د .هشام منصور يكتب: القاهرة ملكة من جديد

الأربعاء، 11 مايو 2011 12:14 ص
د .هشام منصور يكتب: القاهرة ملكة من جديد علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتوالى تصريحات بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الثورة فى مصر، وتبدو الأوساط السياسة فى إسرائيل فى حالة قلق شديد مما يجرى فى مصر من تطورات متلاحقة وسريعة، لدرجة تراجع معها الحديث عن الملف الإيرانى فى معظم تصريحات قادة اسرائيل، وكذا وسائل الإعلام الإسرائيلية وأصبح التركيز الرئيسى على ما يجرى فى مصر من أحداث بعد نجاح الثورة.

وفى وصف دقيق لما جرى فى مصر يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وغيره "بأن زلزالا يهزّ أنظمة الحكم القائمة ويهدّد بنشوء واقع مغاير وشرق أوسط جديد"، ولذا فإن مصر حظيت بالاهتمام الأكبر، وقد أصبحت بين عشية وضحاها أشبه ببركان لا يعرف أحد متى يخمد، أو أين سيلقى حممه.

وقد بدأ القلق يتصاعد فى إسرائيل بمرور الوقت ومنذ إعلان تنحى مبارك، ففى الرابع عشر من فبراير وبعد أيام قليلة على تنحية مبارك، قامت وزارة الدفاع فى إسرائيل بتعيين بينى غانتس خلفاً لأشكينازى فى رئاسة أركان جيش الدفاع والذى تم اختياره بعناية شديدة، ويرى المحللون أن هذه الخطوة تعكس اهتماما بالغا بما يجرى فى مصر وتعكس حالة من التأهب لدى المؤسسة العسكرية فى إسرائيل وتظهر مدى القلق الذى يشعر به قادة إسرائيل مما هو قادم....

والملاحظ أن الثورة فى مصر خاضت ثلاث اختبارات صعبة مع إسرائيل خلال الشهور الثلاثة الأولى من عمر الثورة، واللافت للانتباه أن مصر اجتازت الاختبارت الثلاثة بنجاح مثير للاهتمام وغير مسبوق، الاختبار الأول هو السماح بعبور بارجتين حربيتين تابعتين لإيران عبر قناة السويس، وهذه هى المرة الأولى التى تعبر فيها سفينتان حربيتان لإيران عبر قناة السويس، ورفض مصر الإملاءات الخارجية من أى طرف، لكى تؤكد أن القناة تقع تحت السيادة المصرية، على الرغم مما أبدته إسرائيل من اعتراض على عبور سفن حربية إيرانية لقناة السويس وأن هذا يمثل تهديدا لدولة اسرائيل.

الاختبار الثانى بحث الملف الخاص بمياه النيل ومحاولة إثيوبيا إنشاء سد الألفية على "النيل الأزرق" بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية بتمويل من الولايات المتحدة ودعم إسرائيل، وذلك بهدف خنق مصر مائيا، حيث استطاعت الجهود المصرية من خلال وفد الدبلوماسية الشعبية بإقناع إثيوبيا بضرورة إعادة التفكير فى هذا السد نظرا لما يشكِّله من خطر على الأمن القومى المصرى وعلى العلاقات الإستراتيجية بين مصر ودول حوض النيل.

الاختبار الثالث، توقيع اتفاق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس فى القاهرة وفتح المعابر مع غزة، بالرغم من الضغوط الأمريكية الهائلة على مصر كى لا يتم إتمام المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية وإغلاق معبر رفح بشكل كلى حتى يتسنى خنق القطاع ليسقط بعد ذلك فى قبضة إسرائيل، وبالتالى تذعن حماس لمطالب إسرائيل فى النهاية، ومن ثم وبهذا النجاح الذى تحقق فالقاهرة أصبحت ملكة من جديد ليس هذا فقط بل ملكة متوجة بعد اجتيازها لهذه الاختبارت الثلاثة مع إسرائيل بإرادة وطنية حرة وفى هذه الفترة الوجيزة منذ قيام الثورة.

إسرائيل تشعر بالقلق الشديد ويسودها حالة من الارتباك من تداعيات الثورة فى مصر ومن كون القاهرة عادت ملكة من جديد، من الواضح أن هناك استنفارا أمنيا فى الجيش والمخابرات الإسرائيلية ورفعا لدرجة الاستعداد على طول الحدود مع مصر.

إن أسوأ ما يمكن أن تراه إسرائيل فى كوابيسها أن تتوالى نتائج الاختبارت والجولات التى تخوضها مع مصر بهذه الطريقة وأن تكون نتائج هذه الجولات دائما فى صالح مصر، فهل مصر مستعدة لأن تخوض باقى الاختبارات بنفس النتائج وبنفس النجاح.. سؤال أطرحه على القارئ العزيز.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة