فى الوقت الذى أعلن فيه وزير التضامن أن مشروع الاكتفاء الذاتى من القمح "وهم كبير" وصعب تحقيقه، نظراً لعدم عناصر الاكتفاء الذاتى لدينا، إلا أن مصر الولادة كشفت عن مهندس زراعى يستطيع مضاعفة الإنتاج للقمح، والجمع بين زراعته هذه المحصول الغذائى الهام مع البرسيم فى قطعة ارض واحدة.
"اليوم السابع" التقى بالمهندس الزراعى محمد الهوارى من ميت سلسيل التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية والذى جاء وهو يحمل فى يده شتله صغيرة من القمح الذى نما للمرة الثانية فى أرضه.
وبعد جولة طويلة مع متخصصين فى مجال البحوث الزراعية ومعهد المحاصيل الحقلية وجد الهوارى أخيراً من يستجيب لفكرته، حيث التقى مؤخرا بالدكتور سامى رضا صابر مدير معهد المحاصيل الزراعية الذى استحسن الفكرة، ووعده بأن يرسل له لجنة لتقييم التجربة على الواقع، خاصة أنه سيحصد محصوله بعد 10 أيام.
بعد 12 سنة من محاولات عديدة للمهندس محمد الهوارى جاب فيها كل المؤتمرات الزراعية حاملا معه سيد يهات تتضمن اكتشافه والمادة العلمية له، أخيرا بدأت بارقة الأمل تسطع وذاب إحساس الفشل الذى تسرب إليه بعد أن أجرى تجاربه على خمس مواسم متتالية على مساحة ربع فدان، وواجه خلالها ثقافة الفلاحين الذين استنكروا ما يفعله فى أرضه وكيف يزرع الأرض مرتين قمح، ومنهم من اتهمه بالجنون.
يقول الهوارى إن المساحة المزروعة فى مصر من القمح 3 ملايين فدان، و2 مليون برسيم، وأنه فى حال زيادة مساحة القمح عن البرسيم تحدث مجاعة للحيوانات، ولو حدث العكس تحدث مجاعة للإنسان. ويضيف تجربتى جمعت بين النقيضين فالأرض التى سيتم زراعتها بالقمح تزرع فى شهر 10 ويكون المحصول السابق لها الأرز الذى يتم زراعته فى سبتمبر، وتبقى الأرض لمدة شهرين دون استغلال، لأنه لا يمكن زراعة القمح خلال هذين الشهرين، وفى هذه المرحلة تحدث فجوة غذائية للعلف الحيوانى، فيقوم الفلاحون بدش محصول القمح بنسبة 10% لاستخدامه كعلف.
ويستطرد الهوارى قائلا: "إنه بتحميل محصول البرسيم "الفحل" ذو الحشة الواحدة فقط مع محصول القمح فى نفس قطعة الأرض، وبعد 50 يوما يتم تقطيع الاثنين كعلف، يجدد القمح فقط نموه، وبالتالى يتم سحب 50% من المساحة الموجهة للبرسيم لإنتاج القمح، دون أحداث عجز فى العلف، وبذلك يتم علاج المشكلتين معا "توفير البرسيم، والقمح".
ويؤكد الهوارى أن هذه الفكرة لا تحتاج الى رش مبيدات حشائش لأن الحشائش جميعا تم تقطيعها، وهو ما يساعد على زراعة محصول القطن بعد القمح فى الموعد المناسب له وفى تربة قوية.
كان الدكتور وزير التضامن قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" فى أن موضوع الاكتفاء الذاتى من القمح "وهم كبير"، والسبب بسيط وهو أن هناك شيئا فى عالم الاقتصاد يسمى الميزة النسبية وتعنى: "أننى أنتج ما أملك قدرة أكبر على إنتاجه بكفاءة"، وعندما نطبق ذلك على القمح فسنجد أن لدينا 7 ملايين فدان أراض زراعية، ونظرا لأنه يتم زراعة الفدان دورتين فى العام فلذا يصبح لدينا 14 مليون فدان أراض زراعية، ولتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأقماح يجب زراعة جميع الأراضى الزراعية بالقمح، ووقتها لا نستطيع زراعة محاصيل أخرى.
مهندس مصرى يتوصل لحل لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح
الثلاثاء، 10 مايو 2011 03:19 م
أيمن أبو حديد وزير الزراعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة