فى صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم قبل عودة الوفد الشعبى المصرى إلى القاهرة بعد زيارة للسودان استمرت 3 أيام، أجرى "اليوم السابع" حوارا صحفيا مع الدكتور سيد البدوى رئيس حزب الوفد ورئيس الوفد الشعبى المصرى للتعرف على أهم نتائج الرحلة التى جاءت فى وقت عصيب تزامن مع انعقاد مؤتمر مصر الأول وهو المؤتمر الذى اتجهت إليه عيون مصر والعالم العربى، لكونه المؤتمر الأول الذى يناقش القضايا المصرية على أرض الواقع بعد ثورة 25 يناير.
أكد البدوى فى الحوار، أن زيارة السودان كانت مهمة فى الوقت الحالى ولزاما على الوفد الشعبى، وذلك لأن عمر البشير رئيس دولة السودان هو أول رئيس دولة يزور مصر بعد ثورة 25 يناير كتقدير منه لمصر ولثورة الشباب.
وأوضح البدوى، أن الزيارة استمرت 3 أيام، تم تقسيمها يومين لشمال السودان ويوم لجنوب السودان، ففى اليومين الأولين التقى الوفد بالرئيس عمر البشير ونائبه نافع على نافع ومستشار الرئيس على عثمان طه، بالإضافة إلى أعضاء حزب المؤتمر الوطنى الحاكم وأعضاء حزبى الوفاق القومى والاتحاد ـ أكبر الأحزاب معارضة بالسودان.
أوضح البدوى، أن لقاء الوفد الشعبى مع الرئيس عمر البشير تضمن التأكيد على ركيزة أساسية وهى فتح باب جديد للعلاقات بين مصر والسودان بعيدا عن أخطاء النظام السابق، فضلا عن الرئيس البشير قال بالنص "السودان مفتوح لأى مستثمر مصرى"، وأوضح البدوى، أن لقاء الوفد الشعبى مع حزب المؤتمر الحاكم كان على جزأين الأول حضره الاعلامين وكان للتعارف والثانى كان جلسة مغلقة كان النقاش فيها ساخنا ويتسم بالمكاشفة على الجانبين، حيث تم فتح كافة الملفات العالقة والمتسببة فى أزمات بين البلدين، حيث أبدى الطرف السودانى، أن مصر كانت تتعامل بتعالى مع السودان وكانت التعاملات ليست دبلوماسية مثل أى دولة إنما كان تعاملات مخابراتية أى أن المخابرات هى التى كانت تتولى ملف السودان، فضلا عن أزمة حلايب ووقتها كشف الجانب السودانى للمرة الأولى أنه عرض على نظام مبارك أن تكون حلايب منطقة تكامل اقتصادى ونشر الشرطة المشتركة فيها وسحب الجيش منها، وأن الجانب المصرى وافق فى البداية على العرض ثم تراجع عنه بعد ذلك وظل معلقا.
وأضاف البدوى، أن الجلسة المغلقة لم تنته من الحوار عن الدكتور مصطفى الفقى المرشح المصرى لترأس جامعة الدول العربية، وأكد البدوى أن الجانب السودانى رفض تأييد البدوى على خلفية مهاجمة الفقى للنظام السودانى والإساءة إليه من قبل، وأضاف البدوى أن الجانب السودانى أكد على تأييد أى مرشح مصرى فى أى محفل دولى أو إقليمى وتقف ورائه حتى الفوز.
وأشار البدوى إلى أن لقاء أحزاب المعارضة السودانية كانت لقاءات مختلفة تماما عن لقاء الحزب الحاكم ، فلقاء حزب الأمة القومى الذى يترأسه الإمام الصادق المهدى كان لقاءا جماهيرا حضره ما يقترب من 500 شخص رددوا الهتافات التى كان يرددها شباب الثوار فى ميدان التحرير "الشعب يريد إسقاط النظام"، وأضاف البدوى، أن فلسفة وأدبية الإمام المهدى كانت ظاهرة بقوة فى أسلوب حديثه وطريقة تعبيره عن أفكاره ووصفه للبرلمانات العربية بأنها لا تعبر عن الشعوب العربية، لأنها بحسب وصفه "بصمجية" ولا تمارس سياسية حقيقية إنما "سياسة سياحية"، مقترحا أن تكون الجامعة العربية، اتحاد عربى ويتم تأجيل اختيار الأمين العام له حتى تنتهى حركات التحرر فى الوطن العربى ليكون الأمين العام شبيها بالوطن العربى الجديد.
وأكد البدوى أن زيارة شمال السودان أسفرت عن 5 نتائج إيجابية أولها مشروع المليون فدان، حيث خصصت الحكومة السودانية مليون فدان لمصر فى الولاية الشمالية تبعد 400 كيلومتر عن مدينة أسوان، وذلك لإقامة مشروع مشترك يتضمن زراعة القمح والنباتات العطرية التى تدر ربحا كثيرا.
وأضاف البدوى، أن النتيجة الثانية تتمثل فى الاتفاق مع الجانب السودانى على عقد مؤتمر اقتصادى للتجارة والاستثمار بين مصر والسودان تعقد فى أحد العاصمتين القاهرة أو الخرطوم، على أن يشارك فى المؤتمر القطاعين العام والخاص، أما النتيجة الثالثة بحسب ما يقول البدوى فتتمثل فى توطيد العلاقات بين البلدين بعيدا عن العلاقة الدبلوماسية ، حيث تم الاتفاق على تشكيل ملتقى أحزاب وادى النيل يشارك فيه كل الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى بشأن تبادل الزيارات الأفكار ، فضلا عن الاتفاق بين وفد الأحزاب المصرية وحزب المؤتمر الوطنى على تطوير العلاقات القطاعية بين الشباب والطلاب والمرأة والنقابات المهنية.
وأوضح البدوى، أن اليوم الثالث للزيارة تم تخصيصه لجنوب السودان، حيث تم اللقاء بسلفاكير رئيس الحكومة، وأوضح البدوى أن جلسة اللقاء به كانت مغلقة وحضرها 7 فقط من الوفد الشعبى، مشيرا إلى أن ذلك اللقاء تم توجيه سؤال مباشر فيه إلى سلفاكير حول المعلومات التى تأتى إلى مصر من أن الجنوب ليس لديه مشاعر طيبة تجاه المصريين، وكان رد سلفاكير أن مصر لها فضل كبير على الجنوب منذ 2005، فقد أنشأت 5 محطات كهرباء وفرعا لجامعة الإسكندرية، ومستشفى، والعديد من وزرائنا تعلموا فى مصر مثل معظم أبناء الجنوب.
وحسب ما قال البدوى، فإن سلفاكير أكد للوفد الشعبى، أن الجنوب لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، وأن نسبة 55 مليون متر مكعب من المياه ستصل إلى مصر كاملة، وأن الجنوب سيقتسم حصته البالغة 18 مليونا مع الشمال.
الدكتور سيد البدوى فى حواره مع محرر اليوم السابع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة