تناقش مجلة "دبى" الثقافية فى عددها رقم "72" لشهر مايو 2011، عدة قضايا ثقافية إشكالية وفنية وإبداعية وفكرية.
حيث يتضمن العدد ملفًا حول عملية "النجم الأزرق" وراء اغتيال السيخ لــ"أندير غادندى"، وهى أشهر سيدة فى القرن العشرين، رئيسة الوزراء الهندية، التى استيقظت صباح يوم الواحد والثلاثين من أكتوبر لعام 1984، وخلال سيرها فى حديقة منزلها اعترضها ثلاثة من حراسها الشخصيين، ليفرغوا أسلحتهم فى جسدها النحيل، لتعلن فى ذلك اليوم الهند وفاة سيدة استثنائية حكمت الهند فى فترة هى الأكثر اضطرابًا وتفككًا على الإطلاق.
ويثير الكاتب الكبير سعيد شعيب فى باب "دراسة" قضية هامة، إذ يناقش ملابسات مصادرة رواية الأدب العالمى نجيب محفوظ "أولاد حارتنا"، والتى ظلت لأكثر من نصف قرن تتمتع بلقب أشهر رواية ممنوعة فى الوطن العربى.
ويكشف سعيد شعيب فى دراسته أن من كان يرى الصحفى مجدى أحمد حسين، وهو يصرخ فى قناة العدالة قائلاً "هذه رواية كافرة" يتصور أن المعركة مشتعلة حول "أولاد حارتنا"، وأن هناك حربًا اندلعت حول الرواية، ولكن هذا لم يحدث، فلم يتقدم نواب جماعة الإخوان كعادتهم بأى بيان فى البرلمان، بل ولم تهاجمها الصحف التى تتحالف معهم سياسيًا، ولك تهاجم الرواية فرق تيار الإسلام السياسى الأخرى، بل وكان من الأغرب هو موقف موقع "إخوان أون لاين" على الشبكة الإلكترونية، فهو لم يهاجم الرواية، بل قام بتحقيق صحفى عادى عرض فيه آراء معارضين ومؤيدين، ولكن دون أية اتهامات بالتكفير وهو ما فعله موقع "إسلام أون لاين"، وموقع "حزب الوسط" ربما تجد تصريحًا هنا أو هناك، ولكن لن تجد تيارًا معارضًا ومكفرًا للرواية وصاحبها مثل مجدى أحمد حسين، وهو أحد قادة حرب رواية "رواية لأعشاب البحر" الشهيرة لحيدر حيدر.
ويتساءل "شعيب" هو يعد صدور الرواية فى طبعتها الأخيرة بشهادة الدكتور محمد سليم العوا أمين عام الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين نوعًا من الوصاية من علماء الدين على الفكر والإبداع؟، وهل صمت جماعة الإخوان المسلمين ومن هم على يمينها ويسارها، معناه تغيير فى علاقاتهم بالحريات، أم معناه أن أنهم انشغلوا بتنظيم دورهم بعد أحداث ثورة 25 يناير، وهل قيمة الحرية تجذرت فى مصر؟
ويناقش الكاتب والمترجم زكريا أحمد فى باب قضية تحت عنوان "لغز عمره أربع قرون...هل كتب فرانسيس بيكون مسرحيات شكسبير؟"، ويتناول فيه المحاولات المستمرة لكشف القناع عن شكسبير الحقيقي، وزوجته التى أكدت أنه أم لم يكتب مسرحية واحدة فى حياته، والشك الذى يدور حول صورته ومدى صحتها.
ويتناول الكاتب الصحفى عبده وازن حياة الروائى التشيكى ميلان كونديرا ودخوله سجل الخالدين وهو على قيد الحياة، وحلمه بقانون يجبر الكتاب على إخفاء هويتهم، وأيضًا يقدم الكاتب جهاد هديب قراءة حول رواية "سوناتا لأشباح القدس" للروائى الجزائرى الكبير واسينى الأعرج، والصادرة عن دار الآداب البيروتية عام 2009.
ومن القضايا التى يثيرها العدد، قضية المناصفة فى جائزة البوكر فى نسختها العربية التى عرفتها مرتين، وفى النسخة البريطانية مرة واحدة طوال 43 عامًا، وأيضًا الكتاب المسموع فى عيون المثقفين العرب، والنهضة والحداثة والثورة الرقمية ومعالم المشهد الروائى العربي، والرواية العربية والبحث عن "التابو" وواقعها المعاصر وإشكالياته، ومتابعة لأعمال الملتقى الخامس للرواية العربية.
ومن ناحية أخرى، تناقش المجلة أفلام هوليوود التى تعج بالمغالطات والأخطاء التاريخية وافتقادها للمصداقية، والدراما اليمنية وعنق الزجاجة، ورحيل كليوباترا هوليوود...إليزابيث تايلور..أسطورة السينما العالمية، وبيتهوفن العرب..رضا عبد العزيز يؤسس فرقة الصامتين ويتحدى الإعاقة.
وفى باب الفن التشكيلى، يناقش العدد دور الفن وإسهامه فى تغييرات ثورية فى المجتمع، والصوت الحر للفنانين العالميين وانتصارهم للقضايا العادلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة