باتت محافظة شمال سيناء على صفيح ساخن، جراء الدعوات المتزايدة بالزحف على مناطق الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة، لتحرير القدس، وكسر حصار قطاع غزة، ضمن عدد من الفعاليات التى ينتظر أن تبدأ الجمعة المقبلة.
ووفق منشور فلسطينى، تم توزيع آلاف النسخ منه فى سيناء، فإن هناك مخططا دوليا لتحرير القدس، من خلال التظاهر أمام سفارات إسرائيل فى مختلف دول العالم، خاصة فى مصر، مع الزحف من كل من مصر ولبنان وسوريا والأردن إلى الحدود الفلسطينية المحتلة لتحرير القدس. ووصف المنشور ما يحدث بأنه بمثابة الانتفاضة الثالثة للفلسطينيين.
أعلن محافظة شمال سيناء، خاصة الأجهزة الأمنية والجيش، حالة الاستنفار سواء داخل سيناء أو على مداخلها وعلى المناطق الحدودية.
قال اللواء السيد مبروك، محافظ شمال سيناء، إنه تم رفع درجة الاستعداد تحسبا لوصول مجموعات كبيرة من الأفراد لسيناء، فيما يعرف بيوم الزحف نحو الأراضى الفلسطينية.
وأضاف أنه لا داعى للقلق أو تخوف المواطنين من حدوث أزمة فى أى سلعة، فكل شىء متوافر ومتواجد بكميات كبيرة، ولا داعى للتهافت على شراء السلع وتخزينها، لأن مثل هذا الأسلوب قد يؤدى إلى سحب المواد التموينية والاحتياطى بلا داعى من الأسواق.
وأكد المحافظ أن حدودنا الشرقية آمنة تماما، وأننا جميعا نكن كل التقدير والاحترام لقواتنا المسلحة التى حمت الثورة وتتفانى فى أداء عملها من أجل ضبط الأمن.
وتباينت مواقف القوى السياسية بالمحافظة من الأمر، فالحركة الاشتراكية الثورية ترى أهمية المشاركة فى يوم الزحف والاعتصام أمام معبر رفح البرى، فيما ترفض جماعة الإخوان المشاركة. ويقول عبد الرحمن الشوربجى، ممثل الإخوان بشمال سيناء، إنه من حيث المبدأ لن نشارك فى يوم الزحف، مشيرا إلى ارتباط الإخوان بالقضية منذ سنوات والوقوف معها قلبا وقالبا، وحاليا الظروف تغيرت، ووضع مصر وسيناء لا يسمح بالتصرفات غير المحسوبة لأنها قد تضر ولا تنفع.
وأضاف، نقوم بتنظيم لقاءات لتوعية الشباب بخطورة المشاركة، ونبهنا على أئمة المساجد لرفض الفكرة وبيان خطورتها، لأن الفكرة عليها علامات استفهام كبيرة، مع تقديرنا لأن الشباب لديه عاطفة جياشة تجاه القدس، لكن هذا الأمر قد يترتب عليه إفساد جهود مصر فى المصالحة، وفى فتح معبر رفح، وإنهاء الخلاف الفلسطينى.
وأشار أغلب أئمة شمال سيناء إلى أن ما يسمى بيوم الزحف غير مقبول فى هذا التوقيت، فنحن نشفق على مصرنا من كثرة المشاكل حاليا وللمطالبات الفئوية وغيرها، لذا فإن الابتعاد عن هذه الدعوة فى هذا التوقيت أفضل لأننا غير مستعدين الآن، وأن الزحف ليس بالعدد ولكن بالاستعداد، وما يحدث ضرر كبير لابد من تلافيه.
الأوضاع الداخلية فى سيناء باتت صعبة، فقد اشتد الزحام على محطات البنزين ومستودعات الغاز وتسابق الجميع على الأسواق والمحلات التجارية، فالكل يحاول الحصول على أكبر قدر من السلع لما يكفيه لمدة أسبوعين على الأقل، وذلك خوفا من تداعى الأحداث فى سيناء وما قد يتم من تطورات قد تؤدى إلى إغلاق مداخل ومخارج المحافظة سواء كوبرى السلام أو المعديات والنفق.
نفى العميد عياد الطحاوى، مدير إدارة تأمين كوبرى السلام، إغلاق الكوبرى، فيما تردد أنه لن يسمح إلا بدخول أبناء المنطقة فقط إلى سيناء خلال الفترة القادمة للحد من وصول الشباب إلى مناطق الحدود لحمايتهم فى المقام الأول، خاصة أن الوصول لقرب معبر كرم أبو سالم والحدود مع إسرائيل معناه تعرض الشباب لإطلاق النار من عناصر حرس الحدود الإسرائيلى.
حالة الاستنفار طالت مديريات شمال سيناء بهدف رفع درجة الاستعداد والعمل على توفير السلع الأساسية وجميع احتياجات المواطنين وتوفير الغاز والبنزين والسولار وتجهيز المستشفيات وتوفير أدوية الطوارئ وسيارات الإسعاف والاستعداد الكامل للتطورات.
قال الناشط حاتم البلك، منسق حزب الكرامة، إن الأمر خطير فى الظروف الراهنة، وهو لا يتفق شخصيا مع الزحف للحدود فى الأوقات الحالية.
استنفار أمنى فى سيناء بسبب دعوات الزحف للحدود
الأربعاء، 11 مايو 2011 03:47 م
سيناء تشهد أزمة وقود
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة