أكد الدكتور شعبان خليفة مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة وأستاذ علم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن جنود صلاح الدين كانوا سببا من أسباب إهدار كتب التراث والمخطوطات القديمة، عندما كانوا يصنعون أحذيتهم، من جلود المخطوطات فى مصر والشام.
وتابع خليفة خلال الجلسة الأولى من مؤتمر التراث بين الحفاظ عليه والعبث به والذى تقيمه لجنة الكتاب والنشر: من العوامل الأخرى التى أدت إلى العبث بالتراث العربى والفكرى عبر قرونه الطويلة، عادات حرق وغسل ودفن وإتلاف الكتب، التى انتشرت بين علماء المسلمين، مشيرا إلى أنه أحصى 500 عالم مسلم، قاموا بغسل ودفن وحرق كتبهم ومن بينهم أبوحيان التوحيدى، الذى كان يخشى على الأجيال القادمة، من أن ينشغلوا بكتبه، عن عبادة الله.
ولفت خليفة النظر، إلى دور الطباعة المستمرة بالحروف المتحركة، فى حفظ التراث، مؤكدا على أن الدول العربية لم تستخدم الطباعة مباشرة، منذ أن عرفها الوطن العربى فى القرن التاسع عشر، مؤكدا على أن قطر، كانت آخر الدول العربية التى عرفت الطباعة عام 1955.
وقال خليفة: مشايخ الأزهر، قاوموا بشدة طبع القرآن الكريم، والكتب الدينية، طوال النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وأكد خليفة على عدم وجود أرقام تقريبية لعدد المخطوطات التى أنتجها السلف، عبر 12 قرنا، مشيرا إلى أن هناك من يبالغ ويقول أن عددها 250 مليون مجلد، مؤكدا على أن ما وصلنا منها، هو ثلاث ملايين مجلد فقط، مبعثرة حول العالم من اليابان فى أقصى الشرق، إلى أمريكا فى أقصى الغرب، مضيفا: تركيا وحدها بها ثلث المخطوطات العربية والإسلامية فى مكتبة طوب كابى سراى فى أسطنبول بتركيا، حيث يقترب رصيدها من مليون مجلد مخطوط.
وتحدث الدكتور نبيل فرج، مؤكدا على أن ألف ليلة وليلة، إحدى ثمار العبقرية التراثية، وشاركت كل الشعوب فى كتابتها، وخلودها يؤكد أننا أمام شكل نموذجى أو مثالى للحكى أو الرواية، وعن أسلوبها الحكى فى الرواية، الذى يتحدث عن الأزمنة القديمة، مضيفا: بدت شهرزاد مدافعة تلقائية عن أبسط حقوق الإنسان، وهو حق الحياة والعدل، واستطاعت ان تتغلب على القوانين الظالمة، وحماية بنات جنسها من طغيان شهريار، الذى كان عبد متعته الجنسية، ويسلم المرأة التى قضى وطره منها لقاتله مسرور السياف، فى صورة تجعلها جريمة إنسانة متكررة، وتحفل ألف ليلة وليلة بالعديد من الشخصيات المختلفة، وهو ما يجعل الإحتفال بهذا التراث هما أساسيا لا يمكن التفريط فيه.
وأضاف فرج: لقد مضى إلى غير رجعة الزمن الذى كان فيه رسل الحكام والملوك يجوبون البلاد بحثا عن المطابع التى تحمل شبهات الخروج عن الأعراف، وكانت فرنسا تحكم بالإعدم على كل من ينشر كتابا دون إذن الحكومة أو الدولة، وبقى من هذا العصر، معنى المدنية والجمال، الذى يتمثل فى الحرص على التعبير ، والدفاع عن حرية المطبوعات، وهو ما نتطلع إلى ترسيخه فى الإبداع العربى، من أجل هذا نعقد المؤتمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة