولكنه قال: "بغض النظر عن مكان احتجاز المعتقلين، وخاصة لمدد طويلة، فإن اللجنة الدولية الصليب الأحمر ستعمل دائما على توفير الاتصال بين المحتجزين وأسرهم، بما فى ذلك من خلال الزيارات العائلية".
ومن جانبه قال البنتاجون فى بيان صحفى للرد على استفسار بهذا الشأن: "إننا نقوم باستمرار بمراجعة سياسات الاحتجاز فيما يتعلق بعمليات الاحتجاز لدينا على الصعيد العالمى"، وحيث إن سجن جوانتانامو بعيد وفى منطقة بحرية فإن أسر المحتجزين لن تحتاج بالضرورة إلى دخول الولايات المتحدة للوصول إلى السجن، ويمكن تنظيم الزيارات من دولة مجاورة مستعدة للسماح للأسر بالعبور إلى القاعدة.
ويكاد يكون من المؤكد أنه لن يتم السماح بإدراج المحتجزين ذوى القيمة العالية
والمحتجزين فى المعسكر رقم 7، بمن فيهم خالد شيخ محمد الذى أقر من تلقاء نفسه بمسئوليته بصفته العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001، فى أى برنامج للزيارات العائلية، وهذه المجموعة ممنوعة من الاتصال بالهاتف أو عن طريق الفيدوى عن بعد بذويهم، رغم أنه مسموح لهم بإرسال رسائل إليهم.
ويعد مقترح الزيارات العائلية إقرارا ضمنيا آخر على أنه من غير المحتمل أن يتم إغلاق معتقل جوانتانامو فى أى وقت فى المستقبل المنظور، ومن ثم فقد تم تحديد عملية مراجعة للمحتجزين الذين أعلنت إدارة أوباما أنها تخطط لاحتجازهم إلى أجل غير مسمى دون محاكمة.
وهناك 172 محتجزا باقون فى جوانتانامو، ومن المتوقع أن يتم احتجاز 48 منهم إلى أجل غير مسمى بموجب قوانين الحرب، ويعيش معظم المحتجزين معا بشكل جماعى فى ثكنات أو أجنحة على غرار السجون المفتوحة.
