عطــــا درغـام يكتب: أفســـــدوك فقالــــــوا.... ..!

الأربعاء، 11 مايو 2011 07:16 م
عطــــا درغـام يكتب: أفســـــدوك فقالــــــوا.... ..!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفساد وما أدراك ما الفساد.. آفة الآفات والشرور وأكبر المصائب التى تبتلى بها الشعوب المقهورة، فيعجل بقيام الثورات وانقلاب الشعوب على حكامها الفاسدين وينتهى بهم المطاف إلى الاعتقال أو النفى أو الإعدام انتقاما من عهود الظلم والفساد التى أغرقها فيه النظام الحاكم.

لم يكن تعرض الرئيس السابق ورموز حكمه للسجن وليد الصدفة أو اعتباطا؛ لإسكات جموع الشعب الثائرة على الظلم والفساد، وإنما تحقيقا لإرادة ثورة شعبية ثارت على الفساد الذى استشرى فى مصر، وأجهض كل محاولات الإصلاح والتنمية التى من شأنها تسهم فى القضاء على المشكلات فى مصر؛ لكن بدلا من أن تخطو محاولات الإصلاح بنا خطوة للأمام، يعود بنا الفساد عشر إلى الوراء، فلا يشعر الشعب بثمار التنمية الزائفة؛ لأنها تصب فى بوتقة مجموعة من المنتفعين والمتاجرين بآلام وأحلام الشعب المصرى أطلقها النظام السابق ظانا منه أنه يستطيع أن يضمن استمراره، وتوريث الحكم من بعده.

السيدة الأولى أُُطلقت يدها فى كل شىء فى مصر، وتتصرف كأنها زوج ملك كبر وشاخ، وعجز عن التصرف فى مقدرات الأمور؛ فتحكمت فى اختيار رجال النظام كى تضمن الولاء والبقاء للنظام، ومن ثم تضمن توريث الحكم لولى العهد؛ حتى تظل الملكة المتوجة.. زوج الملك وأم الملك المنتظر؛ فتخرس الألسنة ويختفى الرجال، ولا صوت يعلو فوق صوت الملكة، ولا صوت إلا صوت حرم الرئيس؛ فتنحنى الرءوس وتتعالى صيحات النفاق والتسبيح بحمد الملكة، وإطلاق اسمها على كافة المؤسسات والمشروعات الخيرية التى تُوهم الشعب حرصها على الاهتمام بالفقراء وأطفال الشوارع، وذلك يكسبها تعاطفا شعبيا تساهم فيه أبواق النفاق التى تطلقها آليات النظام الحاكم.

ونجلا الرئيس الضلع الثانى فى منظومة فساد النظام المصرى السابق، صور لهما غرورهما أن مصر وسية وإرث يئول لهما بعد موت الأب الحاكم، وتصرفا وكأنهما الحاكم الشرعى للبلاد فى ظل غياب النظام الذى تغاضى تماما عن أفعالهما، وأطلق العنان لهما حيالها، بل وبارك بعضها فى ظل صمت وحماية من الأجهزة التنفيذية والتشريعية.

سيطرا على الحياة السياسية والاقتصادية، وكانا اللاعب الأساسى على المسرح ؛ بل والمحرك الأساسى، وخرجت علينا أبواق الزيف تبشرنا بعهد جديد من الإصلاح، وأصوات تهلل للابن الأصغر رائد الفكر الجديد ، وأن مصر ستصبح نمرا اقتصاديا فى غضون سنوات؛ فتفتقت القرائح عن الخصخصة الميمونة لمصمصة عظام المصريين، والقضاء على كل ماهو عام وشجعت الملكية الفردية وفتحت البنوك على مصراعيها بحجة المساهمة فى عملية الخصخصة بمباركة نجلى الرئيس اللذين تفرغا للسمسرة وشراكة رجال الأعمال والاستثمارات بعيدا عن كل ماهو شعبى.

والضلع الثالث من منظومة الفساد فى النظام السابق الوزراء ورجال الأعمال أصحاب الامتيازات.. وباكتمال ثالوث الشر يتعاهدون على إفقار الشعب المسكين والاستيلاء على ممتلكاته وبيعها لأنفسهم، وحرمانه من التمتع بها ومحاصرته بالضرائب سواء العقارية أو المبيعات أو الكسب وغيرها.

لم يستطع الشعب المسكين أن يتحمل كل ذلك، وأثقل الفساد كاهله، وكان حملا ثقيلا فانتفض ليكسر ثالوث الشر والفساد.

سقط النظام وسقطت معه كل رموزه الذين أفسدوا الحياة فى مصر فى صورة غير معهودة فى تاريخ مصر؛ لنجد أن الرموز كانت تصب فى صالح النظام السابق، فدمروا كافة مظاهر الحياة واتسعت الهوة بين الشعب والنظام، وانشغل النظام ورموزه بالتوريث فوصل الفساد للركب لم يستطع الشعب تحمله حتى انتفض وأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة